الفقيد محند أوسعيد بلعيد.. رجل أفنى حياته في خدمة الجزائر، تولى مناصب ومسؤوليات عديدة في الإعلام، السلك الدبلوماسي، العمل السياسي، الحكومة وصولا إلى مستشار لرئيس الجمهورية، عرف بقيم ومبادئ لم يتغير عنها.
مسؤلون وشخصيات ورفقاء درب، ودّعوا ظهر هذا الأربعاء، محند السعيد بمقبرة سيدي يحي بالجزائر العاصمة، في جو جنائزي مهيب.
في تأبينية ألقاها الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، سمير العقون، عدد فيها مناقب وخصال الراحل:” نودع اليوم أخا فاضلا ووطنيا صادقا ومناضلا فذا، لم يتوانى في خدنة الوطن والدولة بتفان، وإخلاص وكفاءة، تنم عن نظرة ثاقبة في شؤون إدارة الدولة.. عرف الفقيد بصدق الخلق والكلمة وحصافة الرأي وكن إعلاميا مقتدرا، سخر قلمه وصوته لإعلاء كلمة الوطن وصون إرادته، وحماية الثوابت الوطنية.
الراحل – يضيف العقون- ساير مراحل بناء الدولة في حقب مختلفة في مراكز المسؤولية وبخاصة الإعلامية منها، حيث جعلها أداة توعية في كل أبعادها السياسة والثقافية لتجسيد أهداف ثورة نوفمبر المجيدة في بناء دولة وطنية سيدة.
“لقد كانت مسيرة الفقيد حافلة بالعطاء المتواصل وهو الذي عرف بالجدية والمثابرة في كل المهام التي أوكلت اليه، والمسؤوليات التي تقلدها، وكان مثال الجزائري الملتزم بقضايا الوطني المنافح عنه بالقلم والكلمة التي تحمل حكمة وتبصرا نابعتين من رزانة تميز بها الرجل الذي خدم الجزائر في أحلك الظروف، لم يتغير وبقي راسخا في قناعاته التي أهلته لتبوء المسؤوليات الهامة في خدمة الجزائر وطنا ودولة”، يقول العقون.
من مدير أم الجرائد “الشعب” إلى وزيرا للاعلام
وواصل: “قلوبنا تعتزر حزنا وقلما على فراق أخ نحسبه من الصادقين، وما أصعبها لحظة حين يقف الإنسان مؤبنا غاليا عليه، فنم قرير العين سي محند اوسعيد يا من صنع من حياته المهنية فسيفساء من الوظائف والمهام، بدأها صحفيا ومذيعا للأخبار، فمديرا لأم الجرائد الشعب إلى دبلوماسي، مثل الجزائر أحسن تمثيل، إلى وزير للإعلام..”.
وتابع العقون:”.. وبقى ملتزما مع قناعاته حتى وهو يمارس السياسة في حزبه واضعا مصلحة الوطن فوق كل اعتبار ينطلق منها وينتهي إليها، ولا يتردد في أي موقف يؤمن به ويراه صائبا، لذلك ولغيره كان اختيار رئيس الجمهورية عبد تبون لك، مسندا إليك ثلاث مهام حساسة، قلما اجتمع في شخص واحد، وكنت أهلا لذلك”.
لعمامرة: الرجل صاحب قيم
وعن مناقب الفقيد، قال وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة، إن الراحل صاحب قيم ومبادئ: ” غادرنا رجل عظيم، إن شاء الله نتشبث بقيمه ومبادئه التي دافع عنها، نرجو أن يكون من أهل الجنة، رحمة الله عليه”.
شخي: الكلمة الصادقة
ومن جانبه، قال مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالأرشيف الوطني والذاكرة الوطني، عبد المجيد شيخي، عن الفقيد: ” محند السعيد يمثل الكلمة الصادقة والهدف الواضح والكلام الطيب، نرجو من الله أن يتقبله القبول الحسن وان يجعله ذخرا للوطن..”
عميمور: كان في مستوى المهام التي أوكلت إليه
وقال وزير الإعلام الأسبق محي الدين عميمور عن الراحل: “محند السعيد كان في مستوى المهام التي أوكلت إليه، سواء مديرا للشعب أو سفيرا في وزارة الخارجية، أو وزيرا ومستشارا برئاسة الجمهورية، هذا حكم القدر الذي يعطينا الدروس دائما، رحمة الله عليه.”
هميسي: كان رجل مبادئ
وقال رفيق درب الراحل، مدير مؤسسة الشعب مصطفى: ” محند السعيد لم يتغير يوما، لم يتغير خطابه السياسي، لم تتغير قناعاته، لم يغير صداقاته، هو متواضع جدا وصارم جدا..”
وواصل هميسي: ” تعلمنا من الفقيد، أنا وعديد من أصدقائي وزملائي، النضال في صبر وصمت.. كان رجل مبادئ ونضال رحمة الله وأسكنه فسيح جناته”.
جيلالي سفيان: خدم الجزائر طيلة حياته
وقال جيلالي سفيان، رئيس حزب جيل جديد: “نعزي أسرة الفقيد، الرجل كان له دور هام في المسؤوليات التي تقلدها، وهو من الذين ضحوا بحياتهم كلها خدمة للدولة الجزائرية، رحمة الله عليه”.