يتميز الشهر الفضيل من كل سنة بتكثيف العمل التضامني الخيري، لمساعدة فئات هشة من المجتمع، في التفاتة ليست غريبة على المجتمع الجزائري.
جمعيات خيرية، لجان أحياء، الهلال الأحمر الجزائري، الكشافة الإسلامية الجزائرية، فاعلي خير ومحسنين من رجال أعمال وغيرهم… تعدد المتدخلون والغاية واحدة: ادخال البهجة والسرور على فئات محرومة، ومساعدة عائلات معوزة في الحصول على لقمة عيش كريمة في رمضان، شهر الرحمة والتصامن.
مطاعم الرحمة.. تقليد راسخ
اعتاد الجزائريون على تخصيص محلات ومقرات لاستقبال واطعام عابري السبيل، يتولاها محسنون بعد الحصول على التراخيص اللازمة.
ولضمان استقبال جيد وفي ظروف صحية مطابقة لمعايير وشروط الاطعام الجماعي، ومدى التزام هذه المطاعم الشروط الصحية، تتكفل لجان ولائية تضم ممثلين عن مختلف القطاعات المعنية ( الصحة، االتجارة، الحماية المدنية، النشاط الاجتماعي والتضامن..) بمراقبة ومتابعة هذه المطاعم.
يسهر على تنظيم وفتح مطاعم الرحمة والقوافل مكاتب ولائية للهلال الاحمر الجزائري، ومديريات الشؤون الدينية والأوقاف، وجمعيات خيرية، وفاعلي خير ومحسنين.
“أسواق الرحمة”.. وجه آخر للتضامن
لجأت السلطات إلى اطلاق أسواق جوارية، أو ما يعرف بـ” أسواق الرحمة” في جميع الولايات لمواجهة ندرة وغلاء أسعار المواد واسعة الاستهلاك، في رمضان.
وأعلنت وزارة التجارة وترقية الصادرات عن فتح أكثر من 1000 سوق عبر 58 ولاية.
وتخصص المصالح الولائية بالتنسيق مع المجالس البلدية وتحت اشراف مديريات التجارة وترقية الصادرات، فضاءات لهذه الأسواق، لتقريب الأسواق من المواطن، عن طريق بيع المنتوج مباشرة من المنتج للمستهلك.
ومن أجل كسر المضاربة، يعرض متعاملون اقتصاديون وفلاحون وموالون منتجاتهم مباشرة للمستهلك، بأسعار تنافسية مقارنة مع المحلات والأسواق الأخرى.
من جهة أخرى، تعمل هذه الأسواق على تشجيع الانتاج المحلي وتكريس مبدأ التنافسية بين المؤسسات الاقتصادية المشاركة.
منحة رمضان وقوافل واعانات عينية
قررت السلطات العليا منذ ثلاث سنوات استبدال قفة رمضان التي كانت تعتمدها الدولة كإعانة للعائلات بمنحة مالية تصب في الحساب البريدي الجاري للمستفيد، أو عن طريق حوالة بريدية، حفاظا على كرامة المواطن الذي كان من قبل يصطف في طوابير للحصول على قفته، في وضع يجده كثير منهم محرجا، لذا كان معوزون يعزفون عن الحصول على قفتهم، ضف إلى هذا تلاعبات كانت تحصل في توزيع القفة، وتعقيد اجراءات اختيار الممونيين، ومحتوى القفة الذي كثيرا لا يتطابق مع احتياجات المستفيد..
لهذه الأسباب ولأخرى، اعتمدت منحة 10الاف دينار، والتي صبت هذه السنة في الأسبوع الذي سبق حلول شهر رمضان، حسب تعليمات وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية.
وينظم محسنون خواص والهلال الأحمر الجزائري والكشافة الاسلامية، وجمعيات خيرية قوافل تضامنية تجوب الولايات بمدنها وقراها ومداشرها النائية، لايصال مساعدات عينية تحمل مواد غذائية واسعة الاستهلاك ومستلزمات يحتاجها المواطن في شهر رمضان.
ومع اقتراب العيد تعكف جمعيات خيرية على شراء البسة لاطفال يتامى وهدايا لمسنين مقيمين بدار المسنين، لادخال السرور والفرحة على فئة حرمتها ظروف اجتماعية قاسية من نعمة الدفء العائلي.