أكد المتدخلون في أشغال الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة المخصصة لبحث التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، اليوم الثلاثاء بالقاهرة، رفضهم لمخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، مؤكدين أن إعادة إعمار القطاع يجب أن يتم بوجود الفلسطينيين على أرض وطنهم.
وقال رئيس دولة فلسطين محمود عباس في كلمته أمام أشغال الدورة التي خصصت لبحث التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية في ظل ما يتربص بها من تهديدات وأخطار وجودية في سياق ما صار يعرف بالترتيبات لمرحلة ما بعد العدوان على غزة، أن “القضية الفلسطينية تواجه تحديات خطيرة، وعلى رأسها دعوات تهجير شعبنا من وطنه، والتي -مثلما قال- نرفضها رفضا قاطعا، كما نرفض ممارسات الاحتلال بفرض واقع استعماري استيطاني في الضفة الغربية والقدس الشرقية بهدف تقويض حل الدولتين وتصفية القضية الفلسطينية”.
ودعا الرئيس الفلسطيني إلى تنفيذ خطة إعادة إعمار قطاع غزة “بوجود الفلسطينيين على أرضهم دون تهجير”.
من جهته، أكد العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، رفضه لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، مشددا على دعم خطة واضحة لإعادة إعمار قطاع غزة ضمن جدول زمني، بحيث يتم عرضها على الشركاء الفاعلين لكسب الدعم الدولي لها.
وشدد العاهل الأردني في كلمة له على أن “حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام عادل وشامل يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية ويوفر أفقا سياسيا شاملا لتثبيت الاستقرار في المنطقة وتجنيب شعوبها المزيد من الصراعات”.
من جانبه، أعرب العاهل البحريني، الملك حمد بن عيسى آل خليفة, عن رفض بلاده لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم وتوسع الاستيطان في الأراضي المحتلة، مؤكدا على أن “التمسك بمسار السلام الدائم والشامل هو الإطار الضامن لينال الشعب الفلسطيني حقوقه التاريخية المشروعة في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وذلك يأتي استنادا لحل الدولتين ووفقا للمبادرة العربية للسلام وجميع القرارات الدولية والخطط العربية اللاحقة”.
وبدوره، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن “إعمار غزة لا يمكن أن يتحقق إلا إذا بقي أهلها على أرضهم “، مشددا أن “إعادة الإعمار تكون ممكنة فقط عندما يصمت السلاح وينسحب (الكيان الصهيوني) بشكل كامل من القطاع”.
وقال أن “قمة اليوم عنوانها واضح، ألا ترتكب نكبة جديدة في حق الفلسطينيين وأن يحفظ للشعب الفلسطيني حقه في الاستقلال والحرية والعيش الكريم وأن يمارس حقه في تقرير المصير مثل باقي شعوب الأرض”، مشددا على أنه “دون إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية ستظل المنطقة تشهد دوامة من العنف المستمر”.
أما الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين إبراهيم طه، فقد أدان بشدة التصريحات والخطط التي تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، مشددا على أن هذا الأمر “يمثل تطهيرا عرقيا وجريمة حرب تتنافى مع جميع القوانين والمواثيق الدولية”.
وأشار إلى أن “التطورات الخطيرة التي شهدتها القضية الفلسطينية، تتطلب من الدول العربية والإسلامية اتخاذ تدابير ملموسة لدعم الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان المستمر، ومضاعفة الجهود السياسية والدبلوماسية، لضمان وقف إطلاق نار مستدام وشامل يضع حدا لإراقة الدماء ويمهد لحل دائم للقضية”.
وفي كلمته التي ألقاها أمام أشغال القمة العربية غير العادية، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش: “لقد عانى الفلسطينيون في غزة معاناة تفوق الوصف وهم مهددون الآن بالتعرض لمستوى أفدح من الدمار”، في إشارة إلى خطة التهجير المقترحة بشأن سكان قطاع غزة، مؤكدا أنه “من حق الشعب الفلسطيني أن يحكم نفسه بنفسه ويعيش حرا في أرضه”.
وأضاف: “إننا بحاجة إلى إطار سياسي واضح يرسي الأساس لتعافي غزة وإعادة إعمارها واستقرارها الدائم، ويجب أن يستند هذا الإطار إلى مبادئ القانون الدولي واحترامه”، مشددا على ضرورة “أن تظل غزة جزءا لا يتجزأ من دولة
فلسطينية مستقلة وديمقراطية وذات سيادة دون أي تقليص لأراضيها أو ترحيل قسري لسكانها”.
بدوره قال رئيس المجلس الأوروبي، انتونيو كوستا، أن “الاتحاد الأوروبي يرفض وبشدة أي محاولة لتغيير الطابع الديمغرافي في غزة أو في أي مكان في العالم”.