أكد أستاذ القانون الدستوري بجامعة الجزائر الدكتور موسى بودهان، أن الدبلوماسية الجزائرية حققت الكثير من المكاسب في 2024، مشيرا إلى أنها كانت فاعلة، نشطه واستباقيه تحت إشراف رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، منوها بدورها الفاعل في مجلس الأمن الدولي.
ذكر بودهان في تصريح لـ «الشعب»، أنه رغم أن الجزائر لا تتمتع بصفة العضو الدائم في مجلس الأمن، إلا أنها استطاعت تحريك هذا المجلس للانعقاد من أجل القضايا العادلة في العالم وعلى رأسها القضيتان الفلسطينية والصحراوية.
وأضاف، أنه رغم العراقيل والصعوبات واستخدام حق الفيتو لوقف القرارات الصادرة لفائدة القضية الفلسطينية، إلا أن الجزائر لم تكل ولم تمل من أجل نصرة الشعب الفلسطيني تأكيدا لموقف الجزائر الثابت حينما اعتبر رئيس الجمهورية أن القضية الفلسطينية كانت ومازالت وستبقى إلى الأبد قضية مركزية.
لهذا تعمل الجزائر جاهدة ـ يقول بودهان ـ حتى تنال فلسطين العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتحدة وقد جندت لذلك 143 دولة صوتت لصالح المشروع، معتبرا ذلك مكسبا في حد ذاته.
انتصارات بمجلس الأمن.. ومواقف مشرفة دعماً لفلسطين والصحراء الغربية
ولفت بودهان إلى أن الجزائر حظيت باحترام كل الدول، نظرا لتمسكها بالشرعية الدولية ودفاعها المستميت عن القضايا العادلة والشعوب المضطهدة في مختلف أنحاء المعمورة، وتقف على مسافة واحدة من كل الدول.
وأوضح أستاذ القانون الدستوري بجامعة الجزائر، أن الجزائر لا تشتري ولا تبيع في قراراتها ومساعيها، وأغلب الدول، بما فيها التي تكنّ العداء والحقد، تحترمها وتعترف بأن لديها مواقف شهمة وتاريخية وثابتة، مؤكدا أنه بسبب ذلك تحاول بعض الأطراف خلق مشاكل لها ولا أدل على ذلك ما تقوم به فرنسا والمخزن المغربي والكيان الصهيوني.
واعتبر بودهان، أن الجزائر في 2024 طورت علاقاتها مع العديد من الدول، وعززت مكانتها على الصعيدين القاري والإقليمي وكانت المدافع الشرس عن الاتحاد الإفريقي لإنقاذه من الظلم التاريخي الذي عانى منه، مؤكدا أنها مصرة على أن يكون للأفارقة مقعدين دائمين في مجلس الأمن الدولي.
وأشار المتحدث، إلى أن ما يميز الدبلوماسية الجزائرية، إلى جانب الاستمرارية والثبات على المبادئ والقيم، عدم التدخل في شؤون الدول وسعيها لحل الخلافات والنزاعات بالطرق السلمية، بعيدا عن الاقتتال والحروب، لافتا إلى أن إفريقيا تعتبر العمق الاستراتيجي للجزائر، لذلك تسعى إلى تحقيق الاستقرار والأمن في مالي والنيجر وغيرها بما يخدم تنمية تلك الدول.
وقال بودهان، إن الدبلوماسية الجزائرية تعتمد في عملها على احترام الشرعية الدولية والقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مستشهدا بما أكده رئيس الجمهورية بأن الشرعية الدولية، على مساوئها وما فيها، إلا أن الجزائر تبقى تحترمها وتتمسك بها، مهما كانت الصعوبات.
وأفاد أستاذ القانون الدستوري، بأن المحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت مجموعة من التدابير والإجراءات ضد الكيان الصهيوني، كانت بفضل مجهودات الجزائر ونداء رئيس الجمهورية لأحرار العالم لأجل معاقبة الكيان ومحاسبته وأخذ حقه قضائيا، مشيرا إلى أن تنسيق الجزائر مع جنوب إفريقيا تكلل بإصدار مذكرة اعتقال دولية في حق مسؤولين صهيونيين، موضحا أن الجزائر لما تطالب المجموعة الدولية بالتحرك لمحاصرة الكيان، لا تطالبه بالتعسف أو تجاوز الشرعية الدولية.
وذكر بودهان، أن الجزائر عُرفت على مر السنين بكفاءات دبلوماسية عالية قدمت الكثير وحظيت باحترام دولي كبير، معتبرا أنه في 2024 برز دبلوماسيون، على غرار عمار بن جامع وأحمد عطاف، أضيفت أسماءهم إلى الرصيد التاريخي المحترم للدبلوماسية الجزائرية.
وتحدث الدكتور بودهان، عن تطلع الدبلوماسية الجزائرية لتحقيق مكاسب أخرى، على غرار حصول إفريقيا على مقعدين دائمين في مجلس الأمن، متمنيا أن تكون الجزائر من بين الدول الإفريقية التي تحصل على أحد المقعدين.