المجاهد عبد المجيد صانع، الاسم الثوري مراد، من المناضلين الجزائريين الذين التحقوا بثورة التحرير الوطني في سن مبكرة، حاملين قضية بلدهم إلى العالم، ابن مدينة قسنطينة المجاهدة، ناضل بالداخل وبسويسرا، حيث كان عنصرا فعالا في فريق اللوجستيك الذي يحرس وفد جبهة التحرير الوطني بجنيف، يروي لـ «الشعب» في هذا الحوار، تفاصيل التحاقه بالثورة ولحظة إعلان وقف القتال، وهذا بمناسبة الذكرى 63 لعيد النصر.
الشعب: كنت كغيرك من الشباب الجزائري تنبض وطنية، قررت الالتحاق بصفوف جيش التحرير الوطني، حدّثنا عن بداية نضالك بمدينة قسنطينة؟
المجاهد عبد المجيد صانع: أنا من مواليد 1937 بمدينة قسنطينة ترعرعت بهذه المدينة الجميلة المناضلة إلى غاية أحداث 1945، تلك الأحداث المؤلمة تركت فيا أثرا لأنه في ذلك اليوم كنت أظن أنه احتفال، شاهدت والدي وأصدقاءه في كامل أناقتهم يرتدون القندورة ولباسا أبيض وذهبوا للاحتفال، كان عمري آنذاك ثماني سنوات ولم أكن أعرف ماذا يعني الاحتفال، كنت أنتظر عودة والدي بفارغ الصبر، وكل من أسأله عن والدي لا يجيبني، لأنهم لا يعلمون ماذا حدث بالضبط، يقال لي إنه ذهب للاحتفال بالانتصار على النازية.
الفدائيّات كنّ في الصّفوف الأولى للكفاح والجزائريّات شاركن في التّحرير كنتُ مكلّفا بتوفير الأدوية للمجاهدين بقسنطينة
وفي المساء عند غروب الشمس، شاهدت والدي مستلقيا فوق عربة تجرّها دابة ولباسه ملطخ بالدماء ركضت نحوه، لكن منعوني عن الاقتراب منه، صدمني مشهد والدي وأنا طفل صغير، ومنذ تلك اللحظة بدأت أطرح جملة من الأسئلة ماذا يعني الاستقلال؟ ماذا تعني الثورة ومن هم المناضلون الذين يشتغلون مع فرحات عباس؟ والدي كان يأخذني معه أحيانا إلى السوق بالخروب يوم الجمعة، كنت أحب الذهاب معه لأنه سيلتقي بفرحات عباس، هذا الأخير كان يعطيني المال لذلك كنت أحبه كثيرا.
كان الجهاد بالنسبة لي هو الالتحاق بالجبل وحمل السلاح، فقررت الالتحاق بصفوف جيش التحرير الوطني، وكان لابد ان يكون هناك من يكفلني، فبحثت عن شخص يكفلني، كان لي ابن عم في منطقة القرارم انخرط في النضال، يدعى محمد بولعيون، وافق على أن يكفلني، ثم التحقت بالجبل في منطقة باشا أين التقيت بمجاهدين، بعد الاستقلال عرفت أن من استقبلني هو عمار قوقة، وكان لي شرف لقاء المجاهد مسعود بوجريو، مناضل كبير بالولاية الثانية التاريخية.
ومن الصدف، هذا المناضل الكبير هو من رفض التحاقي بالجبل، شعرت حينها بأنها إهانة قال لي إن الثورة تحتاجني في المدينة، لتمويل الجبل بالأدوية، غضبت من مسعود بوجريو، فبالنسبة لي النضال يكون في الجبل، لكن استدعاني كل من محمد البسكري وتوفيق خزندار، وأقنعاني بأن المجاهدين بحاجة الى ضمادات طبية وأدوية، وألبسة دافئة، وأنا الأجدر على القيام بهذه المهمة، بدأت العمل في قسنطينة لتزويد الجبال بالأدوية بداية من جبل الوحش.
