دعا عضو مجلس الأمة والوزير الأسبق كمال بوشامة، شباب اليوم إلى تعزيز جسور التواصل مع جيل الثورة واستخلاص العبر من تضحياته الجسيمة في سبيل استرجاع الحرية، من أجل بناء جيل قوي يساهم في الحفاظ على الوطن، الذي يعتبر واجبا علينا الدفاع عنه وحمايته، مقابل ما يقدم لنا من أمن، استقرار وحماية.
قال عضو مجلس الأمة لدى نزوله ضيفا على «الشعب»، إن كل الإخفاقات التي عرفتها الثورة يمكن تداركها، لكن الإخفاق الكبير في تربية جيل المستقبل الذي يجب أن يستلهم أفكاره من جيل الثورة الذي تربى على الإخلاص، المثابرة، التضحية العزيمة وحب الوطن، وأشار إلى أن حب الوطن له حق على كل فرد الالتزام به للمساهمة في بنائه.
أكد الدبلوماسي بوشامة، على ضرورة الحفاظ على الاستمرارية بين الجيل القديم الذي نجح في الثورة والجيل الجديد الذي يفتقد معالمه، وهويته ويجهل رجال التاريخ الذين ناضلوا بإخلاص واحترموا القيم من أجل تحرير الجزائر، وأشار إلى أنه بعد 60 سنة من الاستقلال لابد من الصرامة في القرار من أجل إصلاح هذا النشء.
في السياق ذاته، قال بوشامة إن الوقت حان للتفكير بجدية في إصلاح المنظومة التربوية التي عرفت مراحل وتحديات كبرى بعد الاستقلال، بسبب ارتفاع نسبة الأمية في أوساط الجزائريين بنسبة 90٪ وكذا الهجرة الجماعية لقرابة 18 ألف معلم و1400 أستاذ.
الأمر الذي أحدث خللا كبيرا حاولت السلطات أنذاك تداركه بالاستعانة بالأشقاء العرب، من أجل إحياء التعليم في الجزائر وترسيخ اللغة العربية.
شدد الدبلوماسي السابق على ضرورة تحسين التعليم الذي يمثل هوية الأمة وثقافتها، حيث عرفت إحدى المراحل التاريخية عودة اللغة العربية وبدأ الاهتمام بالتعليم، وافتتحت المدارس وتقرر البدء بالتعريب المرحلي بداية بالسنة الأولى ابتدائي.
وأشار إلى أن الدولة ومنذ السنوات الأولى للاستقلال، عملت على بذل مجهودات جبارة من أجل التعليم والتكوين في جميع الأطوار التعليمية.
وترتب عن تلك المجهودات -بحسب ضيف الشعب- سنّ قوانين تضمن للمواطنين كافة حقوقهم في التربية من خلال دمقرطة التعليم ومجانيته، إلا أنه سجلت العديد من النقائص التي تحتاج إلى إرادة سياسية وشجاعة لاتخاذ قرار التغيير وشق طريق المستقبل، وهذا لن يتجسد إلا من خلال تطوير المهارات وبناء كفاءات في مختلف القطاعات.
وعن واقع التعليم بعد ستة عقود من الوجود، قال عضو مجلس الأمة، إن التوجه اختلف عن السابق وهذا بالرغم من وضع التعليم ضمن المخطط التنموي، إلا أنه لم يكن كافيا، لأن الاستراتيجية المعتمدة منذ سبعينيات القرن الماضي سلطت الضوء على الجانب الكمي، والنوعية فكانت شبه غائبة، الأمر الذي جعل المستوى يتراجع بشكل جعل الأولياء في دوامة وصراع مع التعليم، الذي أصبح إشكالية تحتاج لدراسة جدية.
وأشار الوزير السابق، إلى جهود الدولة في سنوات الثمانينيات من القرن الماضي، في الاهتمام بالتخصصات العلمية والتكنولوجية التي من شأنها النهوض بالتنمية في بلادنا.
وقدم الدبلوماسي كمال بوشامة سنة 1985، خلال تقلده منصب مسؤول في الحكومة آنذاك، مشروعا توافقيا بين التربية، التكوين والعمل. وأكد في شق التربية، أنه في هذه المرحلة التعليمية يتلقى الطفل أساسيات التعليم، في حين بعد البكالوريا يدخل شق التكوين الذي ينطلق من الجامعة، حتى يصبح طبيا مهندسا أو معلما.
واشترط في تطبيق المشروع، إدخال وزارة التخطيط لتحقيق الإصلاح الذي من شأنه مواكبة التطورات الداخلية والخارجية، وأشار إلى ضرورة إعطاء المنظومة التربوية الأهمية التي تستحقها من أجل النهوض بالتعليم في بلادنا.