تعززت مكتبة الذاكرة الوطنية بإصدار مؤلف جديد بعنوان “الجرائم النووية الفرنسية في رقان ..دراسة ميدانية توثيقية”، لكاتبه الباحث عبد الفتاح بلعروسي، أستاذ التاريخ بجامعة أدرار.
يأتي هذا الإصدار التاريخي المتزامن مع استرجاع الذكرى الأليمة الـ65 للتفجيرات النووية الفرنسية برقان، في إطار الجهود العلمية لإثراء المكتبة التاريخية للذاكرة الوطنية وتسليط الضوء حول هذه الجريمة النووية البشعة التي اقترفتها فرنسا الاستعمارية بمنطقة رقان في 13 فبراير 1960، من خلال الإحاطة بمختلف ظروف و مراحل وقوع هذه الجريمة النكراء التي استهدفت الإنسان والبيئة، بحسب ما أفاد به الأستاذ بلعروسي.
ويتضمن الكتاب عدة فصول تناولت التعريف بمنطقة رقان و إبراز المظاهر السائدة للعيش و الحياة فيها قبيل التفجيرات النووية في مختلف المجالات، ومن بينها الفلاحة و الصناعة والتجارة والحركية الاجتماعية بما يدحض أكاذيب وادعاءات الاستعمار الفرنسي بأن المنطقة كانت قاحلة و خالية من السكان.
وعرج الكاتب على الحركة الوطنية في المنطقة خلال الثورة التحريرية المجيدة، من خلال النضال السياسي والنشاط الثوري للجبهة الجنوبية في مجال الكفاح المسلح، الذي أفشل مخططات المستعمر لفصل صحراء الجزائر عن شمالها، و هو ما ولد حقدا في نفسية المستعمر، ترجمه القيام بتلك الجريمة النووية، مستغلا في ذلك الدعاية الإعلامية لتضليل الرأي العام العالمي حول خطورة تلك التفجيرات النووية التي تندرج في إطار إرهاب الدولة.
واستعرض الباحث في ختام هذا العمل الأكاديمي المآسي و الويلات التي خلفتها الإشعاعات الناجمة عن تلك التفجيرات النووية وانعكاساتها الخطيرة الظاهرة للعيان، بإثباتات علمية على سلامة البيئة و صحة الإنسان و النبات و الحيوان بالمنطقة.
وأبرز المسؤولية القانونية والأخلاقية التي تقع على عاتق الدولة الفرنسية، من خلال اعترافها وتحمل تبعات جرائمها ضد الإنسانية التي ارتكبتها في الجزائر التي تأبى ذاكرتها الوطنية نسيانها.