أعلنت قوات الحرس المدني الإسباني، مساء أمس السبت، عن اعتقال 23 شخصا وتفكيك إحدى أكثر الشبكات الإجرامية نشاطا في تهريب الحشيش من المغرب، أول منتج عالمي لهذه المخدرات وممون رئيسي للسوق الأوروبية، وفق ما أفادت به مصادر صحفية.
نفذ الحرس المدني الإسباني عملية أمنية واسعة أطلق عليها اسم “إنسولا”، أسفرت عن اعتقال 23 شخصا، بينهم زعيم العصابة المعروف بلقب “تارتا”، وهو أحد أبرز الأسماء في عالم الاتجار بالمخدرات بالمغرب.
ومكنت العملية من ضبط 452 كيلوغراما من الحشيش، و22،406 لترات من البنزين، وثلاثة زوارق مجهزة بمحركات قوية، إضافة إلى سيارتين مسروقتين كانتا تستخدمان في أنشطة الشبكة، ومبلغ مالي يقدر ب54،840 يورو نقدا، فضلا عن معدات إلكترونية متطورة، من بينها أنظمة تحديد المواقع البحرية، وكاميرات أمنية، وهواتف تعمل عبر الأقمار الصناعية.
وتعد المنظمة الإجرامية التي تم تفكيكها من طرف الشرطة الإسبانية متخصصة في استيراد الحشيش من المغرب على نطاق واسع مستخدمة نهر “الوادي الكبير” كطريق دخول رئيسي. وأوضحت السلطات الإسبانية أن الشبكة استخدمت قوارب سريعة مزودة بمحركات قوية بقوة 300 حصان لنقل البضائع غير المشروعة.
وكشف التحقيق الذي بدأ في أبريل 2024، عن أن المنظمة كانت تسرق مركبات من الطراز العالي ثم تقوم بإجراء تعديلات عليها لتستخدم في نقل المخدرات عبر نهر “الوادي الكبير” انطلاقا من بلدة ليبريخا إلى ضفة النهر.
ومع تقدم التحقيقات، كشف الحرس المدني عن البنية اللوجستية المعقدة التي أنشأتها العصابة، حيث قامت بإنشاء مستودعات سرية لتخزين الزوارق، والسيارات، وكميات كبيرة من المخدرات، إلى جانب مستودعات وقود غير قانونية تحتوي على آلاف اللترات من البنزين، والمخصصة لتزويد الزوارق السريعة التي تنقل المخدرات من المغرب إلى إسبانيا.
وتأتي هذه العملية في إطار مكافحة أوسع نطاقا لتهريب القنب الهندي من المغرب أول منتج للحشيش في العالم والمصدر الرئيسي للإمدادات للسوق الأوروبية.
وأشار مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، إلى أن المغرب يظل أكبر منتج و مصدر لراتنج القنب في العالم، حيث يقدر إنتاجه بأكثر من 700 طن سنويا.
وأصبح المغرب، المعروف كأحد أكبر منتجي المخدرات في العالم، لاعبا رئيسيا في هذه التجارة غير المشروعة، مستفيدا من موقعه الجغرافي القريب من أوروبا، لينتعش نشاط شبكات التهريب الدولي، في ظل تواطؤ داخلي يسمح بمرور الشحنات عبر الموانئ دون رقابة فعلية.
وكثيرا ما يشار إلى المغرب عندما يتعلق الأمر بتهريب المخدرات إلى أوروبا، حيث فككت الشرطة الإسبانية، في بداية مارس الماضي، في ماربيلا، جنوب إسبانيا، شبكة دولية لتهريب المخدرات لها صلة بمنظمة مغربية متخصصة في تهريب المخدرات والجريمة المنظمة، أو ما يعرف ب”موكرو مافيا”.
وتواجه إسبانيا، باعتبارها البوابة الجنوبية لأوروبا، تحديات متزايدة بسبب التدفق المستمر للمخدرات القادمة من السواحل المغربية، حيث تستعمل قوارب فائقة السرعة وممرات بحرية معروفة في عمليات التهريب.
وتشير المعطيات إلى تزايد نشاط الشبكات المغربية التي تعتمد على تقنيات متطورة و أساليب مراوغة لتهريب أطنان من الحشيش إلى الأسواق الأوروبية، وسط تواطؤ واضح من السلطات المغربية التي تغض الطرف عن هذه الأنشطة الإجرامية التي تدر أموالا طائلة.
ويؤكد خبراء مكافحة المخدرات في إسبانيا أن استمرار هذه العمليات يعكس وجود بيئة حاضنة في المغرب لتجارة المخدرات، التي أصبحت تشكل تهديدا مباشرا للصحة العامة والأمن في أوروبا.