وقفت بعثة استعلامية للجنة الثقافة والاتصال والسياحة بالمجلس الشعبي الوطني، على وضع المنشآت الثقافية والسياحية بولاية بني عباس، واستمعت إلى الانشغالات المطروحة من أجل اقتراح حلول تعزز التنمية الثقافية والسياحية بالمنطقة.
أوضح رئيس البعثة بلخير قرزو، حسب بيان للمجلس الشعبي الوطني هذا الخميس، أن الزيارة تندرج ضمن جهود اللجنة لتثمين المعالم الثقافية والسياحية، وتسجيل النقائص والاستماع إلى الاقتراحات، من أجل إعداد تقرير شامل يرفع إلى السيد رئيس المجلس الشعبي الوطني، يتضمن توصيات قابلة للتنفيذ لدفع عجلة التنمية في الولاية.
وقام الوفد البرلماني بجولة ميدانية شملت عدداً من المواقع التاريخية، بدءًا من قصر بني عباس، الذي يعد الأكبر والأهم من الناحية السياحية، والمسجد العتيق الذي أسسه الولي الصالح محمد بن عبد السلام. كما زار الوفد “قصر واروروط”، الذي يُقترح تسجيله في قائمة الجرد الإضافي للممتلكات الثقافية بهدف تصنيفه كتراث وطني، حيث استمع الوفد إلى انشغالات السكان التي تمحورت حول الحاجة إلى ترميم القصور وإعادة الاعتبار لها من خلال رصد ميزانيات مخصصة للحفاظ عليها.
وعاينت اللجنة مسرح الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، الذي تحظى به ولاية بني عباس بشهرة واسعة، حيث تتميز الاحتفالات بقراءة القصائد الوترية التي تضفي أجواء روحانية فريدة. بعدها، زار الوفد منطقة التوسع السياحي بالولاية، حيث تلقى شروحات مفصلة حول تصنيفها وفق المرسوم التنفيذي رقم 23-91 الصادر في 4 مارس 2023، والذي يحدد المناطق ذات الأولوية في التنمية السياحية.
وفي إطار تعزيز البحث العلمي في مجال الحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي، زارت البعثة مركز البحث العلمي والتقني للمناطق الجافة، الذي تأسس عام 1938 من قبل العالم “نيكولا مينشيكوف”.
واستمع أعضاء الوفد إلى شروحات حول مهام المركز وأهدافه، والتي تشمل الحفاظ على التنوع البيولوجي، ومراقبة البيئة في المناطق الجافة.
كما تفقد الوفد منطقة الحيوانات المتحجرة التي تعود إلى آلاف السنين، حيث تحتوي على بقايا حيوانات مائية وأسماك متحجرة، إلى جانب محطة الأحجار المنقوشة بمنطقة مرحومة في بلدية تامترت، والتي تعود إلى العصر الحجري، ما يدل على وجود حياة برية في هذه المنطقة منذ القدم.
في ختام الزيارة، أكد أعضاء البعثة البرلمانية على ضرورة تضافر الجهود بين السلطات المحلية والهيئات الوطنية للحفاظ على هذه المعالم الثقافية والتاريخية، باعتبارها دعامة أساسية لجذب السياحة وتعزيز التنمية المستدامة، وشددوا على أهمية توفير الميزانيات اللازمة لترميم وصيانة هذه المواقع، وتشجيع الاستثمار السياحي والثقافي، بما يضمن استفادة الولاية من موارد مالية إضافية تسهم في دعم اقتصادها المحلي.