رحل الكاتب الإعلامي عبد العزيز بوباكير، دون أن يتم إنجاز نشر كتابه على صفحات «الشعب» حول الأمير عبد القادر، كما اتفقنا عليه قبل أسابيع.
القدر أراد أن ينهي «العملية» التي رحب بها الفقيد وأظهر استعدادا لتجسيدها، شريطة موافقة «دار النشر»، كما صارحني.
كان الرجل، حامل ثقافة غزيرة، ضليعا في الترجمة من اللغة الروسية وخاض في عالم الكتابة والرواية والتأليف دون أن يستسلم للزمن وتقلباته، فقاوم إلى الأخير.
ليس شرطا أن تقابله للتعرف على نظرته ومواقفه بشأن قضايا الساعة ويكفي أن تتابع ما كان يكتبه عن مسائل وطنية ودولية لرسم صورة عنه، صاحب قول صريح وناقد لاذع لكل اعوجاج بأسلوب دقيق وصارم لا مجال فيه للمجاملة وأحيانا حتى أقرب الناس إليه يصارحهم.
بالتأكيد أن بوباكير، الذي كتب مذكرات الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، كان أحد الوجوه البارزة في المشهد الإعلامي والجامعي، يفتح النقاش ويثير الجدل حتى ولو كان أحيانا بأسلوب ساخر ومباشر، مارس من خلاله النقد «اللاذع» ضد اعوجاج هنا وانتهازية هناك، مع إبقاء الأصبع على الزناد لصد أي اعتداء على البلاد بالقلم والفكرة والحجة. فالجزائر كانت بالنسبة له، مثل كل وطني، خطا أحمر.
لقد خاض في أكثر من موضوع ومسألة، كانت له قناعاته بشأن التغيرات والتحولات التي مر بها المجتمع ونظرته للأشياء من زوايا مختلفة، إلا أنه بقي ملتزما بقواعد النقاش وضوابط الجدل، يصغي للرأي الآخر حتى إن لم تتفق معه.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.