تطلق مجموعات شباب متطوع بتراب ولاية معسكر، أسبوعيا، حملات لتنظيف المقابر من الأوساخ والحشائش الضارة، و”أعمال شعوذة” صار إتلافها من مهام هؤلاء المتطوعين.
يقول متطوع إن تنظيف مقبرة ببلدية ماقضة، بدأ بـ”صيانة قبور المسلمين” والتخلص من حشائش وأعشاب طولها 50سم او أكثر، لدرجة أنها تخفي شواهد القبور وتعيق الحركة داخل المقبرة، فضلا عن أنها مكان مفضل لتخفي الأفاعي والزواحف السامة، وقد تسبب حرائق نتيجة إرتفاع درجات الحرارة ووجود مخلفات بلاستيكية وزجاجية.
ويضيف متحدثنا، أنه سرعان ما تحول عمل الشباب المتطوع إلى تحدي إتلاف أعمال الشعوذة، بعد اكتشاف أعمال سحر (صور وطلاسم) مدفونة بقبر منسي، مشيرا الى أن الاعتقاد السائد بين فريق المتطوعين هو تخليص ضحايا السحر والشعوذة من أضرار الأعمال الخبيثة التي تعرضوا لها، وأغلبهم شباب وعرسان جدد، يتم التعرف عليهم من خلال الصور المرفقة بأعمال السحر، حسب المتطوع.
ولأن دائرة استغلال المقابر في أعمال الشعوذة، اتسعت في المجتمع المحلي، قرر متطوعون شباب تنصيب أنفسهم حماة لحرمة الموتى، ومحاربين لأنواع السحر، في وقت تعجز البلديات عن التسيير الأمثل للمقابر.
ويوجه الشباب المتطوع دعوة للسلطات العمومية بمعسكر، لتضييق الخناق على الأشخاص المعروفين محليا بممارسة الشعوذة وملاحقة المشعوذين قضائيا، بالنظر إلى ما يتم اكتشافه أسبوعيا من مخلفات أعمال سحر وشعوذة بمقابر الولاية.
ويؤكد المتطوعون أنهم سيواصلون حملات التنظيف في المقابر كل ايام الجمعة لإزالة أعمال الشعوذة، داعين إلى حماية وتسيير أمثل للمقابر من طرف المجالس الشعبية البلدية، من خلال توفير الحراسة وتسييج المقابر.
وحسب عينة أخرى من المتطوعين لتنظيف المقابر من السحر، يقول “عبد الهادي.ب”، إن ارتفاع درجات الحرارة الموسمية لم يقلل من عزيمة أمثاله من المتطوعين، في مقابر مدينة المحمدية.
يجري تعارف المتطوعين غالبا على مواقع التواصل الاجتماعي التي يستغلون فضاءاتها لإظهار نشاطهم وما يتم اكتشافه من أعمال السحر.
وأشار المتحدث الى أن مبادرة تنظيف المقابر من السحر وأعمال الشعوذة الخطيرة استقطبت عددا كبيرا من المتطوعين ونالت استحسان الوسط الاجتماعي، بعد تمكن فرق المتطوعين من استخراج أكوام من السحر المردوم في المقابر في شكل حروز، عظام ومقتنيات شخصية، دمى تستعمل في السحر الأسود، وصور لأشخاص ضحايا الشعوذة مكتوب عليها تعويذات وطلاسم غريبة.
مواقع إلكترونية مغربية تروج..
يقول احد العارفين بأمور السحر والشعوذة لـ”الشعب”، إن انتشار نوع من السحر المدفون في المقابر، ظاهرة جديدة على المجتمع الجزائري، بالرغم من انها منتشرة في مجتمعات عربية كثيرة.
هذه الظاهرة تتسرب إلى المجتمع الجزائري بفعل الإستغلال السيء للتكنولوجيا والانترنت، مؤكداً أن أنواع السحر التي يعثر عليها المتطوعون في المقابر على شكل صور مكتوب عليها طلاسم وأقفال وعظام جيفة ومقتنيات شخصية، حيّر فكها العارفين بأمور السحر والشعوذة، لأن بعض الطلاسم غير معروفة أو مكتوبة بالسريانية، مؤكداً ان مواقع الكترونية مغربية تروج لهذا النوع الخطير من السحر..