وصف البطل المتوسطي في ألعاب القوى ياسين حتحات خلال حوار خصّ به جريدة «الشعب»، مشواره الرياضي بأنه مليء بالتحديات، وهذا بالنظر الى الصعوبات الكبيرة التي واجهها، ورغم ذلك الا انه لم يتراجع عن تحقيق هدفه المتمثل في رفع راية الجزائر عاليا في المحافل الرياضية الدولية، الأمر الذي نجح فيه مؤخرا بعدما نال فضية سباق 800 متر في ألعاب البحر الابيض المتوسط بوهران 2022.
الشعب: كيف كانت بدايتك الرّياضية في مجال ألعاب القوى؟
العدّاء ياسين حتحات: عداء متخصص في سباق 800 متر، ومشروع بطل الجزائر في سباق 1500 متر مستقبلا مسيرتي الرياضية بدأت في مدينة غريس التي ترعرت فيها ومارست الرياضة المدرسية بداية من 2005 إلى غاية 2006، ثم التحقت بفريق وداد غريس وطيلة هذه الفترة كنت قد اكتشف قدراتي البدنية والرياضية وآمنت بها، كنت على يقين أنني أستطيع النجاح في مسيرتي رغم محدودية الإمكانيات على مستوى الفرق الرياضية المحلية حتى اتيحت لي فرصة التعاقد مع فريق الحماية المدنية لولاية وهران في 2010، وبعدها التحقت بفريق الناحية العسكرية الثانية كمنتسب للجيش الوطني سنة 2011-2012، من هنا تحققت خطواتي الجادة في تخصص سباق 800 متر بالفريق الوطني العسكري والفريق الوطني المدني.
كانت لي عدة مشاركات دولية في هذا التخصص الرياضي على غرار ألعاب البحر المتوسط بتركيا ونلت المرتبة الرابعة سنة 2013، ثم تأهلت إلى نصف نهائي اولمبياد بكين سنة 2015 في سباق 1500 متر، قبل أن أصنف في المرتبة التاسعة العالمية سنة 2016.
في أي مرحلة تأكّدت أنّه بإمكانك النّجاح في رياضة ألعاب القوى؟
في الحقيقة، أدركت مبكرا أن لدي قدرات تحتاج إلى الصقل، فآمنت بها، كان لدي يقين أنني سانجح وأصل إلى هدفي الأسمى، كلما كنت أصل إلى مستوى معين كنت اخاطب نفسي..»ليس هذا مستواي يمكنني تقديم المزيد»، وعليه لا بد أن لا نقف أمام حد معين من الأهداف والطموحات لابد ان يكون الهدف دائما أعلى.
آخر نتائجك المحققة هي الميدالية الفضية في ألعاب البحر المتوسّط بوهران، هل كنت تتمنى الأفضل؟
بطبيعة الحال، يبقى الذهب حلم كل رياضي في أي منافسة كانت، لكن الفرق موجود لدى تفكير الرياضي بحد ذاته، فمن يحصل على الميدالية الذهبية سينصب تفكيره على الحفاظ على الذهب أو بالأحرى على نجاحه، لكن من يحصل على الفضية او البرونزية يبقى دائما متعطّشا للنجاح ما يساهم في تفجير طاقاته الكامنة وغير المستغلة.
أكيد أنّ المشاركة في ألعاب وهران المتوسّطية يبقى محفورا في ذاكرتك، ما هي أجمل ذكرى لك من هذه المنافسة؟
ألعاب البحر المتوسط في طبعتها 19 بوهران، كانت ناجحة بامتياز، وفرصة للتألق وابراز قدراتنا كرياضيين جزائريين، خاصة في تخصص 800 متر، بذكر 4 عدائين جزائريين صنفوا ضمن المراكز العالمية العشرين في هذا التخصص، وهو شرف للرياضة الجزائرية التي استعادت لقب العالمية وللتخصص بحد ذاته الذي يعد من أصعب الرياضات بالنسبة لي ألعاب البحر المتوسط كانت محطة مهمة في مسيرتي الرياضية لأنها جرت على ارض بلدي وبين جمهوري، وهو الامر الذي حفزني على النجاح وساهم في انجاح الدورة كما انها ايضا محطة للتحضير لبطولة العالم 2023 والألعاب الاولمبية بباريس في 2024، ونحن حاليا نحضر لهذه المنافسات.
حظيت بتكريم من والي ولاية معسكر، حدّثنا عن الدعم الذي تتلقّاه محليا، وما هي انعكاساته عليك كرياضي؟
سرّتني كثيرا التفاتة السلطات العمومية في منحي سكنا إجتماعيا، ما منحني الكثير من الدعم المعنوي والنفسي، لاسيما وأن ظروفي الاجتماعية محدودة ويعلم بها الجميع.
مثل هذا الدعم يحفزني لتقديم المزيد، حتى أظهر أن من ورائي رجال وسلطات تهتم بالنخب وتشجعهم، ومن خلال ذلك أوجه رسالة للشباب وكل من يعتقد أنه يملك قدرات، أن يثابر في صقلها وابرازها دون ملل، فلا شيء يأتي بسهولة والنجاح يحتاج إلى الصبر والعزيمة.
اقترحت على السلطات العمومية أن تفكر في انجاز مشروع مركز تدريب للعدائين بالمنطقة الجبلية سيدي امبارك بدائرة عوف، هو مكان ملائم للرياضة وسيفتح فرص واسعة أمام التنمية في هذه المنطقة التي كنت أقوم بتدريباتي بها، عسى أن يلقى هذا الاقتراح طريقه إلى التنفيذ.
ما هي الكلمة التي توجّهها للشباب الطموح مثلك؟
طريق النجاح دائما يكون محفوف بالصعوبات والعثرات لكن لابد من الثقة واليقين بأن أي شخص يملك قدرات في أي مجال لابد ان يستثمر فيها وينميها دون ملل كما سبق وذكرت، فمثلا أنا من مواليد منطقة الصفصاف التي عرفت ويلات المحنة الوطنية، لكن هذا الامر لم يمنعن ولم يمنع سكان المنطقة من التمسك بالأرض ورفع التحدي في مختلف المجالات، لدي رغبة قوية في المقاومة والاجتهاد من أجل أن اقدم ما يجب تقديمه لهذا الوطن الذي بقي صامدا رغم الهزات، وعلى الشباب أن يعي ذلك جيدا، اوصيهم كثيرا بالتمسك باحلامهم وطموحاتهم وخاصة الابتعاد عن المخدرات وممارسة الرياضة، عليهم ادراك أن الوطن والمجتمع يحتاج إلى أبنائه أصحاء.