نشر الأديب الجزائري محمد مولسهول، الشهير بـ”ياسمينة خضرا”، مقالا في صحيفة فرنسية، تطرّق فيه إلى التصعيد الذي يقوده المتطرّفون في فرنسا ضد الجزائر. واعتبر ياسمينة خضرا أنّ «كل هذه الضجة حول الجزائر ما هي إلاّ خطوة خاطئة بائسة»، وأنّ ما يحدث سياسيا في فرنسا يكشف عن أزمة داخلية عميقة حاولت الحكومات المتعاقبة في السنوات الأخيرة إخراجها من سياقها الحقيقي.
في مقال نشره في صحيفة «ليمانيتي» الفرنسية، نهاية الأسبوع الماضي، تطرّق الأديب الجزائري محمد مولسهول، الشهير بـ»ياسمينة خضرا»، إلى الأزمة الحالية بين الجزائر وفرنسا، واعتبر فيه أنّ ما وصفه بـ”الضجة حول الجزائر” هي «مجرّد خطوة بائسة» من الحكومة الفرنسية الحالية.
وقال الكاتب الجزائري: «إنّ ما يحدث سياسيا في فرنسا يكشف عن أزمة داخلية عميقة حاولت الحكومات المتعاقبة في السنوات الأخيرة إخراجها من سياقها الحقيقي»، مضيفا أنّ الحكومة الفرنسية الأخيرة، التي دعت إلى إنقاذ رؤساء الوزراء السابقين «المفلسين» على أمل سدّ الثقوب في السفينة الغارقة، تعاني من الذعر أكثر من سابقاتها، وتسعى جاهدة إلى إعطاء الأولوية للتحويل على حساب المنطق السليم، «ولما لم تتمكن من إيجاد حل لمشكلتها، فإنها تبحث عن جهة تلقي عليها اللوم، وهي في هذه الحالة الجزائر»، يؤكّد ياسمينة خضرا.
ويواصل الكاتب رأيه قائلا إنّ كل هذه الضجة، وخاصة الجدل الدائر حول خطّة وزير الداخلية الفرنسي روتايو، ليست سوى «خطوة زائفة بائسة لا يقدر المحرضون عواقبها على الإطلاق»، فالجزائر لديها مشاكلها وتحاول التغلّب عليها، بدون تجميل أو ضجّة، وذلك ليس له علاقة بالتجاوزات السياسية للدولة الفرنسية. كما أنّ فشل طرد جزائري غير مرغوب فيه لا يغيّر من مخاوف وانشغالات الفرنسيّين شيئا.
وأضاف ياسمينة خضرا قائلا إنه لا المقالات التحريضية في الصحافة، ولا الخطب الصارخة التي يلقيها دعاة الحرب، ناهيك عن البرامج التلفزيونية المنسّقة، ستأتي بلمحة من الصفاء لهذه العقلية المروّعة من الاستفزاز الفظيع. بالمقابل، دعا ياسمينة خضرا الجزائر إلى الحفاظ على هدوئها، وعدم الدخول فيما أسماه «حقل الألغام» الذي يريد جرّها إليه «أصحاب الميول الوقحة الذين تحرّكهم قنوات الأخبار، التي تبحث عن جمهور على حساب الشكل والمضمون، وقبل كل شيء الأخلاق».
«يحظى الفرنسيّون في الجزائر باستقبال جيّد في جميع مدننا وقرانا. كل ما عليهم فعله هو طرق أي باب ليشعروا وكأنهم في وطنهم. نحن الجزائريين شعب كريم ومضياف ومحب للأجانب»، يؤكد ياسمينة خضرا، مضيفا أن الفرنسيين يريدون من قادتهم أن يعملوا في الاتجاه الصحيح وأن يقدموا الحلول لمشاكلهم، كما أنّ الفرنسيّين لا يحتاجون إلى كبش فداء لن يغيّر ذرّة واحدة من قائمة مطالبهم وتطلّباتهم.
وخلص ياسمينة خضرا إلى أنه «على حكومة بايرو أن تهدأ وتركّز على أفضل السبل لإنجاز مهمتها، بدلاً من المغامرة بالدخول في أماكن لا تكتسب منها شيئاً، باستثناء المخاطرة التي سيكون من الغباء والانتحار أن تخوضها».