يمر اليوم 63 عاما على اغتيال الأديب مولود فرعون، صاحب رواية “ابن الفقير”، على أيدي عناصر منظمة الجيش السري الإرهابية “أوآس”.
لم تهضم هذه المنظمة الإجرامية استقلال الجزائر ونهاية الإمبراطورية الفرنسية الإستدمارية في الجزائر، ودفعها حقدها إلى ارتكاب مجازر شنيعة في حق الجزائريين، واستهدفت المثقف الجزائري مولود فرعون، وخمسة من رفاقه بأعالي العاصمة، يوم 15 مارس 1962، قبل أيام من التوقيع على إعلان وقف النار.
إقتحمت مجموعة مسلحين تابعين للمنظمة الإرهابية الجيش السري قاعة الإجتماعات بالمركز البيداغوجي ببن عكنون بأعالي العاصمة، حيث كان مولود فرعون يحضُر جلسة عمل مع زملائه واغتالته رميا بالرصاص رفقة أصدقائه علي حموتان، صالح عودية، ايتيان باسي، روبرت ايماري، وماكس مارشون، وجميعهم رؤساء مراكز اجتماعية تربوية (مفتشو تعليم).
وسجل مولود فرعون، في يومياته، ساعات قبل اغتياله هذه الماحظة: ” بالرغم من أنني لا أريد أن أموت، ولا أن يموت أبنائي، لكنني لا اتخذ أي احتياطات خاصة…”، وكأنه كان يشعر بالخطر ودنو أجله.
اشتهر الأديب، برواية ابن الفقير، الصادرة سنة 1950، وروايات “الأرض والدم”، و”الدروب الصاعدة”، “أيام في منطقة القبائل”، واشعار سي محند، إضافة إلى عديد المؤلفات.
ولد الأديب مولود فرعون يوم 8 مارس 1913 بقرية تيزي هيبل ببني دوالة ولاية تيزي وزو، ينحدر من عائلة فقيرة، زاول دراسته الابتدائية بقرية تاوريرت موسى، فكان يقطع مسافة طويلة إلى مدرسته في ظروف صعبة، لكن مثابرته واجتهاده جعلته من التلاميذ النجباء.
إلتحق بثانوية تيزي وزو، بعد حصوله على منحة دراسية لمتابعة تعليمه الثانوي، ورغم وضعه البائس تمكن من التخرج من مدرسة المعلمين، واشتغل بالتعليم، حيث عاد إلى قريته بتيزي هيبل، وعين فيها سنة 1946 مدرسا، ثم عُيّن في 1952 في إطار العمل الإداري التربوي بالأربعاء ناث إيراثن.
التحق بالجزائر العاصمة مديرا لمدرسة نادور في المدنية سنة 1957، وعُيّن في 1960 مفتشا لمراكز اجتماعية، كان قد أسسها أحد الفرنسيين عام 1955.