أجمع المشاركون في الطبعة الرابعة للصالون الدولي للسياحة والأسفار “سيرتا سياحة” أن التظاهرة فرصة للتعريف بالإمكانيات والمؤهلات السياحية لعاصمة الشرق الجزائري وتشجيع النمط التبادلي بين البلدان العربية والأجنبية.
يفضل المشاركون في المعرض، الذي افتتحت فعالياته صباح الخميس ببهو دار الثقافة مالك حداد بقسنطينة، تحفيز السياحة الداخلية، التي تعتبر من أهم النقاط التي يعمل عليها الفاعلين بالقطاع لاستقطاب أكثر للسياحة الداخلية والخارجية.
ويرون أن لهذه الصالونات أهمية من حيث أنها تفتح آفاق سياحية بين البلدان المشاركة، فضلا عن التعارف وتبادل الخبرات، فيما بينهم كوكالات سياحية تهتم بالتعريف بأهم المناطق السياحية، سيما فيما يتعلق بالجزائر وعن كيفية استغلال المقومات السياحية الضخمة التي تزخر بها البلاد، وعن تبادل الخبرات
وتحت شعار “أثر الرقمنة والابتكار على قطاع السياحة” عرف على الصالون الدولي للسياحة والأسفار مشاركة أكثر من 48 مشارك من مختلف الدول الأجنبية والعربية، في مقدمتها تنزانيا، السنغال، نيجيريا، مصر، تونس، دبي مثلوا من خلالها وكالات للسياحة الأسفار وكذا مؤسسات فندقية، وبحضور مميز لكل من سفير السنغال ونيجيريا وقنصل تنزانيا والوفود المرافقة لهم إلى جانب السلطات الولائية والعسكرية الذين طافوا بأجنحة الصالون واطلعوا على العروض والبرامج المتنوعة لعديد المواقع السياحية خاصة بولاية قسنطينة.
مبادرة “خلي صيفك جزائري” لإنعاش السياحة الداخلية
“الشعب” وفي جولة بأجنحة الصالون الدولي للسياحة وقفت على المشاركة القوية لوكالات السياحة والبنوك والفنادق.
وأكدت المديرة العامة للديوان الوطني للسياحة صليحة ناصر باي، أن الجزائر تعرف انتعاش كبير في قطاع السياحة والأسفار بعد مرور سنتين بسبب الأزمة الصحية التي مست العالم عموما، تم وضع خطة عمل وإستراتيجية واضحة المعالم للقطاع للدفع بالسياحة الجزائرية نحو الأمام رغم تسجيل بعض العراقيل والنقائص نعمل جاهدين على تداركها بالتنسيق مع العديد من الفاعلين، مشيرة إلى أن قطاع السياحة قطاعا أفقيا لا يمكن أن يعمل ويتفاعل وحده حي أنه يحتاج لتوحيد الجهود مع كافة الفاعلين على رأسهم قطاع النقل، الثقافة والجماعات المحلية التي لها علاقة مباشرة بالفعل السياحي، وهو ما يعتبر عمل قطاعي حكومي تشاركي يهدف لترقية الحركة السياحية.
وتعتبر المشاركة في الصالونات والمعارض الوطنية والدولية ضرورة لخلق اتفاقيات ثنائية بين دول فاعلة في السياحة.
تتحدث عن ” بعث قيم الحركة السياحية المبنية على الشراكة والاستثمار بالاعتماد على الرأسمال البشري وذلك في ظل الأمن والاستقرار الذي تعيشه البلاد”، مبرزة أهمية التنسيق والتبادل بين الفاعلين في المجال لاستحداث مناطق سياحية فريدة من نوعها، بالنظر للتنوع السياحي والمناظر الطبيعية الخلابة التي تزخر بها الجزائر ما يؤهلها لأن تتحول لوجهة سياحية ممتازة.
