أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، ان التاريخ والذاكرة هما العنصران الأساسيان لتنمية المواطنة والوطنية والانتماء، في افتتاح الملتقى الوطني الموسوم بـ”من أمن الذاكرة الوطنية إلى مناعة الأمة السيادية”، اليوم الإثنيين، بالنادي الوطني للجيش.
قال ربيقة، إن “الحملات الحاقدة، والتي اتخذت من التحريض والتضليل الإعلامي والدعاية السوداء وسائلها الدنيئة على الجزائر تاريخا وذاكرة وشعبا ودولة، ما هي إلا برهان على عدم تقبل التطور والتنمية والمسارات والإنجازات الريادية في شتى المجالات، حسدا من أنفسهم في لحمة الوطن وتماسكه وإيمانه بمؤسساته المدافعة عن حقوقه وجودة حياته وسيادته”.
وأكد وزير المجاهدين، ان “القطاع يسعى إلى تعظيم الرهان السيادي للدولة الجزائرية في تحصين الجزائر شعبا وأجيالا ع، ذاكرة وتراثا حضورًا ومخيالاً، لمناعة السيادة الرقمية والإعلامية من مخاطر حروب الجيلين الخامس والسادس، التي تقام على الفضاءات الرقمية ليُشكل المحتوى بهيئتيه الرقمية والإعلامية عصب الاهتمام فيها”.
وأبرز الوزير، أن “الوعي التاريخي المتجدد بأمجاد ومكاسب الماضي ومرجعتيه الخالدة ذخيرة حية للأجيال ، حتى تشحن الضمير والوجدان بقيم أمجادها وتضحيات أسلافها، لترسم عهود مستقبلها وصون رسالتهم في رص الصفوف وتبديد أوهام أعداء الأمس واليوم، الذين تزعجهم منجزات الجزائر المنتصرة وهي تخطو خطوات ثابتة نحو تحقيق المزيد من المكاسب”.
وأكد ربيقة، أن الاهتمام بالذاكرة الوطنية من جميع جوانبها، وخاصة أمنها من كل التهديدات، واجب وطني مقدس، غير مدفوع بأي نزعة ظرفية ولا يقبل أي مساومة، وسيظل في مقدمة انشغالات الدولة لتحصين الشخصية الوطنية، وهويتها الأصيلة، وفي صميم الوفاء لشهداء ثورة نوفمبر المجيدة والمجاهدين الأخيار.
وأوضح الوزير، أن هذا الملتقى هدفه توصيف المشهد السيادي العام عملا بالمشروع الخلاق الرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في مناعة الذاكرة الوطنية وأمن الناشئة والأجيال المستديمة. وقال: “فلقد كانت رسائله في كل المناسبات، لاسيما التاريخية، محطات لتأكيد عناية الدولة بمسألة الذاكرة التي ترتكز على تقدير المسؤولية الوطنية في حفظ إرث الاجيال من أمجاد أسلافهم، وتنبع من اعتزاز الأمة بماضيها المشرف، ومن تضحيات الشعب في تاريخ الجزائر القديم والحديث لدحر الأطماع وإبطال كيد الحاقدين، الذين ما انفكوا يتوارثون نوايا النيل من وحدتها ومنجزاتها وما زالت سلالاتهم إلى اليوم تتلطخ في وحل استهداف بلادنا”. وقال ايضا، إن هذا الملتقى العلمي والتاريخي هو تقويض للخطاب الاستعماري المتجدد، الذي يجمع بين الرؤية العلمية والميدانية واللوجيستيكية الرقمية في معرض الأمن السيبراني للذاكرة الوطنية وتوظيف مخرجات الذكاء الاصطناعي للرقمنة، وتثمين وتأمين الذاكرة الوطنية عبر الحوامل والوسائط الرقمية حماية لها من مخاطر الفضاءات السيبرانية المفتوحة وتهديداتها اللا تماثلية.
استكمال عهد الشهداء بالدفاع عن الذاكرة
وأضاف الوزير، أن “مسيرة استكمال عهد الشهداء، بالدفاع عن الذاكرة صونا للتاريخ، هي ما يجعل الجزائر اليوم ترافع بأعلى صوتها في المحافل الدولية لحقوق الشعوب المستضعفة، ومنها نصرة القضية الفلسطينية، كما أن حرص الرؤية الجزائرية السيادية على صون الذاكرة ينبع من أصلنا الطيب، فنحن شعب جُبل على الحق، ولا يقبل سواه، شعب لا يقبل المساومة في إبادة الأجيال الثورية وأجيال المقاومة الشعبية”.
وذكر وزير المجاهدين، أن خطاب رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الموجه للأمة أمام البرلمان بغرفتيه، أكد في باب الذاكرة، “ألا تخلي عنها ولا مطالبة فيها بأي مقابل أو تعويض، لأن الذاكرة هي الكرامة، وهي دماء شهداؤنا التي سقت هذه الأرض الطاهرة، وفهي بذلك أغلى من كل مقابل، وأن الاعتراف بتاريخ الدم هو مطلب الجزائر، التي تحترم الشهداء الذين هم أحياء عند ربهم يرزقون.”
تأمين ذاكراتنا تحصين للأمة وحفظ وأمن الناشئة
وأكد ربيقة، أن تأمين ذاكرتنا ونقلها للشباب، هو ضمان تحصين الأمة وحفظ أمن الناشئة من أشكال التضليل الرقمي والاستدراج الإعلامي. وأشار الوزير إلى أن ” وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، اعتمدت استراتيجية الملتقيات العلمية والندوات وإحياء الأيام الوطنية وذكريات الشهداء وإنجاز مختلف الأعمال السمعية البصرية.. وكل البنى الميديولوجية لإيصال التاريخ آمنا كما صنعته الأرواح الشهيدة، وكما صانته الأيادي الطاهرة إلى جزائر المجد المستديم”.