أكّد عميد جامع الجزائر، الشّيخ محمّد المأمون القاسميّ الحسنيّ، أنّ المدرسة الوطنية العليا للعلوم الإسلاميّة “دار القرآن” ستكون منارة علمية إشعاعية للقارة الإفريقية.
جاء ذلك خلال استقباله، يوم أمس الأربعاء، وفدا رفيع المستوى من جمهورية أوغندا، برئاسة محمّد أحمد كيسولي، كبير مستشاري رئيس جمهورية أوغندا، المكلّف بشؤون الشرق الأوسط، حيث استعرض الشّيخ القاسميّ رؤية الجامع لتعزيز التّعاون الدّيني والعلميّ مع الدّول الإفريقية.
وأوضح عميد جامع الجزائر للوفد الزّائر أنّ “دار القرآن” تسعى لتكوين علماء قادرين على قيادة حواضر العلم، ومواجهة التطرّف والغلوّ في الدّين، ونشر الإسلام بمنهجه الوسطيّ القويم.
وأبرز الشيخ القاسمي أن “دار القرآن” تجمع بين العلوم الدينيّة والعلوم الكونيّة، وتحرص على إعداد طلبة العلم إعدادًا متكاملًا، مشيرًا إلى أنّ التكوين الدّكتورالي في هذه المدرسة العليا، يستغرق خمس سنوات، والإقامة فيها إلزامية، مع حفظ القرآن، كشرط أساسيّ للتخرّج.
وأضاف العميد، أن “دار القرآن” ستستقبل طلبة من البلاد الإسلاميّة، والأولويّة تكون للبلدان الافريقيّة، و”نحن بصدد إعداد هذا الملف؛ وشرعنا في استقبال طلبات من دول السّاحل، ونتطلّع إلى أن يكون طلبة دار القرآن، بعد تخرّجهم، يحملون رسالة الإسلام؛ بوسطيّة وسماحة دعوته”.
وفي معرض حديثه عن التحدّيات التي تواجه العالم الإسلاميّ، أكّد الشّيخ القاسميّ أنّ مواجهة التطرّف مسؤولية تقع على عاتق العلماء، من خلال نشر الفكر الإسلامي الصّحيح؛
وأشار إلى تجربة الجزائر في هذا المجال، مؤكّدًا استعداد جامع الجزائر للتّعاون مع المؤسّسات الإسلاميّة في أوغندا، كما هي الحال مع دول الساحل الإفريقي.
وأعرب محمد أحمد كيسولي، من جانبه، عن تقديره لجهود الجزائر في نشر الإسلام المعتدل ومكافحة التطرّف، مشيرًا إلى أن بلاده تتطلّع إلى الإفادة من التجربة الجزائرية في تطوير التعليم الإسلامي، وتكوين الأئمة والوعّاظ.