لسنا نتنبأ بشيء، ولكننا تعوّدنا على حملة تواصلية تتحرّك مباشرة بعد يومي عيد الأضحى، كي توجه العدسات إلى مخلّفات الكباش، وتركّز على المظاهر المشينة التي يتحمّل أعباءها عمال النّظافة، وكأنهم وحدهم من ينبغي أن نسائلهم عن المنظر العام وجماله.. ونتوقع أن تتكرّر الحملة، كما هي عادتها كلّ عام، ثم تنتهي، وننتظر العام المقبل كي نكرّر نفس الكلام، ونوجّه نفس النّقد، دون أن نبذل معشار الطاقة المهدرة في الحملة المكرّرة؛ ولهذا، رأينا أن نستبق القيل والقال هذا العام، وندعو إلى اتّخاذ الإجراءات اللازمة من أجل الحفاظ على المنظر العام..
وواضح أن الإجراءات المطلوبة، ليست ما تتّخذه البلديات وحدها، وإنّما علينا جميعا أن نتحمّل مسؤولياتنا، عوض البحث عن (متهمّين مفترضين) نلصق بهم المشاهد المقزّزة التي لا تروق لنا، فالمؤسسات المكلّفة بالمحافظة على النّظافة، لا يمكنها – مهما كانت إمكاناتها – أن تؤدي واجباتها كما ينبغي؛ ذلك أن الظّرف يتطلّب بعض التّعاون، ولو أن كلّ واحد منّا يحرص على تنظيف المساحة القريبة من داره، لحقّقنا المنظر الجميل الذي ندافع عنه مع كل مناسبة..
ونعتقد أنّنا اقترحنا في وقت سابق أن يتدّخل المهندسون المعماريون الذين يرسمون لنا البيئة التي نعيش بها بأقلامهم، ويدّققونها بحاسباتهم، كي يجعلوا من مخططات البناءات، مساحات قادرة على احتواء ثقافتنا، فالمهندسون منّا، ويعرفون جيّدا أن الجزائري يحتفل بعيد الأضحى، وأنّه يحتاج في مسكنه، بالضّرورة، إلى مساحة تغنيه عن اللّجوء إلى الشارع أو المساحات العامة؛ غير أن الواقع عندنا يقول إن هندستنا الحديثة، لم تعد تراعي الجانب الثقافي بالذات، ما اصطنع مشاكل جديدة، كان يمكن تجنّبها مع أو خط يوضع على ورقة التّخطيط الهندسي..
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.