أكد رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، الأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، اليوم الجمعة بمخيم الداخلة للاجئين الصحراويين، أن المكاسب والإنجازات التي حققها اتحاد عمال الساقية الحمراء ووادي الذهب جاءت بفضل المسيرة العمالية الطويلة والزاخرة بالكفاح والصمود.
وأوضح غالي خلال اشرافه على افتتاح أشغال المؤتمر العاشر للاتحاد العام لعمال الساقية الحمراء ووادي الذهب بأنه “لا يفوتنا أن نهنئ المنظمة، وقد خلدت حديثا ذكرى تأسيسها الخمسين، على هذه المسيرة الطويلة والزاخرة بالكفاح والصمود، بالمكاسب والإنجازات، وما حققته من حضور وازن داخليا وخارجيا، وهو ما تعكسه شبكة العلاقات الواسعة، والعضوية في مختلف المنظمات والهيئات النقابية في شتى أنحاء العالم”.
وأبرز الأمين العام لجبهة البوليساريو بالمناسبة “الدور الفاعل والمحوري للعامل الصحراوي في مهمتي التحرير والبناء، من خلال دوره الفاعل في كل هيئات ومؤسسات الدولة الصحراوية، والتي احتلت فيها المرأة الصحراوية مكانة متميزة”.
وأضاف السيد غالي في ذات السياق بأن “هذا الدور تجسده معركة الصمود والتحدي التي يقودها العمال الصحراويون، رجالا ونساء، ضمن فصول المقاومة البطولية التي تخوضها جماهير انتفاضة الاستقلال في الأرض المحتلة وجنوب المغرب، رغم كل صنوف القمع والتنكيل والحصار والتضييق ونهب الثروات والاستيلاء على الممتلكات وقطع الأرزاق التي تمارسها دولة الاحتلال المغربي”.
كما أشاد الرئيس الصحراوي “بالهبة العارمة للجسم العمالي الصحراوي في بدايات الثورة ضد الوجود الاستعماري في الصحراء الغربية، وتلك المشاركات الكبيرة في فعاليات المقاومة والمظاهرات الشعبية سنوات 1973 و 1974 و1975 (…) ظلت كلها حاضرة بقوة كمثال ونبراس للفعل الوطني المتميز للعمال الصحراويين، سواء في مخيمات العزة والكرامة أو في الأرض المحتلة وجنوب المغرب أو في الجاليات والشتات”.
وجدد الرئيس إبراهيم غالي استعداد جبهة البوليساريو للتعاون مع جهود الأمم المتحدة الرامية إلى تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، مذكرا بمسؤولية مجلس الأمن، والأمم المتحدة بشكل عام، “في ضمان الحل العادل والدائم للنزاع المغربي-الصحراوي، وفق ميثاقها وقراراتها”.
وأضاف الأمين العام لجبهة البوليساريو “بأن كل الحلول التي تحاول القفز على حقوق الشعب الصحراوي، غير القابلة للتصرف أو التقادم، في تقرير المصير والاستقلال، لن يكتب لها النجاح، مهما كثرت المؤامرات والمغالطات التي ترافقها”.
وأكد السيد غالي من جهة أخرى “أن الشعب الصحراوي عازم على مواصلة الكفاح والمضي بثبات على عهد الشهداء، على غرار الشهيد المحجوب إبراهيم، الذي يحمل المؤتمر اسمه، والذي سخر جهده وفكره للقضية الوطنية، سواء على رأس اتحاد العمال أو في مهام كثيرة أخرى، ثابتا على نهج أولئك الأبطال الميامين الذين قدموا أرواحهم الطاهرة الزكية فداء للوطن، وفي مقدمتهم القائد المؤسس الولي مصطفى السيد والرئيس الشهيد محمد عبد العزيز”.
ووجه الرئيس الصحراوي تحية شكر وتقدير وعرفان وامتنان إلى الجزائر شعبا وحكومة على “الموقف المبدئي الراسخ الذي تبنته وتتبناه اليوم، بقيادة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، إلى جانب كفاح الشعب الصحراوي من أجل الحرية وتقرير المصير والاستقلال، إلى جانب الحق والعدالة والقانون والشرعية، انطلاقا من مبادئ ثورة الأول من نوفمبر المجيدة وميثاق وقرارات الأمم المتحدة والقانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي”.
وحذر مجددا في الأخير من الخطر الداهم الذي تمثله سياسات التوسع والعدوان وتشجيع ودعم عصابات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية التي تنتهجها دولة الاحتلال المغربي، وصولا إلى فتحها الباب على مصراعيه أمام أجندات أجنبية تخريبية، تهدد بشكل مباشر ومتزايد السلم والأمن والاستقرار في كامل المنطقة.