بعد أزيد من 70 سنة منذ اكتشافه سنة 1952 من طرف الاستعمار الفرنسي، وظل خلال هذه الفترة خارج دائرة الاستغلال، أعطيت، السبت، إشارة انطلاق أشغال الاستغلال الفعلي لمنجم غار جبيلات بتندوف، الذي تقدر احتياطاته، بحسب الدراسات الأولية، بحوالي 3,5 ملايير طن من الحديد.
أعطى وزير الطاقة محمد عرقاب، إشارة انطلاق المشروع، الذي صنفه خبراء اقتصاديون أكبر استثمار منجمي في الجزائر منذ الاستقلال، والذي من شأنه تعزيز قدرة البلاد على استغلال مؤهلاتها الطبيعية وتوظيفها للنهوض بالصناعات الثقيلة، وبالتالي ضمان العبور الآمن إلى مصاف الدول المصدرة للمواد المحوَّلة، بتكنولوجيات أكثر نجاعة وبقيمة مضافة أقوى.
يشكل الشروع الفعلي في استغلال المنجم، لبنة حقيقية نحو تجسيد استراتيجية صناعية شاملة تأخذ بعين الاعتبار كافة مؤشرات وإمكانات المشروع من الناحية الصناعية.
كما من شأنه تحقيق تنمية وطنية شاملة، تلقي بظلالها على منطقة الجنوب الغربي وتمتد آثارها التنموية إلى كافة ربوع الوطن.
ويوفر المشروع، كمرحلة أولى خلال السنة الجارية، حوالي 03 آلاف منصب عمل ميداني، و1000 منصب عمل آخر على مستوى الميناء والمهن الحرفية الأخرى ذات الصلة بالمشروع، خاصة بعد تحديد ميناء مستغانم كوجهة لتصدير خام الحديد، على أن يتم توفير فرص عمل أكثر مستقبلا بعد الوصول إلى الطاقة القصوى في الاستغلال الفعلي للمنجم، قد تصل الى 15 ألف منصب عمل من مجموع 20 ألف منصب عمل متوقع. فمنجم غار جبيلات للحديد، سيساهم إلى حد كبير في القضاء على البطالة وإرساء ديناميكية للتشغيل بالمنطقة.
والأكثر من ذلك، سيساهم في توفير مناصب شغل، سواء مباشرة أو غير مباشرة لسكان ولايات الجنوب الغربي.
أكد وزير الطاقة والمناجم، أن دائرته الوزارية تسعى الى تطوير قطاع المناجم وبعث الأنشطة المنجمية بغية الاستغلال الأمثل لهذه الثروات على المستوى الوطني. مشيرا إلى أن أهداف هذا البرنامج تتمحور حول تهيئة الظروف الملائمة لتنمية الاستثمار، بإصلاح الإطار التشريعي والتنظيمي المتعلق بالأنشطة المنجمية وكذا توفير معلومات وبيانات أساسية عالية الجودة.
بالإضافة الى تكثيف برامج البحث المنجمي وتطوير المشاريع الصناعية المنجمية الكبرى الهادفة الى تثمين الموارد المعدنية المحلية.
ونوه عرقاب بالأهمية القصوى للمنجم في تطوير الوطن، حيث سيمكن مشروع منجم غار جبيلات من إنتاج 12 مليون طن سنة 2025، وقد ترتفع الطاقة الإنتاجية لتصل إلى 16 مليون طن بحلول عام 2030 واستخراج ما بين 30 إلى 40 مليون طن من خام الحديد.
وكشف الوزير، أن منجم غار جبيلات بإمكاناته الهائلة، الوحيد القادر على تلبية الطلب الوطني على خام الحديد باحتياطي يزيد عن 03 ملايير طن يمكن استغلالها بشكل سطحي يمتد على مرحلتين، تنطلق المرحلة الأولى باستخراج من 02 الى 04 ملايين طن من خام الحديد ونقله برّا إلى ولاية بشار، في حين تنطلق المرحلة الثانية من الإنتاج سنة 2026 بطاقته القصوى محققا قدرة إنتاجية تتراوح ما بين 30 الى 40 مليون طن سنويا، موضحا بأن خط السكة الحديدية الرابطة بين بشار ومنجم غار جبيلات مرورا بتندوف، ستنطلق به الأشغال خلال الثلاثي الأول من سنة 2023.
وأشارت الدكتورة، رئيسة قسم علوم التسيير بالمركز الجامعي علي كافي بتندوف، نجاة وسيلة بلغنامي، أن انطلاق مشروع غار جبيلات من شأنه المساهمة في تبني إطار مرجعي ونظرة جديدة للتنمية الصناعية تتماشى والمؤهلات الصناعية الموجودة في الجزائر التي تمتلك هياكل قاعدية ضخمة من شأنها تحويل مادة الحديد الخام الى حديد مستعمل في البناء، على غرار مصنع توسيالي بوهران ومصنع بلارة بجيجل، موفرا مبلغا هاما من العملة الصعبة يفوق 12 مليار دولار كأقل تقدير، مع توقع ارتفاعه إلى 16 مليار دولار خلال سنة 2025 بعد رفع الإنتاج المقدر إلى أكثر من 90 مليون طن سنويا، وبالتالي سترتفع معه المداخيل من العملة الصعبة إلى حدود 18 مليار دولار.