حذر باحثون في المؤتمر الدولي لجمعية ألزهايمر في سان دييغو بالولايات المتحدة، من أن ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل قد يزيد خطر الإصابة بالخرف الوعائي.
تضمن البحث الأمريكي بيانات من 59668 امرأة تعرضن للحمل وخطر الإصابة بالخرف، ووجد الباحثون أن أولئك اللائي وقع تشخيص إصابتهن بحالة مرتبطة بارتفاع ضغط الدم، كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف الوعائي، حتى عند أخذ العوامل الأخرى في الاعتبار، حيث شملت العوامل الإضافية كالعمر عند الولادة والوضع الاجتماعي والاقتصادي.
وقالت الدكتورة روزا سانشو، رئيسة الأبحاث في مركز أبحاث ألزهايمر في المملكة المتحدة: “النساء أكثر عرضة للإصابة بالخرف من الرجال، حتى عندما يتم أخذ حياة النساء الأطول في الاعتبار”.
وأضافت الدكتورة سانشو: “ارتفاع ضغط الدم هو عامل خطر لسوء صحة القلب، وله تأثير سلبي على صحة الدماغ”.
وأوضحت سانشو أن هذا البحث يسلط الضوء على الروابط بين ارتفاع ضغط الدم وتسمم الحمل المرتبط بالحمل وخطر إصابة النساء بالخرف، إلا أنه لم يدرس الأسباب الكامنة وراء ذلك.
وتشير النتائج إلى خضوع الحوامل للمراقبة والعلاج المنتظمين لارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل.
وفي دراسة أخرى عُرضت في المؤتمر، قدم باحثون من هولندا مؤشرات تغيرات الدماغ المتعلقة بالدم وصحة القلب لدى 538 امرأة، بعد 15 عاما من الحمل، والنساء اللواتي عانين من ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل كان لديهن المزيد من التغييرات الهيكلية والأوعية الدموية في أدمغتهن في فحص الدماغ لمدة 15 عاما.
وكشفت فحوصات الدماغ أن النساء المصابات بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل تعرضن لتغييرات في “المادة البيضاء” في الدماغ، وهي عرضة لتغيرات تدفق الدم.
وقال الباحثون: “التغيرات في الدماغ التي تسبب الخرف يمكن أن تبدأ قبل 20 عاما من ظهور الأعراض، وعوامل الخطر التي تؤثر على القلب والأوعية الدموية لدينا يمكن أن تؤثر أيضا على كيفية عمل أدمغتنا، وتزيد خطر الإصابة بالخرف”.
وأوضح الباحثون أن الأوعية الدموية تمد خلايا الدماغ بالأوكسجين والمواد المغذية التي تحتاجها للبقاء على قيد الحياة، وعندما يتأثر هذا الإمداد، نرى تلفا في عمليات مسح الدماغ”.
يشار إلى أن الخرف الوعائي هو ضعف في الوظيفة الذهنية، ينجم عن تخريب في نسيج الدماغ بسبب ضعف أو انقطاع التروية الدموية، ويعتبر الخرف الوعائي هو السبب الثاني الأكثر شيوعا للخرف عند كبار السن.