بدأت المنصّات الرقمية المروّجة للكتاب الإلكتروني، تأخذ منحنى تصاعديا في المشهد التواصلي الجزائري، بعد تجربة التسويق عبر منصّات التّواصل الاجتماعي التي عرفت نجاحا لا بأس به، وسهّلت مسألة الحصول على الكتاب، ومتابعة سوق النّشر وجديده.
ولا شكّ أن المقبلين على تأسيس مكتبات رقمية، يدركون أن الكتاب الرقمي لا يتوقف عند حدود صيغة (PDF)، لهذا ينبغي التفكير في أساليب عرض تكون أكثر إقناعا للقارئ من جهة، وتضمن حقوق الدار والكاتب من جهة أخرى، وذلك بتوفير تقنيات عالية لحماية المنتج من القرصنة، وينبغي قبل هذا تقديم مادة قادرة على الإقناع. فالقارئ عندنا – غالبا – ما زال يتذرع بحبّه لرائحة الورق، والاستمتاع بانزلاق الكتاب من يده ساعة النّوم، وغيرها من تقاليد القراءة، كمثل تسجيل ملاحظة هنا، وفكرة هناك، أو تسطير جملة مفيدة، ورسم علامة على الصفحة، وهذه أشياء يمكن توفيرها للقارئ رقميا، بسهولة، ولا نستثني منها سوى انزلاق وسيط القراءة وقت النوم، فهذا كلفته باهظة..
ويكون رائعا لو يفكّر الناشرون في جعل الكتاب نسختين؛ واحدة تفاعلية وأخرى مصوّرة، ليكونوا في عون الباحثين الأكاديميين؛ لأن هؤلاء يحتاجون إلى التوثيق، وليس يمكنهم الاستشهاد بمادة لا يمكن الوصول إليها بتعريفات واضحة دقيقة، وهذا – فيما نرى – يمكن أن يكون سندا مهمّا في تسويق الكتاب، مع الحرص على بذل كل ما توفّره التقانة في الحفاظ على الحقوق.
على كلّ حال، ما يهمّنا الآن، هو الخطوة الأولى التي ستفتح الآفاق أمام القارئ الجزائري كي تكون له سوق كتاب يتخيّر منها ما يشاء، فقد تعوّدنا على قراء يسمعون بصدور كتاب، ويتشوّقون إلى قراءته، لكنهم لا ينالون منه حظهم بسبب سوء التّوزيع، أو أسباب أخرى لا نرى حاجة للخوض فيها.