شهدت العاصمة المكسيكية “مكسيكو سيتي” زيارة إلى النصب التذكاري لمؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، في خطوة تجسد الاعتراف العالمي بشخصية الأمير عبد القادر الجزائري، وتسلط الضوء على قيمه النبيلة وإرثه الإنساني.
بهذه المناسبة، ألقت البروفيسور فريدة اليمي، عضو المجلس الشعبي الوطني، كلمة أمام أعضاء الجالية الجزائرية المقيمة بالمكسيك، بحضور ممثلي السلك الدبلوماسي، على رأسهم القائم بالأعمال بسفارة الجزائر، دين نور الدين، وأعضاء السفارة الجزائرية.
وأكدت البروفيسور اليمي، في مستهل كلمتها، على المكانة الرفيعة التي يحتلها الأمير عبد القادر في التاريخ الجزائري والعالمي، مشيرة إلى أن “هذه الشخصية الوطنية الفذة ذاع صيتها شرقاً وغرباً، بفضل نبل أخلاقها، حكمتها ورؤيتها السديدة”، مضيفة أن “هذا التكريم في المكسيك هو دليل على الامتداد العالمي لتأثيره الفكري والإنساني”.
وانتهزت الفرصة لتقديم تهانيها لأفراد الجالية الجزائرية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، ناقلة إليهم تحيات وتهاني رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، ورئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل، ومؤكدة التزامها، كبرلمانية، بنقل انشغالاتهم والدفاع عن حقوقهم.
وفي سياق حديثها عن الجهود المبذولة لخدمة الجالية الجزائرية بالخارج، شددت على العناية الخاصة التي يوليها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، لأبناء الوطن المقيمين في الخارج، مذكّرة بالإجراءات التي تم اتخاذها لصالحهم، مثل تسهيل دخولهم إلى الجزائر عبر اعتماد جوازات السفر الأجنبية وبطاقات التعريف الوطنية حتى وإن كانت منتهية الصلاحية، إلى جانب تعزيز الدعم القانوني عبر الممثليات الدبلوماسية، وتوفير تسهيلات للاستثمار والمساهمة في التنمية الوطنية.
وأشادت البروفيسور اليمي بالإجراءات المتعلقة بالسكن، والتي تهدف إلى تمكين الجزائريين بالخارج من امتلاك مساكن في الوطن عبر برامج مثل السكن الترقوي العمومي (LPP) والسكن الترقوي لغير المقيمين، مع إمكانية الدفع بالعملة الصعبة وتبسيط إجراءات التسجيل عبر القنصليات والمنصات الرقمية.
وعلى الصعيد البرلماني، أكدت على دور نواب الجالية في إيصال انشغالاتها للسلطات التنفيذية، مشيرة إلى الاجتماع الأخير الذي عقدته لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية الوطنية مع كاتب الدولة المكلف بالجالية، سفيان شايب، والذي ناقش العقبات التي يواجهها المواطن الجزائري المقيم في المهجر، وسبل إيجاد حلول عملية لتسهيل الإجراءات القنصلية واستقطاب الكفاءات الوطنية بالخارج للمساهمة في التنمية الوطنية.
وفي ختام كلمتها، استحضرت البروفيسور اليمي تضحيات شهداء الجزائر عشية الاحتفال بعيد النصر في 19 مارس، مؤكدة أن “استقلال الجزائر لم يكن ليتحقق لولا التضحيات الجسام التي قدمها الشهداء والمجاهدون”، داعية إلى الحفاظ على مكتسبات الوطن ومواصلة البناء والتطور في كنف الوحدة والتضامن.
واختتمت كلمتها بتوجيه الشكر للحضور على حفاوة الاستقبال، مؤكدة على الروابط المتينة التي تجمع الجزائر بأبنائها في الخارج، وعلى أهمية هذه المبادرات الرمزية التي تعزز الهوية الوطنية وترسخ الاعتراف العالمي برموز النضال الجزائري.