أثار موقع “الشعب أونلاين” في حلقات سابقة عن “صناعة” الأخبار الكاذبة بالجزائر، وترويج الإشاعات بمواقع التواصل الاجتماعي، كثرة استعمال حسابات مزيفة لشخصيات معروفة، ومؤسسات لغايات مختلفة..
في آخر أسبوع، لاحظنا كيف تفاعل مستخدمون مع الحدث الرياضي، إقصاء المنتخب الوطني لكرة القدم “الخضر” من التأهل إلى “مونديال” قطر 2022.. وهو تفاعل احتل قائمة الـ “ترند” على مدار 3 أيام متتالية في منصات التواصل الاجتماعي.
وارتبط تفاعل الجزائريين بخيبة أمل “سقوط الخضر” بملعب تشاكر، الملعب الذي كان “فأل خير” على المنتخب طيلة 14 سنة لم يخسر فيها الفريق، غير أن التفاعل والجدل الذي أعقب المباراة شكل مادة دسمة لتداول عشرات الأخبار الكاذبة، شاركها آلاف الجزائريين بالتوزيع على نطاق واسع..
فور انتهاء مباراة الجزائر – الكاميرون، رصدنا تداول 10 أخبار كاذبة، على الأقل، ومحتويات لا تستند إلى أي مصادر موثوقة..
من بين المعلومات المغلوطة المتداولة: إعادة مباراة الجزائر الكاميرون، لجنة مختصة تدرس إمكانية إعادة المباراة، حكم المباراة تلقى رشوة 100 ألف أورو، فيديو للاعبي المنتخب الوطني في غرف تغيير الملابس.. وغيرها.
منشورات كاذبة، معلومات تستند لصفحات وحسابات مزيفة، أخذت حيزا واسعا من تفاعل الجزائريين.. مثلما تظهره الصور أدناه.
أشارنا في مقالات سابقة إلى دور التربية الإعلامية والمعلوماتية في مجابهة مخاطر الـ “فايك نيوز”، خاصة أن انتشار الأخبار الكاذبة على “سوشل ميديا” أسرع انتشارا من المعلومات الصحيحة، حسب دراسة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا نشرت سنة 2018..
وتبلغ نسبة إعادة نشر وإرسال المحتويات الكاذبة من شخص إلى آخر، حسب الدراسة، مقارنة بنسبة تداول الأخبار الحقيقية بـ 70٪..
نتحدث عن التربية المعلوماتية ودورها في الحد من استهلاك ومشاركة محتويات كاذبة، لا تحتاج إلى تدقيق عميق لإكتشاف التضليل، مثل مشاركة منشورات من حسابات وصفحات مزيفة..
فور نهاية المباراة تداول مستخدمون منشورات في “فايسبوك” تطالب بإعادة مباراة الجزائر – الكاميرون، ثم تحولت إلى “هشتاغ” بموقع “توتير”، أغلبها روجت من حسابات مزيفة.
من بين الحسابات المزيفة التي روجت لمنشورات كاذبة حول مباراة الجزائر – الكاميرون، هذا الحساب الذي يظهر في الصورة، يحمل اسم لاعب المنتخب الوطني جمال بلعمري.
الحساب حصد تفاعلا كبيرا من قبل مستخدمين، في ظرف 5 دقائق حاز أزيد من ألفين اعجاب و776 تعليق و62 مشاركة للمنشور.
في صورة أخرى نشاهد حجم التفاعل مع الحساب المزيف للاعب جمال الدين بلعمري: 339 مشاركة في ظرف 12 ديقية من النشر، وأزيد من 1414 تعليق.
المنشور المضلل الذي يشير إلى الفصل في قرار إعادة مباراة الجزائر الكاميرون بتاريخ 21 أفريل المقبل، والصحيح أن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم أصدرت بيانا تعلن فيه تاريخ الفصل في الطعن وليس في إعادة المباراة..
حساب مزيف آخر ينتحل صفة الناخب الوطني جمال بلماضي، مثلما تظهره الصورة، يدعي أن هذا الأخير اتصل برئيس الاتحادية الأسبق محمد روراوة بعد الذي حدث في مباراة الكاميرون بملعب تشاكر.
تدوال مستخدمون، أيضا، على نطاق واسع فيديو يشير محتواه إلى صدمة اللاعبين داخل غرف تغيير الملابس بعد نهاية المباراة، غير أن التدقيق في لقطات من الفيديو يظهر أن ما يرتديه اللاعبون ليس له علاقة ما بزي “الخضر”..
في مثال آخر، انتشر في آخر الساعات فيديو مركب لرئيس الإتحاد الأفريقي لكرة القدم ال “كاف” (لا توجد صلة بين ما يقول في التصريح والترجمة باللغة العربية..
الأمر المقلق في المثال الأخير عدد مشاركات الفيديو من قبل مستخدمين، فاق 6 آلاف مشاركة، وفي هذا الجانب تتجلى ضرورة التربية الاعلامية والمعلوماتية في مجابهة الأخبار الكاذبة.. وهو ما نتطرق له في موضوع لاحق بالتفصيل.