تتباين وجهات نظر مختصين في حديثهم عن إشكالية “كسل المطالعة” وارتباطها بما تطرحه الاستخدامات التكنولوجية الجديدة من معضلات في المشهد الثقافي لدى الجيل الحالي، منها تراجع المقروئية ومطالعة الكتب في عصر السرعة والوسائط الذكية..
قال الشاعر والروائي، عضو اتحاد الكتاب الجزائريين، كمال قديمي، في تصريحات لـ “الشعب أونلاين”، في الصالون الدولي للكتاب بقصر المعارض، إن إشكالية المقروئية موضوع شائك له أسباب شخصية وموضوعية.
و أوضح أنه قبل عصر الثورة الرقمية والتطور السريع لتكنولوحيا الإعلام والاتصال، كانت مشكلة اجتماعية مادية:” اجتماعية من حيث ندرة النخبة، كلنا يعلم أن الجزائر بعد الاستقلال كانت تحصي نسبة أمية مرتفعة جدا”.
أما العامل الثاني، يتعلق حسب المتحدث، بأسعار المؤلفات ومصاريف صناعة الكتاب عموما: ” توجد شرائح عديدة من المجتمع لا تستطيع اقتناء الكتب.”
ويعتبر كمال قديمي العالم الرقمي سلاح ذو حدين، ونعمة ونقمة في نفس الوقت: ” نعمة لأنه يسهل الوصول إلى الكتب، فالرقمنة ألغت الاحتكار، الثقافة متاحة بكل سهولة للقارئ في أي مكان وفي أي وقت دون أي جهد.. لكن للأسف الشديد مما يعاب على هذا الجيل الرقمي هو الكسل الثقافي وهذه معضلة حقيقية”.
الكسل الثقافي – من منظور قديمي- من أمراض العالم الرقمي الذي يعتمد على استخدامات ذكية وسريعة في التواصل وانتقال المعلومة.
وأضاف :” نأمل أن يتم إيجاد آليات وضوابط في العالم الرقمي من أجل تسيير بشكل ايجابي يخدم الثقافة وليس العكس”.
من جانبه، يرفض أمير الناجي مدير مؤسسة أقلام عربية للنشر والتوزيع، ربط إشكالية المقروئية والمطالعة باستخدامات الوسائط الرقمية، ويؤكد أن الاستخدامات التكنولوجية الجديدة أدوات تكمل حاجيات القارئ ولا تلغي دور الكتب المطبوعة أو المعروضة على الانترنيت.
ومهما يبلغ مستوى التطور التكنولوجي تبقى شريحة واسعة من القراء – يضيف المتحدث – وفية للكتب، مستدلا بالتوافد الكبير الذي يسجله الصالون الدولي للكتاب بالجزائر سيلا 2022 من قبل عشاق الكتب والمطالعة، منذ أولى ساعات افتتاحه.
من جانب آخر، تحدث الصحفي والكاتب نجم الدين سيدي عثمان صاحب المؤلف:” الحياة حلوة بدون سكر”، عن أهمية الوسائط التكنولوجية الجديدة في التسويق للكتاب والثقافة عموما، ورغم بعض الاستثناءات.
و يرى المصدر أنه لا يمكن اعتبار أن الوسائط الرقمية الجديدة تشكل خطرا على مطالعة الكتب.
وتابع قوله:” عديد دور النشر والمؤلفين يلجؤون إلى هذه الوسائط الرقمية للترويج لمؤلفاتهم والوصول إلى جمهور القراء، وهنا نتحدث عن دور ايجابي في استخدام التكنولوجيات الجديدة”.