استعرض متدخلون، الخصال النضالية لرئيس أول حكومة مؤقتة للجمهورية الجزائرية، المجاهد فرحات عباس، في ندوة تاريخية بعنوان “فرحات عباس.. من الاندماج إلى التحرير”، نظمت اليوم الخميس، بالمتحف الوطني للمجاهد، بحضور وزير المجاهدين.
قدم رئيس جمعية الثامن ماي 1945، عبد الحميد سلاقجي، شهادته حول فرحات عباس، المجاهد الرمز، الذي قدم الكثير للثورة الجزائرية بفضل حنكته السياسية والدبلوماسية وكسب الدعم الدولي لثورة التحرير المباركة.، حيث كان فرحات عباس، جار لعائلة سلاقجي.
وقال رئيس جمعية الثامن ماي 1945، إن فرحات عباس، رجل سياسي ودبلوماسي محنك، كانت بدايته اندماجية، لكن في آخر المطاف التحق بصفوف ثورة التحرير عن قناعة، ليعين على رأس أول حكومة مؤقتة للجمهورية الجزائرية.
وأكد سلاقجي، أن المجاهد فرحات عباس، وطني حتى النخاع، قدم الكثير للثورة الجزائرية، جلب دعم الدول الاشتراكية لها، مثل الصين وروسيا، وبلدان عربية، وإقنعهم بمساعدة الثورة عندما كان على رأس الحكومة المؤقتة الجزائرية. وأشار إلى أن الراحل، كان رجلا جامعا مثقفا عاقلا، كان يلقب “النمرّ.
وقال المتحدث “يحب الشباب، وشدد على ضرورة إبراز دور مثل هؤلاء العظماء في ملتقيات وطنية”.
وقال سلاقجي، إن فرحات عباس، موجود في الذاكرة، رغم ما طاله من النسيان، بفضل جهود رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، ووزارة المجاهدين وذوي الحقوق.
الاستعماريون الجدد حاقدون على الجزائر
واستنكر معطوب ثورة التحرير، تصريحات اليمين المتطرف الفرنسي وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الذي يزعجهم تقدم الجزائر وما تنعم به من أمن واستقرار.
وأكد أن جمعية الثامن ماي 1945، لديها الوثائق والأرشيف الذي يفضح جرائم فرنسا الاستعمارية ضد الإنسانية، في الجزائر، وقال: ” عشت مرحلة الثورة والاستقلال، ولدينا نظرة شاملة على تاريخ الجزائر،أوصي الشباب بالحفاظ على الجزائر، رغم الأكاذيب، والشتائم، التي يطلقها المعمرون الاستعماريون الجدد الذين يحنون إلى الماضي الفرنسي الملطخ بالدماء، عبر بلاطوهاتهم التلفزيونية”.
وأضاف المجاهد سلاقجي: ” نحن صامدون، ونواصل كتابة تاريخنا المتعلق بالمقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة التحرير، من خلال جمع شهادات من عايشوا ثورة التحرير، أكبر مدرسة استعمارية في العالم هي ،فرنسا، لا نترك رئيس الجمهورية يرد عليهم وحده، كلنا نرد”. وأشار إلى الحقد الدفين للأقدام السوداء واللوبي اليهودي، واليمين المتطرف اتجاه الجزائر، وقال: ” لسنا ضد الشعب الفرنسي نحن ضد العقلية الاستعمارية”.
من جهته، قال الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، المجاهد حمزة العوفي،إن فرحات عباس، ناضل قبل الثورة سياسيا، ورجل ذو ثقافة عالية، وصيدلي، لا يمكن اختصار مساره النضالي في ساعات. وأشار المجاهد حمزة العوفي، إلى أن قيادة الثورة كانت عبقرية وأحسنت اختيار هذا الرجل الفذ، لمواجهة الدعاية الاستعمارية وإبراز حقوق الجزائريين وعدالة قضيتهم. وأضاف: ” عندما كنا نجاهد في الجبال بالسلاح، كنا نعتز بقيادتنا، لأنهم كانوا يناضلون سياسيا لإيصال صوتنا ومعاناتنا للعالم”.
وبالمناسبة، كرمت عائلة فرحات عباس، كما كرم ابن الشيخ بيوض، من مشيخة غرداية، وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة.