أشرفت السلطات المدنية والعسكرية بميلة، اليوم الأربعاء، على دفن رفات الشهيد مختار سعيود (1918-1959)، التي عثر عليها مؤخرا بمغارة “كاف بوعشرة” بجبل “العواقبة” ببلدية الشيقارة، في جو جنائزي مهيب.
تمت مراسم الدفن بروضة الشهداء بعاصمة الولاية في إطار البرنامج الولائي لإحياء الذكرى ال 63 لعيد النصر (19 مارس من كل سنة) بحضور الأسرة الثورية وعائلة الشهيد إلى جانب فعاليات المجتمع المدني و مواطنين.
وتم بالمناسبة, عرض سلاح الشهيد وذخيرته وبعض المستلزمات و الرسائل الخطية التي كتبت عليها أبيات شعرية ثورية وجدت إلى جانب رفاته بالمغارة التي تم اكتشافها, من قبل أعضاء جمعية نادي الاستغوار والرياضات الجبلية من قسنطينة و بجاية والتبليغ عنها مثلما أوضحه المدير المحلي للمجاهدين وذوي الحقوق مفتاح سربوح .
وأضاف بالمناسبة بأنه “على إثر ذلك, تم استخراج الرفات والتحقق من هوية صاحبها على مستوى المعهد الوطني للأدلة الجنائية و علم الإجرام للدرك الوطني ببوشاوي بالجزائر العاصمة ليتبين أنها تعود للشهيد مختار سعيود الذي ولد سنة 1918 بسيدي مروان التابعة حاليا لولاية ميلة واستشهد في 27 ديسمبر 1959 في مغارة كاف بوعشرة التي حاصرتها القوات الفرنسية .
وفي كلمته بالمناسبة, ذكر الأمين الولائي لمنظمة المجاهدين, المجاهد حسين هادف, بمآثر رجال و نساء ثورة نوفمبر 1954 ومنهم الشهيد مختار سعيود الذي التحق بها سنة 1955 وساهم في تنظيم الهياكل القاعدية لها بالمنطقة وشارك في جمع الأسلحة وتسليمها للثوار. وقد ترك ذلك الرجل الذي استجاب للحس الديني والوطني وجاهد إلى جانب رفاقه ضد العدو الفرنسي بشجاعة وإقدام, وفق ذات المجاهد, “رصيدا ثوريا حافلا بالبطولات “يضاف إلى سجل تاريخ المقاومة الوطنية.
وأبرز بأن استخراج رفاته من مغارة كاف بوعشرة وإلى جانبها بندقيته ولوازمه الشخصية بعد 66 سنة من استشهاده دليل على” مساره النضالي المشرف”.
ومن جهته, أعرب دوادي سعيود وهو أحد أبناء الشهيد عن شكره للسلطات المحلية وكل من حضر مراسم دفن رفات والده التي ظلت بالمغارة لأزيد من ستة عقود لتستخرج وتدفن في مناسبة مهمة كعيد النصر.