أدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الاستهداف المباشر الذي نفذته قوات الاحتلال الصهيوني لخيمة صحفيين في خان يونس جنوب قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد صحفي وإصابة تسعة آخرين بجروح، ومن ثم المجاهرة علنا ورسميا باستهداف الصحفيين عن سبق إصرار وبقصد القتل العمد، بسبب عملهم الإعلامي.
أضاف المرصد، في بيان له، أن قوات الاحتلال تتعمد استهداف الصحفيين حيث ارتكبت بحقهم سلسلة من الجرائم المروعة والمتكررة منذ بدء جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، حيث قتلت 211 صحفيا، إلى جانب إصابة واعتقال العشرات، مع استمرار حملات التحريض المنهجية ضدهم، وانتهاج سياسة منظمة لتجريدهم من صفتهم المهنية، في محاولة لتبرير استهدافهم غير القانوني وإسكات صوت الحقيقة في قطاع غزة.
وأشار البيان إلى أن الاحتلال “قتل ما لا يقل عن 15 صحفيا منذ بداية العام الجاري وحده”، مؤكدا أن هذه الجرائم بحق الصحفيين تشكل جزءا لا يتجزأ من سياسة متعمدة لإسكات صوت الضحايا ومنع توثيق الفظائع المرتكبة بحق السكان المدنيين.
وشدد على أن الكيان الصهيوني “يتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي تمثل خرقا صارخا للقانون الدولي، وتناقضا فاضحا مع التزاماته بحماية الصحفيين وضمان حرية عملهم في نقل الحقيقة وكشف واقع الإبادة في غزة أمام العالم”.
وأوضح أن استهداف الصحفيين الفلسطينيين، ومحاولة طمس الأدلة، يأتي في صلب جريمة الإبادة الجماعية، إذ لا تقتصر جرائم المحتل على القتل الجماعي للمدنيين، بل تمتد لتشمل القضاء على الشهود الذين يمكن أن ينقلوا تفاصيل هذه الجرائم ويوثقوها بأدواتهم وشهاداتهم المباشرة.
وأكد أن سياسة الإفلات من العقاب وغياب أي محاسبة دولية فاعلة عن الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الصحفيين الفلسطينيين يمثل ضوءا أخضر لها للتمادي في جرائمه وانتهاكاته لحرية الصحافة وحق الوصول إلى المعلومات.
وجدد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، دعوته إلى فتح تحقق دولي شامل في الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها وما تزال قوات الاحتلال الصهيوني بحق الصحفيين في قطاع غزة، واتخاذ إجراءات فورية بما يفضي إلى محاسبة المتورطين مع تعويض الضحايا، والضغط على الكيان من أجل وقف الاستهداف المباشر والقتل العمد للصحفيين وحماية عملهم وتمكينهم من أداء رسالتهم ونشر الحقيقة، وكذلك السماح للصحفيين الدوليين وطواقم الوكالات الإخبارية الدولية بالدخول والعمل في قطاع غزة دون قيود أو شروط، مع ضمان سلامتهم.