صديق الثّورة فرانسيس جونسون نقلني من فرنسا إلى جنيف كلاجئ سياسي
كان لي خال يشتغل في مصالح الصحة العمومية بقسنطينة، طلبت منه القيام بالمستحيل لإيجاد لي عمل لأنني كنت بحاجة الى شهادة عمل، ونجح في إيجاد وظيفة لي على مستوى مخبره بقسم النظافة، والعمل معه فتحصلت على شهادة عمل، وبهذه الشهادة أستطيع التحرك بكل سهولة، خاصة وأن الوثيقة كانت ممضية من قبل طبيب وهو رائد في مصالح الصحة لفرنسا، وبهذه الوثيقة تمكّنت من القيام بواجبي تجاه الثورة.
كنا نضع الأدوية في أكياس الشعير، وهناك مجموعة تتكفل بنقلها إلى الجبل، حتى أصبحت ألقّب «بالدواء الأحمر»، لم نترك مستوصفا او صيدلية او مستشفى بقسنطينة إلا وأفرغناها من الدواء الأحمر، وعندما اكتشفت السلطات الاستعمارية أصدرت تعليمة تقضي بأن شراء الدواء الأحمر يكون بوصفة طبية وبدونها لا يباع الدواء، وفي حالة كان الشخص يحمل الدواء الأحمر سيتعرض للعقاب.
واصلت توفير الأدوية للمجاهدين، إلى غاية تكليفي بمهمة التكفل بالفدائيين والجرحى، وإرسالهم إلى أطباء نعرفهم لمعالجتهم، لكن في كل مرة نضطر لتغيير مكان تواجدهم، لأنه في حالة إلقاء القبض على الطبيب سيفشي بمكان المجاهد الذي عالجه.
كنا نقوم بهذه المهمة، إلى غاية اكتشاف نشاط منظمتنا في 1958، هربت واختبأت عند خالي، كان سائقا بمؤسسة تابعة لقطاع الأشغال العمومية، كانت قسنطينة كلها محاطة بحواجز لا يمكن لأحد الدخول أو الخروج، ولم يكن هناك اتصال مع المناضلين.
تلقّيت رسالة من المسؤولين بضرورة السفر نحو تونس، لكن للأسف الحدود كانت مسيّجة بالألغام، السلطات الاستعمارية زرعت حوالي 14 مليون من الألغام، لذلك أوقفوا المتطوعين والطلبة لاجتياز الحدود الشرقية والغربية، وفي هذه الحالة ما العمل؟ علما أن العقيد عطايلية كان مسؤول الحدود آنذاك.
صمّمت على السفر إلى تونس، لكن لا يمكنني المرور عبر الحدود الشرقية أو الغربية، فكان لزاما علي إيجاد وسيلة أخرى، وكان لي خال يقوم بنقل مواد البناء من سكيكدة إلى قسنطينة، اقترح احد المسؤولين في ميناء سكيكدة السفر عبر البحر، لم أكن اعرف أسماء المسؤولين.
ذهبت مع خالي إلى سكيكدة، كنت مرتديا زيا خاصا بعمال إصلاح السفن، ووجهي ملطخا وتمكنا من المرور، ثم جاء أحد المناضلين ليأخذني من مدخل الميناء بسكيكدة إلى منزل جميل، بقيت هناك ثلاثة أيام حتى قدوم السفينة من مارسيليا.
وأشير إلى أن أغلبية المسؤولين من اتحادية جبهة التحرير الوطني بفرنسا، ألقي عليهم القبض في 1958، وألقي القبض أيضا على مسؤولين من الإتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين، محمد خميستي، جمال حوحو، وكثيرون وضعوا في السجن وبعد إطلاق سراحهم إلتحقوا بسويسرا.
لم أرغب في الالتحاق بسويسرا، لكن لم يكن هناك مسؤول يساعدني للذهاب إلى تونس، ليس لي جواز سفر فرنسيا، جواز السفر التونسي اكتشفوا أمره ولا يمكنني المرور به، ومرضي زاد من معاناتي.
