يشهد المغرب منذ ترسيم التطبيع في ديسمبر 2020 “إنزالا صهيونيا مكثفا”، من خلال زيارة مسؤولين في الكيان المحتل للرباط وتوقيع اتفاقيات في مجالات مختلفة.
بلغ التطبيع مستويات قياسية في المغرب، رغم الرفض الشعبي لذلك، والذي ترجمته احتجاجات اجتاحت مدن المملكة.
ويتمادى نظام المخزن في مسلسل السقوط في مستنقع التطبيع الشامل للبلاد والتمكين للاختراق الصهيوني والإمعان في تمريغ كرامة الشعب المغربي وتاريخه المساند دوما لفلسطين والرافض للتطبيع مع الصهاينة، رغم كل التحذيرات من الخطر الداهم الذي يحدق بالمملكة.
ففي الوقت الذي تتصاعد فيه جرائم الكيان المحتل بحق الشعب الفلسطيني، حل مؤخرا وزير ما يسمى “التعاون الإقليمي” في حكومة الكيان الصهيوني بالمغرب، والتقى عديد المسؤولين المحليين. ولا يتحرج كبار المسؤولين المغاربة في الحديث عن “مباحثات ولقاءات متعددة ومثمرة مع المسؤولين الصهاينة”.
وقبله، استضاف وزير العدل المغربي نظيره الصهيوني وتم التوقيع على اتفاق مع منظومة الاحتلال.
ومطلع الأسبوع الماضي، زار رئيس أركان الجيش الصهيوني المغرب، وفي شهر جوان استقبل وزراء في الحكومة المغربية، وزيرة داخلية الكيان الصهيوني المحتل، وهوما اعتبرته المبادرة المغربية للدعم والنصرة “إضفاء للشرعية على مواقفها العنصرية ضد الفلسطينيين والعرب”.
مغربيون لبناء المستوطنات
والأخطر، حسب مناهضي التطبيع، أن الاتفاقية التي وقعتها الوزيرة مع حكومة المخزن تتضمن استيراد الكيان الصهيوني لـ15 ألف عامل مغربي في قطاعي البناء والصحة، أي بناء المستوطنات وعلاج جنود الاحتلال الغاصب.
وفي أوت 2021، زار وزير خارجية الكيان الصهيوني المملكة المغربية، وبعدها وفي نوفمبر من نفس العام، وصل وزير الحرب الصهيوني المغرب لتوقيع اتفاقيات عسكرية وأمنية، هي الأخطر على أمن المغرب والمنطقة المغاربية برمتها.
“خطر جدي ووجودي على المملكة”
ودق مناهضوالتطبيع في المغرب ناقوس الخطر إزاء هذا “الإنزال الصهيوني المكثف” بالمملكة.
ونشر المرصد المغربي لمناهضة التطبيع على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” تدوينة هاجم من خلالها زيارة المسؤولين الصهاينة للمغرب.
وجاء في التدوينة: “لم تكد زيارة رئيس أركان جيش الاحتلال الإرهابي الى المغرب تنتهي، حتى تم الإعلان عن زيارة وزيرين في حكومة الكيان الصهيوني”، مؤكدا أن “سعار الهرولة الصهيو- تطبيعية بالمغرب بلغ مستويات قياسية هستيرية”.
وأكد رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، أحمد ويحمان، أن التطبيع يشكل خطرا على “مصير ووجود” المملكة المغربية، مشددا على أن مواجهة “الصهينة الشاملة” للبلاد أصبحت قضية “حياة أوموت بعد أن اختطف الكيان المحتل الدولة المغربية”.
ونبّه ويحمان الى أن “أجندة الاختراق الصهيوني بكل أذرعها الأخطبوطية في عمل دؤوب على قدم وساق، وليل نهار، في أفق بناء كيان جديد على أنقاض المغرب”، مبرزا أن “من لا يرى هذه الحقيقة ماثلة أمامه فهوأعمى البصر ومن لم يدرك مخاطر ما يجري اليوم في البلاد فهوأعمى البصيرة”.
الهرولة نحو التطبيع
من جهته، حذر رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، عبد الله بووانو، في تصريحات صحفية، من الهرولة نحوالتطبيع مع الكيان الصهيوني، لافتا الى أنه “بعد أن كان الاتفاق المعلن يقتصر على التطبيع في مجالين أوثلاثة مجالات، أصبحت اليوم الهرولة تشمل قطاع التعليم والرياضة والثقافة وشتى المجالات”.
وقال بووانوإن “هذه الهرولة نحوالتطبيع خطر على البلاد وعلى استقرار المغرب”، داعيا إلى الانتباه من هذا المسار وقراءة التجارب التي خاضت التطبيع مع هذا الكيان ونتائجها، مجددا التأكيد على ان “التطبيع مع الكيان الصهيوني خطر على البلاد”.
ومع إمعان النظام المغربي في الارتماء في أحضان الكيان الصهيوني ورفض الشعب المغربي لهذا المسعى، أكد تجمع “مغاربة ضد التطبيع الصهيوني” في تدوينة على “فايسبوك”، أن “المعركة ماضية نحواصطدام بين الإرادة الشعبية الرافضة للاختراق الصهيو- تطبيعي والإرادة الاستبدادية الفارضة له قصرا على الشعب”.