كشف رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية إلياس مرابط، أن الجزائر اكتسبت خبرة في تسيير الأزمة الصحية، بعد أكثر من عامين من جائحة كورونا، وشدّد على ضرورة الاستعداد لمواجهة أزمات وبائية مستقبلا.
قال مرابط، في منتدى “الشعب أونلاين”، اليوم الثلاثاء، إن الجزائر، بلا شك، اكتسبت خبرة في مجال تسيير الأزمة الصحية، لكن هذه الخبرة اكتسبتها بالتدريج.
وأوضح المتحدث أنه لما بدأت الجائحة عام 2020، كانت العديد من الأمور غامضة وغير معروفة، خاصة لدى الأطباء. وقال: “كثير من الأمور كنا نجهلها كأطباء ، وكان هناك تضارب كبير في المعلومات، كثير من الأخبار والمعلومات المتناقضة. أيضا فيما يتعلق ببرنامج البروتوكلات العلاجية، بدأنا فيها بنوع من التخوف، وهو الأمر أيضا في بعض الأدوية كانت ممنوعة استعمالها وبعدها أصبحت هي الأدوية الأساسية في علاج الكوفيد”.
وفيما يتعلق بتسيير الأزمة الصحية، أكد مرابط أنها لا تتعلق فقط بوزارة الصحة والمستشفيات، بل تتعلق بعديد القطاعات المتداخلة، بداية من قطاع الإعلام الذي لعب دورا مهما، بما فيه مرافقة المواطنين أثناء الحجر وإعلامهم بكل المستجدات، إلى جانب قطاع النقل الذي كان على المسؤولين عليه تنظيمه وتكييفه خلال فترة الحجر الصحي والحجر في التنقل بين الولايات. وأيضا الأسلاك الأمنية والحماية المدنية أدوا دور كبير في الأزمة التي عرفتها الجزائر من الحجر الصحي، تطبيق الإجراءات الوقائية وأيضا الحملات التحسيسية وغيرها.
وقال رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، إن الجائحة فرضت أيضا أوضاعا وقوانين جديدة لم تكن موجودة سابقا.
وأضاف أنه من كل ما سبق ذكره، تم التنسيق مع كل القطاعات تحت إشراف الحكومة. ونصبت خلية على مستوى وزارة الداخلية تحت وصاية الوزير الأول تضم عديد القطاعات نفس الخلية تفرعت إلى خلايا ولائية بنفس التمثيل.
وبعد مرور أكثر من عامين من التسيير الصحي، يرى إلياس مرابط أن هناك بعض النقائص في تسيير الوضع الصحي، و أضاف “لا يمكن أن ننكر أن هناك إيجابيات، ولكن نحن نركز على النقائص بهدف تحسين الأداء، والوصول إلى مستوى أحسن، وتنسيق أفضل”.
وقال ضيف منتدى “الشعب أونلاين”: “لابد أن نكون جاهزين دائما، حتى على مستوى الإنفاق المالي، يجب أن يكون مستقبلا تفكير خاص بتوفير صندوق خاص بالطوارئ الصحية والوبائية، وحتى المنظمة العالمية للصحية تحذر الدول، من إمكانية تسجيل وضع وبائي أسوء مستقبلا ويجب أن نكون جاهزين ومستعدين لها”.
ودعا المتحدث إلى ضرورة تكوين المهنيين والأطباء، وأن يكون تكوين موجه لتسيير هذا الوضع الوبائي، والتكوين المتواصل للمهنيين في قطاع الصحة.