يقول رئيس النقابة الوطنية لمهنيي الصحة، الدكتور إلياس مرابط، إنّ عملية التلقيح في الوقت الحالي بالجزائر شبه متوقفة، بسبب العزوف الكبير للمواطنين عنها، وهذا بالرغم من توفر اللقاح بكل أنواعه في المؤسسات الصحية.
يربط إلياس مرابط، في اتصال هاتفي مع «الشعب»، عزوف المواطنين عن تلقي اللقاح إلى عوامل عديدة، منها سوء تسيير الحملة الخاصة بهذه العملية من قبل السلطات الوصية منذ بداية ولوج شحنة من اللقاح الجزائر يوم 29 جانفي 2021.
ويضيف محدّثنا عامل التأني في اقتناء اللقاح، ويوضّح في هذا السياق: «تأخّرنا كثيرا في اقتناء الكمية اللازمة من اللقاح، والحملة انطلقت في وقت المصل لم يكن متوفرا وهذا أمر آخر ساهم في عدم نجاح استقطاب المواطنين لمراكز التلقيح».
ومن أهم الأسباب التي جعلت المواطن ينفر من التلقيح، حسب مرابط، الحملات التشكيكية في اللقاح التي تم التركيز عليها في مواقع التواصل الاجتماعي، ما أدّى إلى خوف المواطن وهروبه من تلقي اللقاح، في وقت كان متوفرا بكميات كافية جدا في المؤسسات الصحية.
الإلزامية ضرورة..
في جواب على سؤال متعلق حول الحلول التي يراها مناسبة لاستقطاب المواطنين لتلقي اللقاح، يرى رئيس النقابة الوطنية لمهنيي الصحة، أن إجبارية التلقيح تعد حلا من الحلول الواجب التعامل به في الوقت الراهن بغرض بلوغ النسبة الضرورية من المناعة الجماعية.
ويبرز مرابط أنّ دولا عديدة فرضت اللقاح على مواطنيها من أجل بلوغ المناعة الجماعية، وتحقيق الحماية القصوى من الفيروس التاجي، واستدل محدثنا بمواطني الاتحاد الأوروبي الذي بلغت نسبة تلقيهم اللقاح 75 %، وبلدان وصلت إلى 90 %، وأخرى إلى 80%.
ويعتبر الخبير في المجال الصحي، الوقت الحالي مناسبا من أجل تلقي اللقاح، خاصة أن عدد الإصابات تكاد تنعدم مع عدم تسجيل وفيات منذ 15 يوما، ويتابع: «لسنا في موجة والأمور هادئة، لهذا يتوجب على الوصاية العمل على هذا الوتر، وإطلاق حملة خاصة من أجل تلقيح عدد أكبر من المواطنين».
«جونسون»..اللقاح المطلوب
بخصوص اللقاح المطلوب من قبل القلة التي تلقت اللقاح في الوقت الراهن، يشير محدثنا إلى أن «جونسون» يعد الأكثر طلبا، لأن «الجرعة منه صالحة لمدة 6 أشهر، ما يجعل متلقيه في أريحية تامة في تنقلاته إلى الخارج من دون أن يلجأ إلى تلقي أي جرعة أخرى عند وصوله لوجهته».
ويواصل في هذا السياق: «الناس المقبلة على اللقاح الآن هي من تريد السفر والتنقل من بلد إلى آخر لأسباب مختلفة، وكذلك المعتمرين إلى البقاع المقدسة ما يعطي تصورا واضحا حول الوضع في الوحدات الخاصة بعملية التلقيح ضد «كوفيد» في المؤسسات الصحية عبر 58 ولاية».
الوضع الوبائي مستقر..
في تعليقه عن الوضع الوبائي بالجزائر، يلفت مرابط إلى أنه مستقر جدا وهذا منذ أسابيع، والدليل الأرقام المعلن عنها عبر مختلف مصالح «كوفيد» في الولايات التي كانت معنية بالوباء، التي سجلت أرقاما قياسية لاسيما في عز الموجة الرابعة من الوباء. ولم يستبعد محدثنا تدهور الوضع الوبائي، وولوج موجة خامسة من الجائحة الجزائر، مثلما هو واقع في بلدان آسيوية وأوروبية مثل ألمانيا فرنسا اسبانيا، وما يعزز هذه الفرضية ـ حسب مرابط ـ أن دولا معنية بتفشي الوباء حاليا، تعد الوجهة رقم واحد بالنسبة للجزائريين ذهابا وإيابا مثل فرنسا والصين، ما يوجب الحيطة والحذر في التعامل مع الوضع الحالي.