وتشير المديرة العامة للديوان الوطني للسياحة إلى أن الأزمة الصحية سمحت للجزائري باكتشاف المناطق السياحية لبلاده، وتضيف: “عملنا على هذا الشق الإيجابي من الأزمة أين شجعنا العائلات الجزائرية وحتى الأطفال من خلال نشاطات قام بها الديوان كمحاولة لغرس الثقافة السياحية في عقول الأجيال الصاعدة من خلال خرجات وبرامج بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية، واعتمادا على تعليمات السلطات العليا في تشجيع السياحة الداخلية نواصل في ذات المنهج بإقناع العائلات الجزائرية في أن تختار الوجهات المحلية الوطنية، سيما ونحن نشهد انطلاق موسم الاصطياف الذي جاء تحت شعار “خلي صيفك جزائري”، والذي سيتضمن نشاطات وبرامج بالتنسيق والوكالات السياحية وتقديم عروض بأسعار مغرية”.
وهناك حلول أخرى، حسب المتحدثة، هي كراء المنازل إلى جانب اتفاقية شراكة مع وزارة التعليم العالي لاستغلال الإقامات الجامعية واستقطاب العائلات الجزائرية، فضلا عن برنامج التخييم المبرمج بالتنسيق ووزارة الشباب والرياضة، وهي حلول بديلة للأسعار المرتفعة بالنسبة للعائلات الضعيفة الدخل.
وأثنت صليحة ناصر باي على العمل الجمعوي والمؤثرين على الترويج لمناطق عذراء لم تنل حقها من التعريف، فضلا عن برامج التخييم للخرجات ما ساهم تلقائيا في التعريف بمقومات السياحة بالجزائر.
وقالت من جهة أخرى إن الهياكل الخدماتية المتمثلة في المؤسسات الفندقية الموزعة عبر إقليم الوطن تعرف حركية واسعة خاصة في موسم الاصطياف ما يساهم في الترويج لعديد المناطق الساحلية الجديدة والتي لم تكتشف من قبل مؤكدة أن الطبعة الرابعة من الصالون الدولي للسياحة يعتبر فرصة للترويج لألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران
مراهنة على ترقية السياحة الرقمية بين الجزائر وتونس
يؤكد فؤاد الواد، مدير الديوان الوطني للسياحة التونسية”، أن الديوان متواجد بالجزائر منذ 2002 وأنه متفائل بعودة النشاط السياحي بين البلدين وعودة الصالونات والمعارض السياحية بعد انقطاع سنتين بسبب الأزمة الصحية.
والمعلوم أن التبادل السياحي بين البلدين نشيط جدا حيث بلغ عدد السياح الجزائريين سنة 2019 التي تعتبر من أقوى السنوات قرابة مليوني سائح و530 ألف سائح جزائري مقابل مليون و300 ألف سائح تونسي بالجزائر، وهو ما أعتبره فؤاد الواد رقم مهم جدا في مجال التبادل السياحي والتجاري على حد سواء، مذكرا أن الجائحة تسببت في تراجع السياحة لتعود بعودة الأسواق البولونية، الألمانية والفرنسية هذه السنة بنسبة تعادل 40 بالمائة.
بالنسبة للأشقاء الجزائريين، معظمهم – يقول- يتنقلون للأراضي التونسية عبر الحدود البرية، فقط 6 بالمائة يتنقلون عبر الخطوط الجوية حيث سجلت الخطوط التونسية قبل الجائحة 35 رحلة أسبوعيا وحاليا 21 رحلة، إضافة إلى انطلاق الجوية الجزائرية للترويج لرحلاتها من وهران لتونس ليرتفع العدد الى 28 رحلة دائمة ومنتظمة اتجاه المناطق السياحية التونسية، مؤكدا على أهمية السائح الجزائري في ترقية ودعم السياحة التونسية التي دائما ما تعتبره شقيق تربطه أواصر الأخوة والتعاون منذ قديم الزمان.
وأكد على إبرام اتفاقيات مهمة بين الجزائر والوزارة التونسية في مقدمتها إعادة البواخر السياحية “كروازيار” وفتح مدارس عليا في التكوين السياحي ومشاركات ثنائية بين الدولتين، فضلا عن أفلام ترويجية للوجهة السياحية الجزائرية والتونسية على حد سواء تنظيم رحلات حدودية بين البلدين، والعمل على التبادل الإعلامي في نقل الموروث السياحي والتراثي، سيما وأن الجزائر تزخر بالإمكانيات والمقومات السياحية ونعمل مستقبلا على إثراء التعاون والاستثمار السياحي بين البلدين.
