مبادرة ممتازة تلك المتعلقة بالكتاب الرّقمي الذي سيكون في متناول المتمدرسين بالطور الابتدائي، مع الدخول المدرسي القادم، ويبدو أن «الرّقمي» سيكون متوفرا للتحميل مباشرة، كي يتم استغلاله، تماما كمثل الكتاب الورقي، مع حسنة تخفيض وزن المحفظة المرهق..
ونعتقد أن التّجربة ستلاقي النجاح الذي ينبغي لها، حتى وإن وجدت بعض الصعوبات في البداية، بحكم عادة التعامل مع الكتاب الورقي، ونذكر أن كثيرين، في زمن مضى، كانوا لا يتقبّلون الجريدة الرّقمية، ولكنهم اكتشفوا مزاياها مع الوقت، وصاروا يبحثون عمّا يخلّصهم من الورق.
والحق أنّنا لا نعرف طبيعة الكتاب، فهو إن كان رقميا بسيطا، في شكل PDF مثلا، فإنّه لا يكلّف شيئا ذا بال، عدا طبع النسخة المتوفرة رقميا، وتحميلها على موقع رسمي، كي يتلقاها المتمدرسون، غير أنّنا نفضّل أن يكون الكتاب رقميا متطوّرا، بألوان زاهية، محمّلا بأصوات قارئة شارحة، وأناشيد ملحّنة وألعاب تربوية تصبّ في المنهج الدّراسي، وتساعد على هضم المعلومات، ما يجعل الكتاب تحفة محبّبة إلى قلب المتمدرس، وتغنيه عن الضّياع في مواقع لا نعرف أصلها، ولا الخلفيات التي تتأسس عليها.
ولا نشكّ مطلقا، بأن كتبا مدرسية بهذا الشّكل، تقتضي إسهام فرق من التقنيين، تشتغل تحت أنظار المختصين في التّربية والتعليم، كي يكون العمل متقنا، ويؤدي الكتاب الرّقمي رسالته التي يتكفل بها في العملية التّربوية، ويؤديها بإتقان يتجاوز زمن الورقي ويضع له نقطة الختام.
وفي كلّ حال، فنحن نشجّع دائما على اقتحام عالم الرّقمنة، ولكنّنا نوصي بعدم نسيان الورقي، ولا تجاهله، فـ «الرقمي» لا يسلم من سقطة هنا، وخذلان هناك، ويكفي أنّه مرتبط ارتباطا كليّا بكابل الشّحن، ولنا أن نتصوّر متمدرسا لم يشحن قارئه لسبب أو لآخر، فيقع فيما وقع فيه من نسي كتابة الورقي من قبل..
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.