توصلت دراسة جديدة إلى أن أولئك الذين يعانون من الصداع النصفي لديهم مخاطر أقل بشكل ملحوظ للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وفي المقابل فإن أولئك الذين يصابون بمرض السكري يصبحون بدورهم أقل عرضة للصداع النصفي.
أفاد العلماء الذين يدرسون العلاقة بين هذه الحالات، كيف يمكن للببتيدات الموجودة في الجهاز العصبي والتي تسبب آلام الصداع النصفي أن تؤثر على إنتاج الأنسولين، ربما عن طريق تنظيم كمية الأنسولين المفرز أو عن طريق زيادة عدد خلايا البنكرياس التي تنتجها.
فمن جانبه قال الدكتور ثان دو الباحث الرئيسي للدراسة، “إن الصداع النصفي يحدث في الدماغ، بينما يرتبط مرض السكري بالبنكرياس، وهذه الأعضاء بعيدة عن بعضها البعض”.
وأوضح الدكتور ثان دو أنه تم العثور على الببتيدات المسببة للصداع النصفي في البنكرياس، ويؤثر على إطلاق الأنسولين من خلايا بيتا، حيث ينظم الأنسولين مستويات السكر في الدم من خلال مساعدة الخلايا الأخرى في الجسم على امتصاص الجلوكوز وتخزينه أو استخدامه للحصول على الطاقة، وفي مرض السكري من النوع الثاني، تصبح هذه الخلايا الأخرى مقاومة للأنسولين وأقل قدرة على امتصاص الجلوكوز، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.
وكشفت دراسة أخرى شملت 74000 امرأة عن نتائج غير متوقعة تتعلق بالصداع النصفي ومرض السكري من النوع الثاني، حيث وجدت الدراسة أن النساء اللاتي أبلغن عن معاناتهن من الصداع النصفي كان لديهن خطر أقل بنسبة 30 فالمائة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
وقال فريق البحث بقيادة جاي فاجيرازي من المعهد الوطني للصحة والبحوث الطبية في فيلجويف بفرنسا، إن النتائج مفاجئة لأن الصداع النصفي “مرتبط بمقاومة الأنسولين”، وهي الحالة الأيضية التي تكمن وراء داء السكري من النوع الثاني.
وحتى الآن، لا تزال أسباب حدوث الصداع النصفي غير مفهومة جيدًا، حيث تقول إحدى النظريات أنها قد تنتج عن تغيرات كيميائية في الجسم تؤثر على الأعصاب والأوعية الدموية القريبة من الدماغ، قد تلعب التغيرات الهرمونية دورًا في الصداع النصفي، ومن المحتمل أن يكون هذا عاملًا وراء انخفاض خطر الإصابة بالصداع النصفي لدى مرضى السكري.