يؤكد الدكتور طيبي أسير، ضرورة وضع حدّ للنفاق الفرنسي وفرض التوجه نحو علاقة قائمة على الاحترام المتبادل بين البلدين، مشيرا إلى أن باريس كانت المستفيد الأكبر طيلة السنوات الماضية من علاقة غير متوازنة، وكل ما يروج من قبل باريس بشأن الاتفاقيات الثنائية محض أكاذيب.
يوضح السياسي طيبي، في تصريح خصّ به «الشعب»، أنه مع كل حادثة، كان الفرنسيون يعربون عن معروف قدموه للجزائريين في اتفاقيات سنة 1968، إلاّ أن الواقع يخالف تمامًا ما زعموه، بدليل استفادة باريس من قوة عاملة هائلة من الجزائريين الذين بنوا جزءا كبيرا من فرنسا المعاصرة وفي جميع القطاعات.
في ذلك الوقت، بحسب طيبي، كانت فرنسا غارقة في مدن الصفيح، وتفتقر بشدة إلى الطرق ووسائل النقل، وعبّدها الجزائريون بسواعدهم، وحفروا أنفاقها وشيدوا جسورها، موجهًا تساؤلا لنخبة الإليزيه الكولونيالية عن من استخرج الفحم من مناجم نورد باس دي كاليه؟ ومن قاتل في فردان من أجل تحريركم؟، ومن قام بالعمل الشّاق الذي رفضته جنسيات وأعراق أخرى عبر العالم؟.
وتابع المتحدث بالقول: «إذا كان علينا أن نحصي، أيها المنتسبون لليمين واليمين المتطرف، العقارات 61 التي مُنحت لفرنسا على أراضينا منذ الاستقلال، وحتى الآن، مقابل إيجار رمزي، بين 140 ألف متر مربع من السفارة و40 ألف متر مربع في «الزيتون» بمقر إقامة سفيركم وجميع الممتلكات الأخرى، أليس هذا دليلاً على احترام بلدكم من جانب واحد وليس إذلالا؟ كما تقولون؟».
ويذكّر طيبي الجانب الفرنسي بمضمون اتفاقية 1994، التي تمنح امتيازات لشركاته للعمل في الجزائر، وكذلك اتفاقيات عام 1968، المُراجعة ثلاث مرات، دون أن تُعطي المزيد من المزايا للجزائريين، بل على العكس تماماً مقارنة بأولئك الذين يحكمون بموجب القانون العام، مشيرًا إلى بثّ وسائل الإعلام التابعة لليمين المتطرف لأكاذيب بخصوص هذه المعاهدات لا تحترم حتى فرنسا نفسها.
ويردف المتحدث: «بعيدًا عن المتطرفين، فلنخرج من هذا النفاق الدبلوماسي ونحاول معًا بناء علاقة ثقة واحترام؛ لأن لدينا كل ما يمكن أن نكسبه ونمنح أوروبا وأفريقيا مكانًا أفضل في هذا النظام العالمي الجديد الذي بدأ يظهر أمامنا».
الجزائر ستبقى منفتحة على المشاورات الدبلوماسية شريطة احترام سيادتها، وتأمل أن تتبدد سحابة الأزمة المفتعلة هذه، في ظل وجود أناس بفرنسا يتمتعون بالحس السليم، ويعرفون كيف يفرقون بين مصالح بلدانهم والتلميحات الانتخابية الشعبوية لبعض الأشخاص الحاقدين، يُضيف الدكتور طيبي أسير.