تطرق باحثون ومجاهدون، إلى دور المحافظ السياسي أثناء الثورة، في ندوة تاريخية، اليوم الاربعاء، بيومية المجاهد، تكريما لرجال الإعلام والمحافظين السياسيين، وتخليدا للذكرى ال13 لوفاة المجاهد محمد آيت الطاهر، المدعو بن حنفي.
أبرز المجاهد والباحث محمد قاسمي، في منتدى الذاكرة الذي نظمته جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع يومية المجاهد، بعنوان “مساهمة المحافظ السياسي في التجنيد والتوعية للشعب الجزائري أثناء الثورة التحريرية “، مهام المحافظ السياسي، التي انبثقت بعد مؤتمر الصومام 1956، في إطار هيكلة مختلف التنظيمات السياسية والادارية للثورة وتعليمها.
وأكد قاسمي، ان المحافظ السياسي كان الشخصية المحورية أثناء ثورة التحرير، كان همزة وصل بين الشعب وقيادة الثورة، يقوم بالتعبئة الشعبية وضمان إلتفاف الجماهير حول العمل الثوري، والتربية السياسية في اوساط جبش التحرير الوطني، والتصدي لدعاية الإستعمار وكشف مكائده، والإشراف على المجالس الشعبية.
وايضا الحرص على إلتزام المجاهدين بالأخلاق الحسنة في تعاملهم مع رفقاء السلاح والشعب، تقديم المساعدات اللازمة لعائلات الشهداء والمجاهدين وتوزيع المنشورات، والجرائد التي كانت تصدرها جبهة التحرير، ووضع التقارير السياسية.
واضاف المجاهد، ان المحافظ السياسي كان يتصف بصفات النزاهة، الاخلاص للثورة، الوطنية، الوعي السياسي، الخبرة الطويلة في النضال السياسي، القدرة على التواصل والإقناع ومعرفة التكوينات الشعبية وعاداتها، القدرة على تحمل التعب، كان يلقبه عميروش، شيخ البلدية، أو القاضي، كما ان الجنرال سالان، قال عنه : “المحافظ السياسي هو العدو الأول، الذي يجب القضاء عليه”، يشير المحاضر.
بن حنفي كان من طينة الرجال الثوريين
واشاد محاضرون بشخصية المجاهد المرحوم محمد آيت طاهر، المدعو بن حنفي، الذي كان محافظا سياسيا أثناء الثورة في الولاية الخامسة بتيارت، وقدم الكثير ويعد الاستقلال اشتغل مذيعا بالإذاعة بالقناة الثانية، حيث اشتهر ببن حنفي.
قال الاستاذ لخضر حاج أعراب، ان بن حنفي، في الإذاعة قام بنفس الدور الذي قام به أثناء الثورة كمحافظ سياسي، في التوعية والتربية، وكان شخصية تتصف بالبساطة، لا يتحدث عن نضاله متواضع جدا، محب للجميع، وكان رجل ثقافة واعلامي.
وأكد حاج اعراب، ان المجاهد بن حنفي، كان حافظا للقرآن الكريم، يكتب الشعر، شهد معاناة الجزائريين، الذين سلب الاستدمار أراضيهم ما ترك لديه أثر الإنتقام من هذا العدو.
وأشار المحاضر الى ان المجاهد آيت طاهر، سافر إلى تيارت في 1948، أين تعرف على سكان منطقة مدريسة واحتك بهم، كان رجل ثقة وأخلاق ما اكسبه احترام الجميع، وبعد مؤتمر الصومام نشط كمحافظ سياسي يجمع الاموال ورفع معنويات المواطنين وتوعيتهم وتجنيدهم للإلتحاق بالثورة، وبعد القاء القبض عليه تعرض لتعذيب وحشي وسجن.
وبالمناسبة كرمت عائلة المجاهد المرحوم ايت علجت.