نَفَسٌ جديد

تحديات عديدة وكبيرة تستدعي الرفع من وتيرة الأداء على مستوى الورشات المختلفة التي استأنفت النشاط بعد اعتماد السلطات العمومية مخطط رفع العراقيل وإزاحة المعوقات على ضوء التشخيص الدقيق الذي أنجزته وساطة الجمهورية، لتستكمل الدورة الاقتصادية حلقاتها المنسجمة بما يحقق الأهداف الوطنية المسطرة.
وعشية حلول الصيف لا ينبغي انسياق المنظومة الاقتصادية بجميع مكوناتها إلى الراحة، حتى لا تتراجع وتيرة النمو التي أدركت حيويتها في الأشهر الأخيرة وفقا لمؤشرات المشهد، آخره موسم الحصاد الذي يعد بكثير من الخيرات من مختلف أنواع الحبوب في زمن يتجه فيه العامل إلى أزمة غذاء، والسياحة التي تلوح في الأفق واعدة بموسم ناجح على أكثر من صعيد.
غير أنه يمكن من خلال إرساء مقاربة شاملة، يساهم كافة الشركاء في رسم معالمها وضبط أدواتها، التصدي لمتطلبات الظرف بكل تشعّباته بما يقود إلى تجسيد المشاريع الجارية وفقا للمعايير وفي الآجال.
فيما يحمل قانون الاستثمار المرتقب، حلولا إضافية ونهائية تنهي كل غموض، بما يفتح المجال أكثر أمام المبادرة الاستثمارية ضمن الرؤية الاقتصادية الوطنية القائمة على تكريس إنهاء التبعية العضوية للمحروقات والتوجه إلى الهضاب العليا والجنوب، حيث تتوفر عوامل الإقلاع الاقتصادي بكل جوانبه الاجتماعية.
ولأن الصيف موعد للحصاد يمكن تحويله إلى محطة زمنية لإعطاء نفس جديد للعام الاقتصادي، الذي تم الشروع في كتابة صفحاتها بمشاريع ذات جدوى، ينتظر أن تعززها أخرى بالشراكة مع متعاملين أشقاء من الوطن العربي وأصدقاء في منطقة المتوسط، على غرار تركيا وإيطاليا، لديهم القناعة بأن السوق الجزائرية توفر كافة الضمانات، كما أكده الرئيس تبون في زيارته لعدد من البلدان واستقبال مسؤولي بلدان أخرى.
حقيقة تقدّم السوق الجزائرية اليوم مشهدا أكثر جذبا وتنافسية، بفضل التقدم الذي أحرزته الإجراءات التصحيحية لمعادلة الاستثمار المفتوحة على مكاسب تلوح في الأفق في مجال الصناعات المختلفة والفلاحة واسعة النطاق واقتصاد المعرفة والبيئة، موازاة مع إصلاحات متكاملة على مستوى المنظومة القانونية للتواؤم مع المسار الجديد القائم على تبسيط الإجراءات والشفافية في المعاملات.
إن المؤشرات الكلية، بعد التخلص من الوباء، والمثابرة في إرساء ترشيد النفقات والتحكم في التجارة الدولية بتقليص وإنهاء استيراد ما ينتج محليا، تنبئ بأنها سوف تكون إيجابية. ومع مضاعفة العمل والإخلاص فيه بنفس العزيمة، خاصة بالانتشار في الميدان، ستكون محصلة العام حبلى بمكاسب إضافية تعزز الرصيد الوطني وتحمي الموارد المتوفرة في زمن أزمة عالمية خانقة، استطاعت بلادنا الإفلات منها.