في كل مرة يقضي فيها أفراد الجيش الشعبي الوطني على مجموعة إرهابية، يظهر جليا إنّ حرب الجزائر ضد الإرهاب لم تنته ما دامت عيون الطامعين فيها ما زالت تحاول بكل ما أوتيت من قوّة فرض سيطرتها عليها في الخفاء، لتكون مجرد «لعبة خشبية» تُحرك خيوطها أياد لا ترى في الجزائر سوى ثرواتها وخيراتها لتتحول بذلك إلى أرض برتبة «كنز ثمين».
تشبيه قد يستهجنه البعض لكنّه الحقيقة الواضحة أنّ الجزائر كانت ومازالت موقعا جغرافيا أسال لعاب الطامعين منذ قرون طويلة، فلا يمكن تفسير ما مرت به من أحداث سوى أنّها كانت بمثابة مدينة الذهب المفقودة، لكن إن كانت السفن الحربية المدجّجة بالمدافع والدسائس والمؤامرات وسيلة الطامعين على مرّ التاريخ لسلبها قوّتها وسيادتها على أرضها، تحولت كل تلك الوسائل إلى طرق جديدة تتماشى وما تعرفه الإنسانية من تطور، ما جعل من فنّ صناعة «السراب» الأهم بينها لاستعمار الدول بدون إطلاق رصاصة واحدة.
ولن يكون الإرهاب سوى أحد تلك الطرق التي تزرع في جسد الدول ليفتك بها، فيكون بمثابة الورم الخبيث، كلما أُريد الضغط على الجزائر تحرك ظلال الإرهاب في «مسرحية» خبيثة تؤسس لشرعنة قضية حقوق الإنسان وكل ما تعلق بها، فقط للضغط على الجزائر بإشهار «بطاقة صفراء» تحذيرية.
لكن من وضع تلك السيناريوهات المختلفة تجاهل حقيقة أنّ الجزائر قويّة بشعبها وجيشها في صورة تجسّد كلمة السر لعزة دولة لم يمحو وجودها 5 قرون من التواجد الروماني على أراضيها حتى أصبحت ثاني دول العالم بعد إيطاليا فيما يتعلق بالآثار الرومانية، وفرنسا التي مارست كل أنواع الإبادة الجماعية تجاه الجزائريين، حيث وصلت إلى تغيير ألقابهم، لم تستطع إبعادهم عن هويتهم وأصلهم المتجذر في كل ذرة تراب من أراضيها، لكنّها وكسابقيها فشلت لأنّ أرضها «تتنفس جزائري».
ما يقوم به أفراد الجيش الشعبي الوطني للحفاظ على أمن الجزائر والجزائريين في كل شبر من هذا الوطن المفدى، يؤكد مرة أخرى، أنّه جيش وُلد من رحم شعب يكفي اسمه لاستجلاء حقيقة أنّه بعقيدة وطن.