وتحدث على أهمية الرقمنة في قطاع السياحة وعلى التسهيلات التي توفرها في مجال الحجز والابتكار في الترويج للسياحة عبر المواقع الإلكترونية والتطبيقات الحديثة التي أضحت واقع يفرض ذاته ولابد من فتح ورشات واسعة بخصوص تفعيل الرقمنة في قطاع اقتصادي ورافد استثماري مهم.
تسهيل الحصول على التأشيرة
من جهته، المدير العام للمصرية العالمية للسياحة شريف شرقاوي، أكد أن مشاركته في الصالون الدولي للسياحة جاءت على خلفية العلاقة التبادلية بين البلدين حيث أن الجزائريين يتوافدون بشكل مقبول على السياحة في مصر وفي عديد المواسم، مذكرا أن الإشكال الوحيد يتمثل في ارتفاع تذكرة الطيران نحو مصر ووجهة واحدة والمتمثلة في القاهرة.
وينتظر المدير العام للمصرية العالمية للسياحة كمتعامل سياحي واقتصادي رفع عراقيل وتسهيل الحصول على تأشيرة الدخول للأراضي الجزائرية على اعتبار أن الجزائر وجهة مفضلة للمصريين، لاعتبارات عديدة، في مقدمتها الإمكانيات السياحية الضخمة والمقومات الطبيعية التي تمتلكها الجزائر ترشحها أن تتوج ملكة للسياحة في العالم العربي والأجنبي لكن يستوجب تكثيف الورشات التبادلية والاحتكاك بالدول ذات الخبرة في الخدمات والفندقة لاكتساب خبرات جديدة تمكن الجزائر من الانفتاح أكثر على السياحة والأسفار وبذلك الانفتاح على العالم.
وتحدث عن عدد السياح الجزائريين بمصر تجاوز 150 ألف جزائري سنويا والعدد قابل للارتفاع في مواسم محددة على غرار موسم الخريف واحتفالات السنة الجديدة، داعيا السلطات الجزائرية الى فتح المجال وتسهيل الحصول على التأشيرة الجزائرية، خاصة وأن طلبات دخول ترابها تزداد كل موسم، وهو ما سيساهم في إنعاش السياحة الجزائرية أولا وامتلاك الخبرات اللازمة لجعلها قطبا ووجهة سياحية بامتياز.
وأكد ممثل السفارة التنزانية أن عدد الزوار الجزائريين لبلاده يفوق 500 زائر سنويا، يتوجهون عموما للجزر والشواطئ التنزانية الغنية عن التعريف، مؤكدا أن مشاركة بلاده في الصالون الدولي للسياحة فرصة سانحة للتعريف ببلاده واستقطاب أكبر عدد ممكن من الزوار خاصة وأن الدول الإفريقية غير معروفة لدى دول المغرب العربي وأن مثل هذه التظاهرات الدولية تساعد في تبادل الأفكار والخبرات لإنعاش السياحة في إفريقيا عموما.
السياحة الداخلية خيار لجلب السائح الأجنبي
ومن جهته أوضح كريم زيتوني، صاحب الوكالة السياحية “ساند تروك”، أن فعاليات الصالون الدولي عمل تنسيقي بين المديرية المحلية للسياحة والصناعة التقليدية بالتعاون مع الديوان المحلي للسياحة ونادي المتعاملين في قطاع السياحة، كاشفا أن التظاهرة تستهدف أساسا الترويج للسياحة الداخلية واكتشاف المقومات السياحة التي تزخر بها قسنطينة، إضافة إلى تبادل الخبرات وإقامة علاقات عمل ما بين جميع متعاملي القطاع المحليين والأجانب بغية الخروج بآليات من شأنها إعطاء دفع قوي للمقصد السياحي القسنطيني.
وحسب المتحدث، سيعرف هذا الصالون الدولي ورشات، منها “تنظيم لقاء بين متعاملي القطاع، الوكالات السياحية، المؤسسات الفندقية المحلية، الدولية وتنشيط ندوة حول الرقمنة في قطاع السياحة من طرف ممثلين عن الوكالة الوطنية للتنمية السياحية، فضلا على تنظيم جولة سياحية لفائدة المشاركين للمعالم الأثرية للولاية”.
الصالون الدولي للسياحة والأسفار عرف توافدا كبيرا للمواطنين المهتمين خصوصا بالعروض والمزايا وتخفيضات الفنادق ووكالات الأسفار، يختتم غدا الأحد.