تستعد الجزائر، في إطار دفع عجلة التحول الرقمي وتعزيز الابتكار التكنولوجي في القارة الإفريقية، لاحتضان فعاليات القمة الإفريقية لتكنولوجيات الإعلام والاتصال، من 21 إلى 23 أفريل الجاري، بقصر المعارض.
هذا الموعد التكنولوجي البارز، الذي يشارك فيه أكثر من 150 عارضا من مختلف الدول الإفريقية، أصبح محطة سنوية لتبادل الخبرات، واستعراض أحدث الابتكارات، وبناء جسور التعاون بين الفاعلين في مجال الرّقمنة.
قال محافظ القمة الإفريقية لتكنولوجيات الإعلام والاتصال، ورئيس تجمّع “جزائرنا – جزائر ناشطة في الرقميات”، تاج الدين بشير، خلال ندوة صحفية بمجمع اتصال الجزائر بالعاصمة، أنه بفضل الدعم المتواصل الذي تحظى به من مختلف الهيئات والمؤسّسات، وعلى رأسها وزارة البريد والاتصال السلكي واللاسلكي، وكذا مجمّع اتصالات الجزائر، ستكون هذه القمة فضاء خصبا لتبادل الخبرات.
وفي هذا السياق، أكّد أنّ الجزائر أصبحت منصة إفريقية رائدة من خلال احتضانها لهذه القمة، التي تعد فرصة استراتيجية لاستعراض أحدث الابتكارات التكنولوجية وتبادل الخبرات بين الفاعلين في القطاع الرقمي، ويأتي الحدث ضمن الرؤية التي تهدف إلى تحقيق السيادة الرقمية لإفريقيا في عالم يشهد تسارعا غير مسبوق في انتشار المعلومات.
وسيشهد الصالون، الذي يعرف مشاركة فاعلين ناشطين في مجال الرقمنة، تنظيم محاضرات وندوات يؤّطرها خبراء من القارة الإفريقية ومن أفراد الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج، كما سيتم بالشراكة مع وزارة المؤسّسات الناشئة، إطلاق برنامج “الابتكار المفتوح” الذي يهدف إلى ربط الشركات الكبرى بالشركات الناشئة، عبر طرح تحديات فعلية تتطلب حلولا مبتكرة.
وستعرف القمة أيضا، تنظيم أربعة منتديات متخصّصة وهي الحكومة الإلكترونية، الطاقة والغاز، الصحة والتكنولوجيا، والنقل بتكنولوجيات الإعلام والاتصال، موضّحا أنّ الهدف من هذه المبادرة هو تمكين الحلول الرقمية، تشجيع تبادل الخبرات، والسعي الجماعي نحو السيادة الرقمية الإفريقية، بقيادة الجزائر الواعية بمكانتها في القارة.
من جهته، رئيس تجمّع الناشطين في الرقميات، قاوة عبد الوهاب، قال إنّ مؤسّسات الرقمنة المحلية تعد مفتاحا لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام، وأوضح أنّ مؤسسة الرقمنة ستكون المحرّك الأساسي للتحول الرقمي الوطني، مشيرا إلى أنّ التجمّع، منذ عام 2020، أصبح داعما رئيسيا لكافة التظاهرات المتعلقة بالتكنولوجيا الإعلام والاتصال.
ومن بين هذه التظاهرات، يفيد المتحدث، القمة الإفريقية التي تهدف إلى منح الكفاءات الوطنية بعدا قاريا، ومنحها شرارة التوهّج الرقمي على مستوى القارة، مشيرا بشأن مشاركة مجمّع اتصالات الجزائر “الجزائر تيليكوم”، أنه بمثابة القاطرة التي تقود النظام البيئي نحو التحول الرقمي الوطني، نظرا لدوره الريادي في السوق.
ومن هذا المنطلق -يضيف رئيس التجمّع- انطلقت الدعوة إلى الوحدة والتكامل بين جميع أبناء القارة، وتكثيف الجهود المشتركة لتحقيق التحرّر الرقمي الإفريقي، بما يضمن لإفريقيا مكانتها المستحقة في العالم الرقمي، ويعزّز سيادتها على بياناتها ومقوماتها التكنولوجية.
بدوره رئيس قسم العلاقات العامة بمجمّع اتصالات الجزائر، حموش عبد الرؤوف، قال أنّ هذه القمة، التي ستنعقد الأسبوع القادم في قصر المعارض الصنوبر البحري، ستشهد، حضور أبرز الفاعلين ورواد مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال، وهذا لتعزيز التعاون الإفريقي.
كما يهدف هذا الحدث الرقمي إلى تحفيز الابتكار الرقمي ودعم الأعمال الريادية في القارة الإفريقية لتحقيق التحول الرقمي المستدام، عَرض آخر التطورات والتقنيات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال، وتمكين الفاعلين المحليّين من الوصول إلى أحدث الحلول التكنولوجية، هذا بالاضافة إلى ربط الشراكات الاستراتيجية بين القطاعين العام والخاص.
وعليه، فإنّ هذا الموعد التكنولوجي البارز، يعكس طموح الجزائر في قيادة جهود التحول الرقمي على مستوى القارة الإفريقية، ومن خلال جمعها للنخب والخبرات الإفريقية، ودعمها للمبادرات الريادية والابتكارات المحلية، تؤكّد الرغبة الحقيقة في بناء مستقبل رقمي مشترك، يسوده التعاون والتكامل.