أشاد السيد أمير لواء عبد الصامد بن جدو، المدير العام للديوان الوطني للحماية المدنية التونسية، بالتعاون التونسي الجزائري في الحماية المدنية، الذي بات نموذجا يحتذى به منذ إمضاء أول إتفاقية تعاون سنة 1985، حيث توالت المحطات المضيئة التي تؤكد عمق العلاقة بين البلدين، من أبرزها الوقوف معا في وجه الكوارث الطبيعية، مثل زلزال بومرداس في الجزائر سنة 2003 وحرائق جبل بوقرنين في تونس سنة 2022.
أكد السيد أمير لواء عبد الصامد بن جدو، في كلمة له، أن اللقاء ليس مجرد مناسبة عابرة، بل هو استمرار لتقاليد راسخة في التعاون بين الدولتين، حيث أصبحت الاجتماعات السنوية محطة أساسية لتعزيز العلاقات وتوطيد أواصر الشراكة، على اعتبار أن هذا التعاون ليس وليد اليوم، بل هو طبيعي لما يجمع البلدين من روابط تاريخية وأخوية. وأضاف قائلا: “نحن لا نتقاسم فقط الحدود، بل نتشارك أواصر الدم، والقيم والمصير المشترك، وهو ما يضفي على علاقتنا طابعا استثنائيا من التضامن والتكامل”.
وأفاد المتحدث أن التعاون بين القطاعين شهد تطورًا ملحوظا في مجال التدريب وتبادل الخبرات من خلال التمارين الدولية المشتركة، مثل 2018 SEIMEX وSEIMEX. ولم يخف في سياق حديثة، حجم المخاطر الطبيعية التي تواجهها دول العالم، إذ أن التحديات التي نواجهها اليوم، خاصة تلك المرتبطة بالتغيرات المناخية والكوارث الطبيعية، التي باتت تفرض التحرير والتنسيق المشترك. وأوضح أيضا، أن التقارب الجغرافي بين البلدين ليس مجرد عامل طبيعي، بل هو فرصة ومسؤولية للعمل معا من أجل حماية المواطنين.
ولقد شهدت سنة 2024، يضيف، “خطوات ملموسة تعكس مدى تطور هذا التعاون، ففي شهر جانفي انعقدت اللجنة المشتركة بمدينة طبرقة، وتم الاتفاق على وضع خطط ميدانية مشتركة لمحاكمة حرائق الغابات على الشريط الحدودي وشكل هذا الاتفاق أساسا لعمل مشترك قائم على التنسيق المباشر بين مسؤولي الجهازين”.
وفي شهر فيفري تزامنت الأيام التونسية الجزائرية في مجال الحماية المدنية مع الاحتفالات بذكرى أحداث ساقية سيدي يوسف، التي تعد رمزا للتضامن بين بلدينا تضمنت هذه الأيام فعاليات ثقافية ورياضية ومبادرات لتعزيز الروابط بين مؤسسات الحماية المدنية في تونس والجزائر، ما ساهم في ترسيخ العلاقة الأخوية بين الطرفين.
وتوج التعاون في شهر ماي، بمناورة ميدانية كبرى في ولايتي سوق أهراس وتبسة، حيث شاركت فرق الحماية المدنية التونسية والجزائرية بفعالية كبيرة، وهدفت هذه المناورة إلى تعزيز التنسيق وتبادل الخبرات في مجال مكافحة حرائق الغابات، ما يعكس التزام البلدين بتطوير قدراتهما المشتركة وضمان سلامة المواطنين.
إن هذه الإنجازات يؤكد أمير لواء عبد الصامد بن جدو ” لم تكن لتتحقق لولا الإرادة المشتركة التي تجمع قيادات وإطارات بلدينا بدعم مباشر من وزيري الداخلية في تونس والجزائر ولقد كان لهذا الدعم أثرا بالغا في تعزيز التعاون بيننا ودفعه إلى آفاق أرحب”. وأفاد أن التعاون التونسي-الجزائري في مجال الحماية المدنية، ليس مجرد شراكة ظرفية، بل هو مسار مستدام يهدف إلى تحقيق تطلعات بلدينا في مواجهة التحديات المشتركة.
ومن هذا المنطلق يتطلع السيد بن جدو، إلى تعزيز هذا التعاون في المستقبل من خلال توسيع مجالات الشراكة وتطوير آليات العمل المشترك.
وأبرز السيد بن جدو، أن النية الصادقة التي تجمع القطاعين لتطوير هذا التعاون ترتكز على إيماننا بأن التكامل بين بلدينا سيؤدي إلى تحقيق نتائج ممتازة، فالمزيد من التنسيق وتبادل الخبرات، إلى جانب الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة وتطوير القدرات البشرية، سيمكننا من رفع مستوى الجاهزية لمواجهة الكوارث الطبيعية والأزمات بفعالية أكبر.
وعبر ممثل دولة تونس الشقيقة، عن يقينه بأن هذه الجهود ستثمر بناء نموذج متقدم في الحماية المدنية، لا يقتصر على حماية الأرواح والممتلكات، بل يمتد إلى تعزيز الاستدامة البيئية وضمان مستقبل أكثر أمانًا لشعبينا. ونحن يؤكد قائلا: ” على أتم الاستعداد للعمل مع أشقائنا الجزائريين يدا بيد لتحقيق هذه الأهداف الطموحة، بما يعزز مكانة بلدينا كشريكين إستراتيجيين في المنطقة.” وتوجه بعدها في كلمته، بأسمى عبارات الشكر والتقدير للجانب الجزائري الشقيق على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مؤكدا “أن هذا الكرم ليس بالأمر الجديد على أشقائنا الجزائريين الذين عرفوا عبر تاريخهم الطويل بجودهم وأصالتهم، مما يجعلنا يقول”نشعر وكأننا في وطننا وبين أهلنا فما يجمع بين بلدين من روابط القربى، وتاريخ مشترك، وعلاقات أخوية يعمقها التقارب الجغرافي، يجعلنا بحق كيانا واحدا.”