اختتمت الطّبعة 32 لمعرض الإنتاج الوطني بقصر المعارض الصنوبر البحري، وسط إقبال واسع من قبل الزوار على الجناح المخصّص للصناعة الإلكترونية والأجهزة الكهرومنزلية، الذين أبدوا اهتماما واسعا بالعروض المميزة التي قدّمتها الشركات، والتي استطاعت أن تعكس الصورة الحقيقية للمؤسّسات التي تجمع بين الجودة والتنافسية.
أجمع العارضون من مختلف العلامات الذين تحدّثت إليهم “الشعب”، على تأكيد جودة المنتجات المعروضة وقدرتها على المنافسة في الأسواق الأوروبية، مؤكّدين التطور الذي تشهده شعبة الأجهزة الكهرومنزلية والالكترونية، التي تعمل على توسيع منتجاتها نحو التصدير لمختلف الأسواق الخارجية، وهذا وفقا لتعليمات رئيس الجمهورية الذي أكّد أنّ التصدير يكون بعد تغطية السوق الوطنية.
تغطية حاجيات السّوق
في هذا الصدد، صرّح المدير العام لشركة “سينوفا” الشريك الاستراتيجي لـ “سامسونغ” المشاركة النوعية للشركة في المعرض الحالي، وذلك بمنتوجات جديدة تتمثل في ثلاجات تشمل نماذج “كومبي” بسعة تزيد عن 400 لتر، وذات الأبواب المزدوجة بسعة تزيد عن 600 لتر، لتلبية الاحتياجات المتزايدة للأسر الجزائرية التي تبحث عن الجودة والنوعية، أمّا بالنسبة للغسالات، قدّمت العلامة في إطار إستراتيجيتها لتطوير الإنتاج الوطني غسالات جديدة من نماذج “توب لودينغ” بسعة 11 و13 و16 ملغ، التي تجمع بين الأداء والجودة.
وفي توضيح أكثر لإستراتيجية الشركة لتطوير الإنتاج الوطني، أكّد المدير العام أنّ مصنع “سينوفا” بسطيف يعد قطبا صناعيا رائدا في الجزائر، حيث يتميز بتجهيزات حديثة وتقنيات متطورة، مع قدرة إنتاجية كبيرة تشمل عدة منتجات على غرار الثلاجات 500 وحدة، والغسالات 500 وحدة والتلفزيونات 800 وحدة، بالإضافة إلى التطور الذي تشهده عملية إنتاج المكيفات الهوائية 400 وحدة. معدل الإدماج المحلي يتجاوز 65 بالمائة للثلاجات، وهذا راجع لالتزام “سامسونغ” و«سينوفا” بتعزيز الإنتاج الوطني، حيث يوفر المصنع فرص عمل بسواعد جزائرية محلية مؤهلة، مما يساهم في تنمية الاقتصاد الجزائري واستحداث وظائف مستدامة.
تسعى “سينوفا” في إطار إستراتيجيتها لتوسيع تواجدها إلى اقتحام الأسواق الإفريقية والعربية، وقد تمّ تصدير أول شحنة إلى تونس في عام 2024، ممّا يمثّل خطوة هامة في إستراتيجيتها للتصدير، وسيتم تحويل شحنات إضافية ابتداء من عام 2025 لتعزيز حضور “سينوفا” خارج الحدود الجزائرية.
قيمة مضافة
من جهته، أوضح مسؤول التسويق بشركة “تي سي أل” الجزائر، بالقاضي مهدي، أن سوق الأجهزة الكهرومنزلية في تطور كبير في السنوات الأخيرة، خاصة مع الإنتاج الوطني الذي يحقق تميز كبير من حيث الجودة والتنافسية، هذا بالإضافة الى جهود بعض المؤسسات للتوجه نحو التصدير للأسواق الخارجية.
وأكّد بقاضي مهدي أنّ صناعة الأجهزة الكهرومنزلية تشهد تطورا على مستوى النوعية، ومواكبة مستجدات السوق العالمية من حيث التكنولوجيا العالية، مؤكدا أن الشركة تعمل على توفير أحسن المنتوجات للمستهلك الجزائري وبأسعار مناسبة.
وأوضح ذات المتحدث أنّ “تي سي ال” دخلت السوق الجزائرية رسميا في جويلية 2023، وهذا بالشراكة مع الشريك الفعلي “بيسما للتوزيع”، الذي يقوم بعملية التركيب سواء لأجهزة التلفاز، المكيفات الهوائية والغسالات التي ستدخل السوق الجزائري، وهذا تحت إشراف الشركة التي تتكفل بالعلامة بالجزائر.