فضيلة سعـدان أوصتني بكتابــة نضالنا.. ونفّذتُ الوصية بعـد الاستقلال.. تطوعّت لمراسلة جريدة “الشعب”
هناك مناضل من الشلف أخبرني انه من الصعب إرسالي إلى تونس، وقيادة جبهة التحرير الوطني تريد إرسالي إلى سويسرا، لأن هناك منظمة الهلال الأحمر الجزائري، وأستطيع خدمة الثورة أكثر، وهي نوع من الجهاد.
أخذني قسيس وشاب طالب من ليون إلى جنيف، في جو بارد، دخلنا إلى مقهى والتقينا شخصا آخر، قادوني إلى راهب آخر استقبلني وآواني في الكنيسة، ثم أدخلوني إلى المستشفى للعلاج، وهناك زارني مسؤولون من الهلال الأحمر الجزائري، ومن الوفد الجزائري مالك حداد، سي الطيب بولحروف، الدكتور نقاش، محمد الصغير.
مالك حداد كان من أبناء الحي الذي كنت أقطن فيه بقسنطينة، كانت تجمعني معه صداقة قوية، قبل مغادرته المستشفى سلّمني قميصا لأن الجو في الخارج كان باردا، بقيت مصرا على الذهاب إلى تونس، كنت محتفظا برخصة المنطقة الخامسة بقسنطينة، مختبئة في السروال.
أخبروني أن مهمتي في سويسرا هي أيضا جهاد، واقتنعت أنني فعلا يمكن خدمة الثورة من سويسرا.
حدّثنا عن مهمّتك في سويسرا؟
تم نقلي من فرنسا إلى جنيف كلاجئ سياسي مصاب بفضل صديق الثورة فرانسيس جونسون، عندما سمع الدكتور جيلالي بن تامي، رئيس الوفد الدائم للهلال الأحمر الجزائري بجنيف، والعديد من اعضاء وفد جبهة التحرير الوطني والحكومة المؤقتة، بوجودي في مستشفى جنيف، قاموا بزيارتي.
أسابيع فيما بعد، وبأمر من رئيس الحكومة المؤقتة وأعضاء الوفد الجزائري الذين رافقوه مرورا بجنيف، قرّر إدماجي في الوفد الدائم للهلال الأحمر الجزائري كمنسق مع تمثيلية جبهة التحرير الوطني والحكومة المؤقتة بسويسرا، وأيضا الوفد المكلف بالتفاوض في اتفاقيات ايفيان كعضو في الفريق المكلف بالجانب اللوجستيكي حول الوفد نفسه.
كنت أنتمي إلى فريق اللوجستيك، كوني أعرف شوارع وطرق سويسرا جيدا والمداخل، والمنظمات التي تعمل لصالح العدو، كنا نحرس وفد جبهة التحرير الوطني، القادم من تونس عبر جنيف الطريق الآمن، سواء في اطار المفاوضات أو في إطار آخر، وعندما يكون يوم راحة نلتقي في مكان بعيد عن الأعين متخفين في لباس كي لا ينكشف أمرنا، ونوصل مسؤولي الوفد الجزائري الى مكان آمن.
كنّا حذرين ونحرس الوفد الجزائري كي لا يقترب منه أحدا، حتى الصحفيين لا نسمح لهم بالإقتراب من الوفد الجزائري. كانت أعين المصالح السرية للشرطة الفرنسية واليد الحمراء وعناصر منظمة الجيش السري الإرهابية لواس منتشرين في سويسرا، يراقبون مسؤولي جبهة التحرير، كما أن الأوروبيين كانوا مستهدفين أيضا، حيث قتل العديد من الأوروبيين الذين كانوا يعملون لصالح الثورة منهم أوكراني، اغتيل بسهم سام، وآخر من ألمانيا..الأمور لم تكن سهلة. استطعنا فضح الأعمال الإجرامية الوحشية غير الإنسانية للجيش الفرنسي الإستعماري أمام الهيئات الإنسانية الدولية والسويسرية.
