أجمع تقنيّون ولاعبون قدامى، اتصلت بهم “الشعب” لمعرفة رأيهم في قرعة نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2025، والتي أوقعت المنتخب الوطني رفقة منتخبات بوركينا فاسو، السودان وغينيا الاستوائية، على أن مجموعة “الخضر” في المتناول مقارنة بباقي المجموعات، محذرين أشبال المدرب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش أن درس الخروج من الدور الأول خلال دورتي 2021 بالكاميرون و2023 بكوت ديفوار لا يزال في الأذهان.
سرار: مجموعة متوازنة
شدّد عبد الحكيم سرار، الرّئيس السابق لفريق وفاق سطيف، على صعوبة المهمة التي تنتظر رفقاء القائد رياض محرز في النسخة 35 من كان 2025، رغم اعترافه أن مجموعة الخضر متوازنة بعض الشيء مقارنة بباقي المجموعات الأخرى.
وقال المتوّج بكأس إفريقيا للأمم 1990، تحت قيادة المرحوم عبد الحميد كرمالي في تصريح ل«الشعب”: “ المجموعة التي وقع فيها المنتخب الوطني ليست سهلة بطبيعة الحال، يمكن القول إنها متوازنة، نحن نتحدث عن منتخبات متألّقة في القارة الإفريقية خلال السنوات الماضية، لكن يبقى الأهم من هذا أن ندرك صعوبة كأس إفريقيا التي أرى أنها تبقى أصعب من الفوز بكأس العالم”.
وتابع قائلاً: “يجب علينا التركيز أكثر على نوعية المنافسين، طبعا كلنا يرى أن المنتخب الوطني يبقى مرشّحا للتأهل وهذا أراه إلزاميا وضروريا هذه المرة، ثقتنا كبيرة في المدرب فلاديمير بيتكوفيتش، الذي استطاع غرس روح جديدة تجلّت في المباريات السابقة، وبالتأكيد سنرى لها أثرا إيجابيا، ليس في كأس إفريقيا فقط، بل في تصفيات كأس العالم أيضاً”.
إفتيسان: مجموعة “مفخّخة” لكن حظوظ التّأهل كبيرة
من جهته، قال يونس إفتيسان المدرب السابق لاتحاد العاصمة وشبيبة القبائل، أن عملية القرعة لنهائيات كان 2025 كانت مفخّخة بتواجد كل من بوركينافاسو وغينيا الاستوائية، لكنه يرشح المنتخب الوطني لبلوغ الدور الثاني.
وأشار ذات المتحدث في اتصال هاتفي مع “الشعب”: “أعتقد أن منتخبنا الوطني كان محظوظاً للغاية عندما وضعته القرعة في مجموعة مفخّخة، المباراة الأولى ضد منتخب السودان ستكون هامة للغاية والفوز بها سيرفع حظوظ الخضر في التأهل للدور ثمن النهائي، ولما لا احتلال المركز الأول في دور المجموعات”. وأردف قائلا : “أظن أن منتخبنا الوطني يملك أسبقية فنية ومعنوية على باقي المنتخبات التي سيواجهها في دور المجموعات..وبالتالي أظن أنه قادر هذه المرة على إدراك الدور الثاني من المسابقة القارية بعد أن عجز عن ذلك في نسختي الكاميرون 2021 وكوت ديفوار 2023، وتواجد كل من بوركينافاسو وغينيا الاستوائية معنا ستكون الفرصة للثّأر منهما رياضيا”
وأكمل: “هناك عوامل عدّة تخدم المنتخب الوطني، من بينها تطور الأداء الفردي والجماعي، وخاصة عدم ترشيحه من قبل الملاحظين للفوز بالبطولة وهو ما سيساهم في تخفيف الضغط عنه”.
بن علي: القرعة خدمتنا على الورق..لكن الحذر ضروري
من جهته، قال عامر بن علي، صانع ألعاب فريق مولودية الجزائر سابقا في هذا الصّدد: “على الورق القرعة خدمتنا كثيرا مقارنة بباقي المنتخبات الكبيرة كمصر وكوت ديفوار وتونس والسنغال، لكن حذاري من أيّة مفاجآت غير سارة، ينبغي التحلي بالتركيز المطلق وعدم تكرار أخطاء الماضي، وذلك عبر اللعب بتركيز عال “.
وتابع بن علي : “كثيراً ما تحدث مفاجآت كبيرة في مباريات دور المجموعات بشكل خاص، وبالتالي المنتخب الوطني مطالب بالتحلي بالتركيز واللعب بروح عالية، خاصة وأن منتخبات المستوى الثاني في إفريقيا تصبح صعبة في كأس أمم أفريقيا بشكل خاص”.
