أكد جوناثان ويتال، رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، أن الأوضاع الإنسانية في غزة تمر بمرحلة حرجة في ظل الحصار الصهيوني المفروض على القطاع، محذرا من أن “من لا يقتلون بالقنابل والرصاص يموتون ببطء”.
وفي حديثه إلى الصحفيين السبت في مدينة غزة، شدد ويتال على ضرورة رفع الإغلاق المفروض على إدخال المساعدات الإنسانية والإمدادات الأساسية، واستئناف وقف إطلاق النار لإنقاذ الأرواح.
وأوضح المسؤول الأممي أن الوكالات الإنسانية تواصل، رغم التحديات الكبيرة، العمل حيثما أمكن لتلبية الاحتياجات المتزايدة، إلا أن الإمدادات تقترب من النفاد وسط تصاعد العمليات العسكرية واتساع رقعة النزوح.
وتحدث ويتال عن النقص الحاد في المستلزمات الطبية، وإغلاق المستشفيات، وانتشار الجوع والعطش، إضافة إلى تدهور الأوضاع الصحية نتيجة تراكم النفايات وتدمير شبكات المياه والصرف الصحي، محذرا من أن “لا مكان آمن في غزة اليوم”.
وأشار إلى أن المساعدات الإنسانية تتعرض لما وصفه بـ”التسليح”، عبر القيود المفروضة على دخولها، مؤكدا أنه لا يوجد أي مبرر لرفض المساعدات الإنسانية، مبرزا أن معاناة سكان غزة تمس جوهر كرامتهم الإنسانية، وموضحا أن العاملين في المجال الإنساني والصحفيين يواجهون أخطارا جسيمة وسط تواصل الانتهاكات.
واختتم المسؤول الأممي تصريحاته بالتأكيد على أهمية رفع الإغلاق فورا، والسماح بوصول المساعدات، واستئناف وقف إطلاق النار،مشددا على ضرورة تحقيق المساءلة بدلا من انتظار حكم التاريخ على “أولئك الذين لم يتحركوا إزاء ما يحدث اليوم في غزة”.
الجدير بالذكر أن الاحتلال الصهيوني يواصل فرض حصار غير مسبوق على قطاع غزة للعام الثامن عشر على التوالي، وبات نحو2.4 مليون فلسطيني في القطاع بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، في حين دخل القطاع مرحلة المجاعة جراء إغلاق الاحتلال المعابر أمام دخول المساعدات الإنسانية، خاصة منذ استئناف عدوانه على القطاع في 18 مارس الماضي، وسط تحذيرات دولية وأممية من تفاقم الكارثة الإنسانية هناك.