أجمع مجاهدون، في ذكرى اضراب الثمانية أيام التاريخي، على أن هذا الاضراب محطة مفصلية في تاريخ الثورة الجزائرية.
أبرز رئيس المتظمة الجزائرية للتجارة والاستثمار الاجتماعي، جابر بن سديرة، في ندوة تاريخية نظمتها المتظمة الجزائرية للتجارة والاستثمار الاجتماعي، بالتنسيق مع المتحف الوطني للمجاهد، اليوم الثلاثاء، أهمية هذا الحدث التاريخي في مسيرة الثورة التحريرية، وهي رصيد ملئ بالبطولات والتضحيات.
واوضح ان سديرة، ان الطبعة الثالثة لوسام التاجر الصدوق الامين، نظمت بمناسبة الذكرى الـ68 لإضراب الثمانية أيام، برعاية وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، لإنتقاء احسن التجار، الذين أثبتوا نزاهتهم، حيث تسعى الهيئة من خلال هذا الوسام لتكريم بعض التجار، بسبب وضعتيتهم السوية مع كل الادارات، والخدمة التي يقدمها التاجر للمستهلك الجزائري عن طريق الأسعار، وتوفير السلع، والعمل التضامني والخيري.
وأشار رئيس المنظمة، الى أنه بمناسبة الذكرى الـ68 لهذه المحطة التاريخية نظمت تظاهرة في كل ربوع الوطن، حيث تنطلق اليوم قافلة وطنية من المتحف الوطني للمجاهد لتجوب ربوع الوطن مدة ثمانية أيام بتنظيم 12 لقاءا جهويا لتسليط الضوء على هذه المحطة التاريخية ودور التجار، الذين ساهموا في الثورة وضحوا من اجل إنجاح هذا الإضراب وايضا من اجل تواصل الأجيال وكل من سار على دربهم بعد الاستقلال، والمشاركة الفعالة في حفظ الرسالة النبيلة للشهيد.
ودعا بن سديرة، لترسيم هذا اليوم كعيد وطني. وقال ” من واجبنا المساهمة في الذاكرة الوطنية وصون رسالة الشهداء، ونؤكد مدى الارتباط بوطننا”.
وقالت ممثلة وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، ان الذكرى الـ68 لاضراب الثمانية أيام يحتفل بها على مستوى كل مديريات المجاهدين عبر التراب الوطني، من خلال توزيع مدونة على كل المتاحف الجهوية.
محمد غفير: الإضراب ساهم في شل الاقتصاد الفرنسي
وابرز المجاهد محمد غفير، المدعو موح كليشي، من اتحادية جبهة التحرير الوطني، في شهادته لـ”الشعب”، المساهمة الفعالة للعمال الجزائريين في فرنسا في اضراب الثمانية أيام التاريخي، وتوقفهم عن العمل في كل المصانع الكبرى مثل رونو، وبيجو، ما أدى إلى شل الاقتصاد الفرنسي، لمدة ثمانية أيام.
واضاف موح كليشي، ان الشرطة عندما جاءت تعتقل العمال الجزائريين، اعترضهم العمال الفرنسيون، والأكثر من ذلك استقبلهم بحفاوة قائلين “الفلاقة عادوا”، كما أن نقابة العمال احتجت على مسؤولي المصانع على خصم ثمانية أيام من رواتب العمال الجزائريين، وتم تعويضهم.
وأشار المجاهد غفير إلى أن هؤلاء العمال الجزائريين كان لهم موقفا بطوليا وسلموا ظرف المال لجبهة التحرير الوطني دعما لثورة التحرير.
وتحدث موح كليشي، عن كيفية التحضير للإضراب، حيث كان عمره انذاك 24 سنة، يجوب شوارع باريس على متن دراجة نارية لتوزيع المناشير على المناضلين والعمال الجزائريين في المقاهي، وتوعيتهم حول ضرورة الإلتحاق للإضراب، كما واجهوا معارضة وتشويش من طرف المصاليين، الذين اغتالوا المناضل الربيع بوشامة.
اسذكار ملاحم الاسلاف
أبرز المجاهد عيسى قاسمي، إطار سابق بالأمن الوطني ومؤرخ، أهمية اضراب الثمانية أيام التاريخي، الذي نستذكر فيه ملاحم وبطولات اسلافنا من خلال هذه المحطات التاريخية، المخلدة للكفاح المرير والأسطوري، الذي خاضه الشعب الجزائري منذ 132 سنة ضد ابشع استعمار مدمر. عرفه العصر الحديث. وقال ان احياء هذه المحطات التاريخية هو استذكار لرجال أبطال عظماء، وهبوا حياتهم فداء للجزائر .وقال “نحن محظوظون نحمد الله، الذي أطال في أعمارنا لنحضر هذه المناسبات مع جيل اليوم، الفضل يعود للشهداء الشباب، الذين ضحوا بأنفسهم وأهلهم من أجل ان ننعم في حرية وأمن واستقرار رغم ما يجري في العالم.” واضاف انه لحد الآن ما يزال يعتبر نفسه مجندا في سبيل الجزائر .
ودعا المتحدث الشباب للحفاظ على أمانة الشهداء، وصون الجزائر من أعداءها من وراء البحر الذين لم يتخلوا عن الفكر الاستعماري البغيض ويواصلون الاعتزاز والافتخار بالمجرمين القتلة، الذين حاولوا إبادة الشعب الجزائري، مثل بيجو، ماسو، سال، بيجار، بيليسي، كافينياك، دوبرمون، دو روفيقو، الذي قتل 4000 من اهل القصبة الذين اعتصموا بمسجد كتشاوة، الذي حوله الاستعمار الى كاثدرائية.
وبهذه المناسبة، كُرّم مجاهدون.