استهداف الأسواق الأوروبية
من جهته، مسؤول التسويق بشركة “ستريم”، لطفي محبوب، قال في تصريح خصّ به “الشعب”، أنّ الشركة جاءت بالجديد مثل كل سنة، بتقديم مجموعة متنوعة من المنتجات التي تجمع بين التكنولوجيا المتقدمة والجودة الاستثنائية بهدف جذب زبائن السوق الجزائرية.
وأفاد المتحدث أن الشركة تعمل وفق إستراتيجية رئيس الجمهورية، التي تهدف إلى تلبية حاجيات السوق الوطنية ثم التوجه إلى التصدير بالتوسع أكثر في السوق الأوروبية، مؤكدا أن الهدف الأول هو ترقية تصنيع المنتوج الجزائري وتوجيهه نحو التصدير، واستهداف الأسواق الإفريقية مستقبلا التي تعتبر السوق الأهم.
وأكّد لطفي محبوب عزم الشركة على تطوير إنتاجها من خلال صناعة شاشة اندرويد 14، التي تعد الأولى من نوعها في الجزائر والخامسة في السوق الأوروبية، وهذا بفضل التكنولوجيا العالية التي تعتمدها، كما تم إنتاج هذه السنة شاشة تلفاز متطورة “سايف قايمين الخاصة بالألعاب”، وهذا لتلبية احتياجات الزبون الجزائري من فئة الشباب.
وهذه السنة تقدّم الشركة منتوجات جديدة تتمثل في أجهزة كمبيوتر حديثة بتقنيات عالية، التي ستنتج في السوق الجزائرية سنة 2025، مؤكّدا أن الشركة تعتمد دوما على الجودة والنوعية ودخول المنافسة مع الشركات الكبرى، خاصة وأن المنتجات مطابقة لكل المعايير الأوروبية، وهو ما جعلها تستمر في تقديم ضمان خمس سنوات لجميع منتجاتها.
خلق قاعدة صناعية
في السياق، قال الخبير الاقتصادي عبد القادر سليماني، إنّ معرض الإنتاج الوطني يعكس الصورة الحقيقية لتطور صناعة الأجهزة الكهرومنزلية، خاصة وأنّ هذه الشعبة توافق نظرة السلطات العليا للبلاد بضرورة زيادة نسب الإدماج للوصول إلى علامات، ومنتوج جزائري بنسبة إدماج عالية تخلق القيمة المضافة، مشيرا إلى ضرورة إقحام المؤسسات الناشئة والمصغرة في هذا النسيج الاقتصادي للوصول إلى منتجات جزائرية بنسب إدماج تفوق 60 بالمائة.
وأضاف الخبير أنّ الشعبة تمكّنت من استحداث مناصب شغل مباشرة وتطوير النسيج الصناعي الوطني، بالإضافة إلى العمليات المخصصة لتصنيع الأجزاء الرئيسية والوظيفية من أجل ضمان بروز بيئة اقتصادية تتيح التعاقد مع المؤسسات المحلية، وتضمن التنافسية وتحقيق القيمة المضافة للاقتصاد الوطني.
وأشار سليماني إلى أحسن نموذج في الصناعة المحلية للأجهزة الكهرومنزلية والالكترونية مجمع “إيلك elec” العمومي، الذي يضم في حافظته 25 فرعا، ويوظف أكثر من 7000 عامل، ويشمل الصناعات الإلكترونية، الكهرومنزلية، الكوابل والتجهيزات السلكية واللاسلكية وبعض الأدوات التي تدخل في الصناعات الكهربائية، الذي يعتبر قاعدة صلبة في مجال الإلكترونيات ويعول عليه لإعادة إنعاش التلفاز والألواح الشمسية في مركبات سيدي بلعباس وتيزي وزو، لذا فإنه مجمع مهم للنهوض بهذه الصناعة.
وصرّح أيضا، أنّ بعض فروع المجمع على غرار “إيني” و«اينيام” و«ألفاترون” و«سوناريك” و«فيلامب” و«دوميلاك” تقوم بإنتاج منتوجات موجهة للجمهور العريض من منتجات إلكترونية وكهرومنزلية (أجهزة التلفزيون، أجهزة الكمبيوتر، الأجهزة الكهرومنزلية والمصابيح..إلخ)، فيما تقوم الفروع الأخرى بتصنيع منتجات تدخل في إطار المناولة للصناعات الكهربائية، الصناعات الميكانيكية، الاتصالات السلكية واللاسلكية وكذا الخدمات للمتعاملين الاقتصاديين.
وخلص إلى أنّ أغلب المؤسسات قامت بجهود كبيرة في السنوات الأخيرة لمواكبة توجيهات السلطات العليا، وعلى رأسها رئيس الجمهورية، بخصوص رفع نسب الإدماج والاعتماد على المواد الأولية المحلية، دون نسيان الجودة والسعر المناسب.