وقعت المديرية المركزية للبحث والتطوير التابعة لمجمع سوناطراك والمؤسسة الوطنية لخدمات الآبار (فرع مجمع سوناطراك)، اليوم الأربعاء بالجزائر العاصمة، عقد تصنيع جهاز أوتوماتيكي وإلكتروني يسمح بتعديل حقن الغاز بآبار النفط بهدف الحفاظ على الضغط وزيادة الإنتاج.
وتم التوقيع على هذا العقد بمقر المديرية العامة لسوناطراك من طرف المدير المركزي للبحث والتطوير، مصطفى محمد بن عمارة، والرئيس المدير العام للمؤسسة الوطنية لخدمات الآبار، عبد القادر عطاب، تحت إشراف الرئيس المدير العام لسوناطراك، رشيد حشيشي، وبحضور إطارات المجمع و مسيري الشركات الفرعية.
ويسمح هذا العقد للمؤسسة الوطنية لخدمات الآبار بتصنيع جهاز أوتوماتيكي لتعديل حقن الغاز بآبار النفط، صمم من طرف المديرية المركزية للبحث والتطوير لسوناطراك، وتم تسجيل براءته لدى المعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية.
كما يشمل العقد أيضا تركيب هذه التكنولوجيا الجديدة في مواقع الإنتاج التابعة لسوناطراك، حيث سيتم تجهيز 500 بئر منتجة في كل من حاسي مسعود وحاسي الرمل، حسب الشروحات المقدمة خلال حفل التوقيع.
ويتميز هذا الجهاز الأوتوماتيكي الإلكتروني، الذي يتم التحكم فيه عبر واجهة رقمية ذكية بقدرته على تعديل حقن الغاز (معدلات التدفق) في مكامن المحروقات بصفة تلقائية، بهدف الحفاظ على الضغط وزيادة إنتاج الآبار.
علاوة على ذلك، يتمتع هذا الجهاز الأوتوماتيكي بمميزات تقنية تفوق تلك التي تتضمنها المنتجات المماثلة المستوردة مثل التحكم عن بعد وميزة إزالة الجليد.
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، اكد السيد حشيشي، أن التوقيع على هذا العقد “الهام” يمثل بداية “الشروع في تعاون استراتيجي في مجال الاستثمار في الابتكار وتصنيع براءات الاختراع بين مجمع سوناطراك ممثلا في المديرية المركزية للبحث والتطوير، والشركة الفرعية له المتمثلة في المؤسسة الوطنية لخدمات الآبار”.
وأضاف المتحدث أن هذه الشراكة ليس “مجرد اتفاق تجاري، بل هي أرقى من ذلك، بحيث أنها تجسد من الناحية الرمزية التحالف بين الابتكار العلمي والكفاءة الصناعية”.
كما استطرد قائلا : “لقد تم بفضل جهود البحث والتطوير التي بذلتها المديرية المركزية المعنية وفريق الباحثين التابع لها تحقيق ابتكار تقني هام في مجال التحكم في الآبار والحفاظ على المستويات المأمولة للضغط وتأمين معدلات التدفق المناسبة على مستوى تلك الآبار في مختلف مراحل الاستخراج والإنتاج”.
كما أشار السيد حشيشي أن هذا المجال “ظل لزمن طويل حكرا على عدد محدود من الممونين ومقدمي الخدمات على المستوى الدولي الذين يتسم بعضهم بالطابع الاحتكاري”، مؤكدا في هذا الصدد أنه، من خلال القدرات الصناعية للمؤسسة الوطنية لخدمات الآبار، “نخطو خطوة حاسمة نحو الاستثمار في هذا الابتكار من خلال الشروع في تصنيعه على نطاق واسع”.
وأبرز المسؤول أيضا “الكفاءة، المردودية، وتحسين معدل الاسترجاع التي تعد أولويات مطلقة في قطاع النفط والغاز”، معتبرا أن “الرهان على الابتكار يعد أمرا ضروريا”.
من جهته، أكد السيد بن عمارة أن انجاز هذا الاختراع هو “دليل على البداية الفعلية في وضع الآليات اللازمة لتصنيع الحلول المحلية واستعمالها في المواقع النفطية”، مشيرا إلى أن الابتكار المنجز تم التحقق من فعاليته واختباره على مستوى الآبار قبل حصوله على براءة اختراع”.
وفي هذا السياق، ابرز السيد بن عمارة أن تطوير هذا الاختراع يندرج كذلك “في إطار تشجيع إنتاج المحتوى المحلي من طرف المجمع والكفاءات الوطنية، من خلال تخصيص الإمكانيات اللازمة و الدعم لقسم البحث والتطوير الذي تم استحداثه على مستوى المجمع”.
من جانبه، ابرز السيد عطاب ان تطوير هذا الاختراع، الذي يندرج في إطار تشجيع المؤسسة للإنتاج المحلي، تم تنفيذه على أساس الالتزام بسياسة جديدة تعتمد على التقارب والتعاون مع مختلف هياكل مجمع سوناطراك، وخاصة إدارة البحث المركزية التي تعمل، حسبه، على تطوير العديد من المشاريع في مختلف مراحل الاستخراج والإنتاج.
وخلال حفل التوقيع، تم تقديم عروض تقنية حول الخطوات التي اتخذتها فرق الباحثين والمهندسين بسوناطراك في إنجاز هذا الاختراع مع التركيز على أهدافه وتأثيره على الحفاظ على الآبار النفطية و الذي سمح كذلك بالتحكم في التكلفة المالية مع اقتصاد مبلغ هام من العملة الصعبة يفوق 7،5 مليون دولار وامكانية توطين انتاج هذا الابتكار.