كنت مكلفا بالشؤون الإجتماعية على مستوى الهلال الأحمر الجزائري، الذي كان يعاني نقصا في عدد المناضلين فانخرطت معهم، لأنهم وثقوا بي كوني جئت من الجزائر، وكانوا يخافون توظيف مناضلين محتمل انتمائهم لحركة الأمانة المصالية. وكنت أيضا مسؤول تنسيق مساعدات المنظمات الإنسانية السويسرية والدولية للاجئين الجزائريين والتبرعات، مكلف ايضا بحملات المساعدة للاجئين الجزائريين بتونس والمغرب، ومنسق تحويل المجاهدين الجرحى للعلاج في سويسرا، ومنسق جمعية اللاجئين الجزائريين في سويسرا الى غاية 1963.
كان عدد اللاجئين الجزائريين حوالي مليون، وكان لابد من مساعدتهم من طرف اللجنة الدولية للصليب الأحمر، هذه الأخيرة ارسلت مبعوثين إلى الجزائر للتأكد من تقارير جبهة التحرير الوطني عن جرائم الإدارة الإستعمارية.
وبالفعل تأكّدوا من صحة ما كتبناه في تقاريرنا، ومن هنا أصبحت هذه المنظمات تثق فيما تقوله جبهة التحرير الوطني، واعترفوا بالحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، حتى السويسريين قبل ان يقوموا بالوساطة بين الوفد الجزائري والفرنسي في اتفاقيات ايفيان، كانت هناك اتصالات معهم.
وبطلب من ممثلي الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، وبالتنسيق مع الهلال الأحمر الجزائري بجنيف، قام ممثلو الصليب الأحمر الدولي بزيارة السجناء الخمسة من قادة الثورة، الذين اختطفت طائرتهم من طرف السلطات الفرنسية في 1956 وهم محمد بوضياف، حسين أيت أحمد، محمد خيضر، مصطفى لشرف، وأحمد بن بلة. وخلال فترة ثورة التحرير حوالي 2,5 مليون جزائري استفادوا من مساعدة الهلال الأحمر الجزائري.
سويسرا قبلت بممثلي جبهة التحرير الوطني، والهلال الأحمر الجزائري بفضل العمل الجبار الذي قام به ممثلو جبهة التحرير الوطني بسويسرا، منهم سي الطيب بولحروف، المنسق في أوروبا، وفرحات عباس وغيرهم.
المرأة الجزائرية ضحّت من أجل تحرير بلادها، حدّثنا عن الفدائيات بمدينة قسنطينة؟
الفدائيات قدّمن الكثير للثورة، كن في الصفوف الأولى، كلهن عزيمة وشجاعة لا نظير لها، أتذكر في احد المرات أخبروني بأن فضيلة سعدان قادمة، انتظرناها لكنها تأخرت بسبب حواجز الجيش الفرنسي، فاضطرت لتغيير مسارها كي لا تقع في أيدي العدو.
وسارت لمسافات طويلة حوالي 50 كلم، وحين وصولها إلى مركز السويقة، أين كنا نتواجد كانت في وضعية سيئة، قدميها ممتلئة بالدماء، والنساء من حولها يبكين لأنهن لم يستطعن إخراج قدمها من الحذاء، حيث التصق جلد القدم بالحذاء، ومن شدة المشي الطويل تآكل الحذاء.
طلبت إحضار ماء دافئ وسكبته على قدمي المناضلة فضيلة سعدان، فإذا بجلد رجليها ينتزع وهو ملتصق بالحذاء، قمت بعلاجها، وضعت الضمادات، ومنذ ذلك اليوم أصبحت تناديني أخي الأكبر. قالت لي الشهيدة فضيلة سعدان: «لا ندري إن كنا سنبقى أحياء، لكن إذا قدر لأحدنا العيش، فعليه كتابة نضالنا لتبقى ذاكرة للأجيال، وكتب لي العيش ولهذا دوّنت شهادتي حول كفاحنا بالولاية الثانية التاريخية، بالتحديد بمدينة قسنطينة».
وكان ذلك عندما كنا محاصرين في احد المرات ونحن في طريقنا إلى مركز آخر، واجهتنا دورية الجيش، حيث قررنا تسليم المسدسات للمناضل علي بسباس، كان مجروحا ولا يمكنه الهرب، طلبنا منه اطلاق النار على جنود الاحتلال لتمكين البقية من الهرب.
