حجزت مصالح الجمارك الجزائرية، في إطار مكافحة تهريب المخدرات والمؤثرات العقلية، أزيد من 8.5 طن من الكيف المعالج و570 كلغ من الكوكايين وقرابة 11 مليون وحدة من الأقراص المهلوسة، في جميع الولايات خلال 2024، بحسب المدير العام للجمارك اللواء عبد الحفيظ بخوش.
جاء هذا في كلمة له خلال مراسم إحياء اليوم العالمي للجمارك المصادف لـ 26 يناير من كل سنة، والمنظمة بالنادي الوطني للجيش بالجزائر العاصمة، اليوم السبت، بحضور عدد من أعضاء الحكومة ومسؤولين سامين في الدولة، منظمات أرباب الأعمال وكذا إطارات قطاع الجمارك.
وبالمناسبة، أوضح اللواء بخوش بأن مصالحه تمكنت خلال السنة الماضية من القيام بعمليات “نوعية”، بالتنسيق مع مختلف الأسلاك الأمنية، تكللت بحجز كميات كبيرة من السلع المهربة والممنوعة، وتمثلت خصوصا في “حجز أكثر من 5ر8 طن من الكيف المعالج وأكثر من 577 كغ من الكوكايين وما يقارب 11 مليون قرص من المهلوسات، إضافة إلى حجز 79 وحدة من الأسلحة وأكثر من مليون علبة من المواد التبغية”.
وتمكنت مصالح الجمارك من حجز قرابة 1.3 مليون طن من المواد المدعمة ذات الاستهلاك الواسع، وأكثر من 380 ألف من المشروبات الكحولية، وقرابة 760 ألف لتر من الوقود، إضافة إلى 495 ألف و711 وحدة من المفرقعات والألعاب النارية.
وخلال هذه العمليات، تم استعمال أكثر من 1100 وسيلة نقل للتهريب (سيارات سياحية ونفعية، مركبات رباعية الدفع، شاحنات، جرارات، مقطورات، دراجات نارية، حيوانات)، في حين بلغ العدد الإجمالي لقضايا الحجز المترتبة عن هذه الجرائم، 1113 قضية.
وتم تحقيق هذه الحصيلة -حسبه- بفضل التدخلات الميدانية التي نفذتها الفرق الجمركية العملياتية والتي بلغت 56 ألف و729 خرجة ميدانية، من بينها أزيد من 18 ألف مشتركة، بالتنسيق مع مختلف الأسلاك العسكرية والأمنية.
وعلاوة على ذلك، تمكنت الجمارك الجزائرية، بفضل الفحص الدقيقة لحاويات موضوعة تحت نظام الإيداع التلقائي عبر عدة موانئ، من “ضبط 201 حاوية تحتوي على بضائع محظورة تهدد أمن وسلامة المواطن”، حيث بلغت قيمة الغرامات المستوجبة جراء ارتكاب هذه المخالفات ما يقارب 5 مليارات دج، يضيف المدير العام.
وفي إطار ترقية الاقتصاد الوطني ودعم الصادرات خارج المحروقات، قامت الجمارك خلال السنة الماضية بتنظيم 31 يوما إعلاميا، بحسب قطاع نشاط المؤسسات الاقتصادية، بما في ذلك المؤسسات الناشئة.
وعلى الصعيد الدولي، أظهرت الجمارك مشاركتها “الفعالة” في العديد من المحافل والمؤتمرات الإقليمية والدولية، فضلا عن احتضانها لاجتماعات لجان مشتركة مع دول شقيقة لتعزيز التعاون الجمركي في مجالات مكافحة التهريب والجرائم العابرة للحدود، وقدمت بذلك “نموذجا يحتذى به في التنسيق مع شركائها على المستوى الدولي”، يقول اللواء بخوش.
من جهة أخرى، أكد المدير العام بأن الجمارك الجزائرية “تشق اليوم طريقها نحو تحقيق تحولات استراتيجية من شأنها تعزيز فاعليتها في خدمة الاقتصاد الوطني”، مشيرا إلى وضع العنصر البشري وتحسين ظروف ممارسة أعوان الجمارك لمهامهم “كأولوية لهذه التحولات”، حيث يتم العمل على تحسين تكوينهم وتطوير مهاراتهم للقيام بمهامهم بكل احترافية ودقة.
أما بخصوص اليوم العالمي للجمارك، الذي تم إحياؤه هذه السنة تحت شعار “جمارك تحقق التزاماتها في مجالات النجاعة والأمان والازدهار”، أكد اللواء بخوش بأن احتفال الجمارك الجزائرية به يعكس التزامها “الثابت بمبادئ المنظمة العالمية للجمارك، لاسيما تلك المتعلقة بالشفافية، الفاعلية وتسهيل التجارة المشروعة”.
ويتجلى هذا الالتزام -حسبه- في “تعزيز آليات العمل الجمركي والسعي الدؤوب لتطوير الجهاز بمختلف مكوناته”، مؤكدا عزم مصالحه على “تعزيز شراكاتها مع كافة الجهات المحلية والدولية المعنية، من أجل حماية الاقتصاد الوطني والمواطن وتسهيل انسيابية التجارة الخارجية”.