وشدّد بن علي على نفس النقطة بالقول: “النسخة السابقة من البطولة شهدت مفاجآت بالجملة، وهو ما يجبر المنتخب الوطني على التعامل مع جميع المباريات بتركيز عالي بعد الذي حدث في نسختي الكاميرون 2021 وكوت ديفوار 2023”.
وأتم: “على الورق صحيح أن منتخبنا الوطني ينطلق بحظوظ وافرة لإدراك الدور الثاني على الأقل، غير أن واقع كرة القدم الإفريقية يفرض التعامل بحذر كبير مع كل مباريات هذا المونديال الإفريقي”.
شريف الوزاني: ما حدث في آخر نسختين درس لنا
أشار المدرب سي الطاهر شريف الوزاني أن قرعة كأس أمم إفريقيا 2025، التي وضعت المنتخب الوطني إلى جانب بوركينافاسو وغينيا الاستوائية والسودان تعد جد متوازنة، و«الخضر” الأفضل على الورق بين منتخبات المجموعة الخامسة.
ويرى بطل إفريقيا مع الخضر في نسخة 1990 في تصريح ل«الشعب” أن المجموعة التي وقع فيها المنتخب الوطني تتميز بالتوازن، حيث أوضح: “المجموعة أراها متوازنة والقرعة جيدة بالنسبة لنا، ومنتخبنا الأفضل على الورق من بين المنتخبات الثلاث”، وأضاف: “ أعتقد أن الجزائر مرشحة لتصدر المجموعة والتأهل في المركز الأول، لكن بشرط تقديم الأداء المنتظر منا”.
وقال كذلك: “ما حدث في النّسختين الأخيرتين عامي 2021 و2023، عندما خرج المنتخب الوطني من الدور الأول، لا بد أن يكون درسا حقيقيا يجب الإستفادة منه “.
وعبّر إبن مدينة وهران عن ثقته الكبيرة في تعداد المنتخب الوطني، معتبرا أن الجزائر تمتلك مجموعة من اللاعبين القادرين على الذهاب بعيدا في الحدث القاري، وأضاف: “لدينا عناصر مميزة قادرة على تحقيق نتائج إيجابية، بشرط أن تكون في كامل الجاهزية مع انطلاق المنافسة”.
وفي قراءته لبقية منتخبات المجموعة، نبّه شريف الوزاني إلى ضرورة الحذر، خاصة من المنتخب السوداني، بعدما أدى مرحلة التصفيات في المستوى :«ما حصل معنا أمام منتخب موريتانيا في نهائيات كان كوت ديفوار لا يزال عالقا بالأذهان، علينا أن نكون في قمة التركيز لتجنب أي مفاجآت غير سارة”.
كما أشاد المدرب السابق لاتحاد بسكرة ونادي اتلتيك بارادو بمستوى المنتخبات الإفريقية الأخرى، مؤكّدا أن الكرة الإفريقية شهدت تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة، ما يجعل المنافسة أكثر قوة وصعوبة في نسخة 2025.
علي بن دبكة : المنتخب الوطني يبقى من أبرز المرشّحين للتألّق
أكّد اللاعب السابق لفريق نصر حسين داي علي بن دبكة، أن المنتخب الوطني يملك كل مقومات النجاح والتألق خلال نسخة كان 2025 رغم المنافسة، التي قد يجدها من قبل بعض المنتخبات التي شهدت تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة، وقال في هذا الصّدد: “ كما هو معروف، يتمتّع المنتخب الوطني بتاريخ عريق وحافل بالإنجازات في كرة القدم، ومن المؤكد أن ما يمتلكه المنتخب الوطني من خبرة وكفاءات فردية وجماعية يجعله قادرًا على المنافسة بقوة في كأس إفريقيا المقبلة”.
وأضاف:« لا شك أن كرة القدم الإفريقية شهدت تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت المنتخبات الإفريقية أكثر تنظيمًا وتنافسية، إلا أن المنتخب الوطني يظل من بين أبرز المرشحين للتألق، بفضل سجله الحافل وأدائه الثابت بدليل مشواره الإيجابي خلال تصفيات الكان والمونديال والذي يعكس مستوى عال من الإحترافية”.
وأوضح :« نتطلّع جميعا إلى أن يترك المنتخب الوطني بصمة قوية في هذه البطولة، مقدّما عروضا مبهرة تليق بتاريخه ومكانته وهذا بفضل الإصرار والعزيمة التي يتميز بها اللاعبون، وهو ما يعزّز من فرص تحقيق إنجاز جديد في تاريخ المنتخب الوطني”.
وختم قوله: “نأمل أن تحمل كأس إفريقيا لحظات فرح واعتزاز لنا جميعا، وأن يكون منتخبنا في الموعد كما عهدناه دائمًا”.