أكد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق السعيد شنقريحة، أن “المعركة الحيوية التي يتعين على شبابنا خوضها وكسب رهانها، هي معركة الوعي، باعتبارها معركة مصيرية وخطيرة”.
شدد الفريق شنقريحة في رسالة بمناسبة الذكرى 60 لعيد الاستقلال، نشرت بمجلة الجيش، اليوم الأحد، على أنه يتعين على “شعبنا بمختلف فئاته وخاصة الشباب مطالب بإدراك حجم وطبيعة المؤامرات الدنيئة التي تستهدف بلادنا وذلك عبر التسلح بالوعي الدائم والعمل دون هوادة على تجسيد وحدة الصف، من أجل رفع كافة التحديات”.
وقال الفريق شنقريحة “تستوقفنا في مثل هذا الشهر الأغر واحدة من بين أهم المحطات التاريخية لبلادنا، إن لم تكن أهمها على الإطلاق، ذكرى عزيزة علـى قلوب الجزائريات والجزائريين”.
وأضاف: تُحيا هذه الذكرى الغالية بمنتهى الفخر والاعتزاز، فإنه حري بنا جميعا أن نقف إجلالا وإكبارا وعرفانا للأسلاف الذين قدموا تضحيات جسام لا تقدر بثمن، كعربون للحرية والانعتاق من استعمار استيطاني بغيض، منذ فترة المقاومات الشعبية مرورا بنضال سياسي مستميت إلى ثورة التحرير المجيدة التي وضعت حدا نهائيا لتواجد الاستعمار ببلادنا”.
وتابع الفريق: “ولم تكن للممارسات الاستعمارية الإجرامية، من إبادة ومجازر جماعية وتعذيب وتشريد وترويع ونفي، أن تحبط عزيمة الشعب الجزائري، بل زادته تشبثا بالحرية والاستقلال والتطلع للعيش في كنف وطن سيد”.
وأشار إلى أن ” ثورة نوفمبر الخالدة زعزعت أركان الاستدمار الفرنسي البغيض وكسرت شوكته وعصفت بطغيانه وأحبطت كل مخططاته الجهنمية للإبقاء على بلادنا في تلك الهيمنة الاستعمارية.. ثورة نوفمبر جسدت، بكل ما تحمله من معاني سامية، ملحمة بطولية فريدة من نوعها في تاريخ الإنسانية جمعاء”.
وأوضح الفريق أنه “رغم كون ستين سنة فترة قصيرة في حياة الأمم، إلا أن بلادنا عموما والجيش الوطني الشعبي خصوصا قد حققا في هذه المدة الزمنية إنجازات كبيرة على أصعدة عدة لا ينكرها إلا جاحد”.
وأكد أن القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي واصلت “مجهوداتها المضنية على نهج عصرنة وتحديث قدرات قوام المعركة، في ظل دعم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، قصد بلوغ الأهداف المسطرة في المجال المذكور”.
ونوه إلى أن ” قـواتـنـا المسلحة تتمتع باحترافية واقتدار في تنفيذ “تمارين تكتيكية من مستويات مختلفة بالذخيرة الحية في مختلف النواحي العسكرية، حيث وقفت شخصيا على كفاءتها العملياتية وكذا التنسيق الجيد بين مختلف التشكيلات والتنفيذ الدقيق لمختلف المراحل المسطرة لهذه التمارين”.
وقال الفريق شنقريحة إن “النتائج الباهرة التي حققها الجيش الوطني الشـعـبـي خلال السنتين الأخيرتين في مجال مكافحة الإرهاب، أكدت الكفاءة والـقـوة والاقـتـدار الـتـي تميـز أفراد مفارزنا والإصرار الذي يحدوهم لتخليص بلادنا من شرور بقايا فلول الإرهاب”.
وتحدث رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي عن انجازات وحدات قوات الجيش بالقول: “تقوم وحداتنا المنتشرة في ربوع هذه المناطق من بلادنا الغالية بعمل جبار لا يستهان به، تماشيا مع ما يعرفه العالم اليوم ومنطقتنا تحديدا من أحداث ومتغيرات متسارعة وتحديات أمنية ورهانات، لمواجهة أي تهديد محتمل”.
ويسعى الجيش الوطني الشعبي ـ حسب الفريق ـ “للمساهمة بفعالية في المجهود الوطني الهادف إلى تحقيق النهضة المنشودة لبلادنا، وذلك عبر مواصلة تطوير الصـناعات العـسـكرية والمسـاهـمة في الحفاظ على النسيج الصناعي الوطني”.
وأكد الفريق أن “دور المواطن في هذا الشأن لا يـقـل أهـمـيـة عـن ذلك المسند لجنودنا البواسل المرابطين في الثغور. في هذا الخصوص، وجب الإشادة بالدور الحيوي الذي يضطلع به الإعلام الوطني عموما والإعلام العسكري خصوصا في مجال توطيد العلاقة “جيش ـ أمة”، وتقوية الوحدة الوطنية والانسجام الوطني وروح المواطنة”.
وأضاف: “وإن كانت هذه العلاقة المقدسة لا يمكنها أن تتأثر بالحملات المغرضة والتكالب المفضوح ضد بلادنا ومؤسساتها، لاسيما المؤسسة العسكرية التي تعرضت لحملات مسعورة، فإن شعبنا بمختلف فئاته وخاصة الشباب مطالب بإدراك حجم وطبيعة المؤامرات الدنيئة التي تستهدف بلادنا وذلك عبر التسلح بالوعي الدائم والعمل دون هوادة على تجسيد وحدة الصف، من أجل رفع كافة التحديات”.