أجمع باحثون، على النضال السياسي المشرف للمجاهد المرحوم محمد السعيد معزوزي، احد رواد الحركة الوطنية، من خلال مذكراته بعنوان “عايشت الحلو والمر” ، التي نشرت في 2015.
في ندوة فكرية نظمت اليوم الخميس، بالمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة، أبرز المدير العام للمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة، اللواء عبد العزيز مجاهد، أهمية الحديث عن الثورة التحريرية، واعطاء المكانة للرجال الذين كانوا فاعلين، غرسوا البذرة الأولى مثل المجاهد المرحوم محمد السعيد معزوزي، الشاهد على المسار النضالي للجزائريين من 1945 إلى غاية وفاته.
وأكد مدير المعهد، ان المجاهد المرحوم يمثل الدولة الحديثة، كان من الفاعلين في التوعية والتنظيم والتعبئة، وبعد استرجاع السيادة الوطنية ساهم في معركة تشييد أسس الدولة الحديثة.
وقال عبد العزيز مجاهد، ان محمد السعيد معزوزي، يمكن أن يكون قدوة ومثالا لكل جزائري، وأشار إلى أن المجاهد المرحوم، لم يترك الساحة فارغة وكان الرئيس الراحل هواري بومدين، يطلب رأيه في جلسات الحكومة، كونه أدرى بوضعية الشعب الجزائري.
من جهته، أكد منير بهادي، المدير العام للمكتبة الوطنية، ان المجاهد معزوزي، أحد المناضلين المميزين والتموذجيين في تاريخ الحركة الوطنية وثورة التحرير، وأبرز المتحدث الأهمية المعرفية والتربوية والأخلاقية، التي تميزت بها هذه الشخصية.
واعتبر بهادي، ان مذكرات المجاهد محمد السعيد معزوزي، مرجع ورافد من روافد التاريخ ومن النصوص النادرة التي تبرهن ان السير الذاتية يمكن أن تكون من علوم السير واحالتها إلى ما وراء تاريخ الرؤية، الذي يتوقع منه الكثير من الأحداث.
وأشار المحاضر، إلى أن المجاهد المرحوم، كانت له رؤية مستقبلية للتاريخ عارفة بالشخصية القاعدية للشعب الجزائري، ونظرة ثاقبة استقاها من تجربة الحركة الوطنية وثورة التحرير وصدق نضاله.
وتطرق الدكتور مولود قرين، من جامعة المدية، إلى الميلاد والنشأة والعوامل، التي ساهمت في تكوين الشخصية السياسية والنضالية للمجاهد معزوزي، المولود في 1924 وسط عائلة مرابطة يعود أصولها إلى المرابط علي بن حمزة، المنحدر من الصحراء الغربية، والذي استعان به يوسف بن تاشفين، ليمثل السلطة الدينية في منطقة القبائل.
وأكد الدكتور قرين، ان المدرسة الاولى لمحمد السعيد معزوزي، كانت الأسرة التي نهل منها معان الشهامة، والوطنية الخالصة،حيث كان جده الملهم الأول لشخصيته، لأنه كان من أعيان منطقة القبائل وينتمي إلى جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، اضافة الى تأثير خاله، الذي كان مناضلا في الخلايا السرية لحزب الشعب الجزائري.
مانديلا الجزائر
واضاف المحاضر، ان المجاهد درس بزاوية القرية تعلم اللغة الغربية وحفظ القرآن الكريم، وصل إلى المرحلة الثانوية، لكنه غادرها ليلتحق بصفوف حزب الشعب الجزائري في سن مبكرة، حيث تعرف على الكثير من إطارات الحزب، يقوم بأدوار مهمة.
وأشار الأكاديمي، إلى الكثير من الشخصيات كانت تصف المجاهد معزوزي، بمانديلا الجزائر بسبب ما عانه في سجون الاستعمار الفرنسي، وقال انه آن الأوان للاهتمام بهذه الشخصية، التي لها ثقافة والتزام وطني، وكان منفتحا على التيارات السياسية أثناء الاحتلال الفرنسي.
رمز للوحدة الوطنية
وأكد الدكتور سفيان لوصيف، من جامعة سطيف ان مذكرات المجاهد المرحوم محمد السعيد معزوزي، رمز للوحدة الوطنية ينطلق في مذكراته من التاريخ المحلي الى الوطني.
واضاف المحاضر، ان هذه المذكرات تضيف الكثير من تاريخ الجزائر وهي جديرة بالدراسة، واعتبرها مرجعا اساسيا عن معاناة المناضلين في السجون الاستعمارية، والتي تعتبر مدرسة في النضال .
ويرى الدكتور لوصيف، انه يمكن أن تكون هذه المذكرات مواضيع ماستر للطلبة في مجال التعذيب في السجون.