لم ينل ممثلو الجزائر في رابطة الأبطال الإفريقية هذا اللقب أو بلوغ الدور النهائي فيه، على الأقل في السنوات العشر الاخيرة، رغم توفر إمكانيات مادية وبشرية كبيرة.
آخر فريق وصل دور متقدم في أغلى بطولة إفريقية للأندية بالقارة السمراء، كان وفاق سطيف موسم 2021 /2022، وأقصي حينها على يد الأهلي المصري من نصف النهائي، إثر خسارة برباعية نظيفة بالقاهرة ( 4/0)، وتعادل بهدفين لمثلهما إيابا في ملعب 8 ماي 45 بسطيف.
شباب بلوزداد لا يحفظ الدرس
وشارك فريق شباب بلوزداد خمس مرات متتالية في رابطة الأبطال الإفريقية من 2020 إلى 2025، وهو رقم قايسي في الجزائر، ولكن دون الهدف المنشود، بالرغم من الإمكانيات المالية الكبيرة، التي يوفرها مجمع “مدار” المالك لأغلبية أسهم شركة “أتليتيك بلوزداد”.
وكانت المشاركات الثلاثة الأولى أفضل من آخر مشاركتين، فقد تجاوز الشباب دور المجموعات سنوات 2021/2022/2023، وهو أيضا رقم غير مسبوق محليا، ولكن الفريق لم يتأهل إلى المربع الذهبي على أقل تقدير.
ولم يحفظ الفريق العاصمي الدرس، ولم وتستغل الإدارة “البحبوحة” المالية لتكوين فريق تنافسي محليا وقاريا، فغاب الاستقرار في مجلس الإدارة والطاقم الفني وفي تعداد اللاعبين، فخرج الفريق من دور المجموعات في طبعتي 2024 و2025.
وأصبح الرحيل الجماعي لأبرز الاسماء والاستقدامات العشوائية وتغيير مدربين إثنين على الاقل كل موسم، عادة في شباب بلوزداد، فقبل موسمين تم تسريح 12 لاعبا واستقدم 14 آخرين في فترة التحويلات الصيفية، وهذه من أهم أسباب الفشل في المنافسة القارية، بحسب أهل الاختصاص من نقاد وتقنيين ولاعبين سابقين.
وقد ظهر الشباب بمستوى متواضع وسجل نتائج سلبية تاريخية، في آخر مشاركتين في رابطة الأبطال، إذ خسر أمام صن داونز الجنوب إفريقي (4/0)، وسقط أمام الأهلي بنتيجة (6/1)، رغم الإستقدامات التي قيل إنها نوعوية وكلفت خزينة مجمع مدار كثيرا على غرار إسلام سليماني، خانيسا مايو وجاك امبي.
مولودية الجزائر الأكثر استقرارا
في آخر 3 مواسم حقق مولودية الجزائر نتائج جيدة محليا، وظهر بوجه مميز قاريا، بالرغم من الخروج من ربع نهائي رابطة أبطال إفريقيا على يد أحد أفضل الفرق في القارة السمراء، أورلاندو بيراتس الجنوب إفريقي.
ويعرف المولودية استقرارا إداريا، منذ أكثر من ثلاث سنوات، وهو أمر غير مألوف، كما منحت “سوناطراك” بطاقة بيضاء لرئيس مجلس الإدارة حكيم حاج رجم لتكوين فريق يسطير على البطولة، ويحقق حلم التتويج برابطة الأبطال للمرة الثانية في تاريخ النادي منذ 1976.
وقد وضعت الإدارة الحالية الفريق على السكة الصحيحة، فبعد لعب الأدوار الأولى موسمين متتالين، تُوّج المولودية بلقب بطولة 2023/ 2024، والكأس الممتازة، وهو يتصدر الترتيب العام لموسم 2024/ 2025.
وتجديد عقود “كوادر” الفريق، آخرهم بن خماسة، دليل على رغبة المسؤولين في الحفاظ على استقرار التعداد، مع إجراء بعض الصفقات الكبيرة الصيف المقبل، لأن سقف الأحلام يكبر في بيت المولودية من موسم الى آخر.
كأس “الكاف” لتعويض الفشل في رابطة الأبطال
آخر تتويج برابطة الأبطال الإفريقية كان لوفاق سطيف في 2014، ثم فاز بالكأس الممتازة الإفريقية أمام الأهلي المصري، وبلغ بعدها نصف نهائي أكبر منافسة إفريقية في القارة السمراء مرتين سنتي 2018 و 2022.
وفي 2015 تأهل اتحاد الجزائر أول مرة إلى نهائي رابطة الأبطال، ولم يفز باللقب الذي كان من نصيب “تيبي مازيمبي” الكونغولي.
وبعد 8 سنوات تُوّج أبناء “سوسطارة” بكأس الاتحاد الإفريقي على حساب يانغ افريكانز التنزاني، ثم نالوا “السوبر” الإفريقي على حساب الأهلي المصري.
والتتويج برابطة الأبطال أو كأس “الكاف”، يبقى انجازا لحظيا فقط، يعقبه عدم اسقرار على كل المستويات، فالوفاق لم يصل نهائي رابطة الأبطال منذ اكثر من 10 سنوات.
وبلغ اتحاد الجزائر نصف نهائي “الكاف” في 2024، وهو الموسم الموالي للتويج، وأقصي بقرار من الاتحاد الإفريقي، بعدما رفض مواجهة نهضة بركان المغربي، الذي أصر على اللعب بقميص يحمل خريطة وهمية تضم أراضي الصحراء الغربية.
ولم تبقى أمام الأندية الجزائرية سوى منافسة من الدرجة الثانية، وهي كأس الاتحاد الافريقي، للتعويض عن الفشل في رابطة الأبطال.
وجاء الدور على شباب قسنطينة الذي بلغ المربع الذهبي لكأس الكاف لتكرار إنجاز اتحاد الجزائر، ولكن حظوظه أصبحت ضئيلة بعد الخسارة بنتيجة عريضة في لقاء الذهاب أمام نهضة بركان.
أسباب الفشل والنجاح معروفة ولكن..
تحدث محللون ولاعبون سابقون ورؤساء أندية وإعلاميون متخصصون في كرة القدم، عن أسباب الفشل وسبل النجاح، وعن أساليب غربية ينبغي اتباعها للنهوض بكرة القدم المحلية، وضرورة تطوير الكفاءات الجزائرية.. الخ
وبعد كل إقصاء مبكر للفرق أو المنتخبات الشبانية، وهو ما أصبح مألوفا منذ سنوات، يُفتح النقاش حول الأسباب والحلول، والتي تتمثل عموما في توفير الموارد المادية والبشرية وتكوين المدربين وتكوين المكونين والاستعانة بخبرات أجنبية، وتوفير مراكز تدريبات ومشاريع طويلة المدى.
ولكن كل ما يقترحه أهل الاختصاص من حلول لمعرفتهم الجيدة المشكلة الأساسية، فنادرا ما يُسمع لهم أو يُؤخذ بنصائحهم.