أما أنا فقد مررت من أمامهم لأنّني لم أكن أحمل أي شيء ولم يتفطنوا لي، وبعد تجاوز الخطر ركضت مسرعا الى الاتجاه المعاكس.
هناك فدائيات أخريات منهن الشهيدة مريم بوعتورة، التقيت بها مرتين او ثلاثة في المركز، وفي منزل بن مليك الذي أعدم.
النضال في قسنطينة كان صعبا جدا، أعين العدو تراقبنا في كل مكان، الخونة والعملاء كثر، ومن له الحظ وكتب له الله حياة جديدة يفلت من أيدي العساكر الفرنسية، عندما يواجهنا الخطر نفكّر في تلك اللحظة في خطة للخروج من المأزق، لم تكن لدينا استيراتيجية معدة مسبقا.
كنا لا نلتقط الصور مع الفدائيين، لأنه في حالة وقوعها في يد العدو يكتشف أمرنا، المسؤولون كانوا لا يعطوننا الأسماء الحقيقية، كان اسمي الثوري «مراد»، وهو اسم شاب قتل بقصف طائرة في منطقة الحامة بقسنطينة، كان شجاعا رحمة الله عليه.
إعلان وقف اطلاق النّار.. حدّثنا عن تلك اللّحظة التاريخية، كيف عشتها؟
كنّا حينها في فندق صغير بمدينة جنيف، عندما سمعنا خبر وقف إطلاق القتال تصافحنا وكانت فرحة كبيرة، احتفلنا بيوم النصر، مهمتنا لم تنته بل بدأت لأنه بعد استرجاع السيادة الوطنية كان لزاما علينا بناء الجزائر، التي دمرها المحتل، خاصة ما ارتكبته منظمة الجيش السري الإرهابية «لواس».
العمل كان شاقّا، وبحكم أنّني كنت مسؤولا عن الجمعية الجزائرية للاجئين في سويسرا، قمت بإحصاء حوالي مئات اللاجئين، منهم 15 طالبا تقريبا ومسؤولي طلبة، الذين أفرج عنهم منهم محمد خميستي ومناضلين ومدنيين.
ربطنا علاقات مع أصدقاء الثورة الجزائرية من السويسريين، الذين كانت لهم عديد المواقف اتجاه جبهة التحرير الوطني، خدموا الثورة ساعدونا واستقبلونا وكانوا يحرسوننا وعالجونا، وقدّموا لنا تسهيلات في كل الأمور، من 1958 إلى غاية 1962. أذكر منهم جون مايرا، كان مع ابنه عمره خمس سنوات ألقي عليه القبض وسجن مدة سنة في فرنسا، التقى المساجين الجزائريين وربط معهم صداقة.
هناك أيضا نيلس أندرسون، كان ناشرا في سويسرا، أغلقوا مطبعته وتم ترحيله من سويسرا، وهو أوّل من حضر الملف الذي قدّمناه للأمم المتحدة في 1958 كي تعترف بقضيتنا، وبأنّ جبهة التحرير الوطني هي حركة تحرير.
ما يؤسفني أنّ هناك من يقول أنّ ديغول أعطانا الاستقلال، ولا يدركون تضحيات أولئك الرجال، ويجهلون اتفاقيات ايفيان، ديغول أنقذ فرنسا وليس الجزائر.
كنت مراسلا لجريدة «الشعب» بعد الاستقلال.. حدّثنا عن هذه التجربة الاعلامية؟
اتّصل بي مسؤولون من جريدة «الشعب» وعلى رأسهم المرحوم صالح الوانشي، وطلب منّي أن أكون مراسلا للجريدة من جنيف كون «الشعب» ليس لديها مراسلين بهذا البلد، وتطوّعت لهذه المهمة التي مارستها بالتزامن مع عملي في السفارة الجزائرية، حيث تحصّلت على بطاقة مراسل جريدة «الشعب»، والتي سمحت لي بدخول مقر الأمم المتحدة وتغطية كل النشاطات، كما تعاونت مع جريدة «المجاهد» أيضا، كنّا مناضلين وطنيين نعمل لمصلحة الجزائر، ولا نتقاضى أجرا.