تعزز الموسم الدراسي 2022-2023، بإدراج اللغة الإنجليزية في الطور الابتدائي من التعليم المدرسي.
تباينت ردود الفعل، بين مثمّن ومتخوف وآخر متسائل عن الظروف التي ستدرّس فيها مادة الانجليزية في المدارس الابتدائية، كلغة منافسة للغات الأخرى، وهذا ما نفاه قطعا الناشط التربوي كمال نواري، حيث أكد أن القرار تمت دراسته مسبقا وعرف تحضيرا جادا من طرف الوزارة المعنية، من حيث توفير الكتاب وتوزيع الحجم الساعي، بشكل يتماشى والنصاب الساعي الذي تقرّه القوانين المعمول بها.
ثمن الناشط التربوي كمال نواري، قرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، إدراج تدريس اللغة الإنجليزية في الطور الابتدائي من المرحلة التعليمية، حيث اعتبره قرارا شجاعا وجريئا، مؤكدا أنه لا يحمل بين طياته أي خلفية لتعويض اللغة الفرنسية أو اللغة الأمازيغية، عكس ما يروّج له البعض.
إشكاليات بشأن تحصيل النصاب الساعي بالمناطق النائية
ويرى الناشط التربوي، أن القرار ليس بالمفاجئ ولا بالمتسرع، خاصة وأن وزارة التربية كانت قد قامت بالتحضير لملف إدراج اللغة الإنجليزية ضمن المقرر المدرسي الإبتدائي، منذ مارس 2021، حسب ما صرح به وزير التربية، وتمت مناقشته بمجلس الوزراء في مارس 2022، لتعتمد اللغة الإنجليزية، رسميا، ابتداء من الموسم الدراسي 2022- 2023.
وأشار كمال نواري، إلى أن التحضيرات انطلقت مباشرة بعد صدور القرار من طرف وزارة التربية، حيث قامت هذه الأخيرة بإطلاق إعلانات عن عمليات التوظيف بالتعاقد بمديريات التربية لصالح خريجي الجامعات حاملي شهادة ليسانس لغة إنجليزية أو ترجمة. وفتح منصات لإيداع ملفات الترشح، وحدد يوم الخميس 18 أوت 2022، كآخر أجل لغلق الأرضية الرقمية لهذه العملية، حيث برمج الانتهاء من عمليات التوظيف قبل موعد الدخول المدرسي الذي لم يحدد بعد.
وأضاف نواري، أن ترتيب الملفات سيتم وفق معايير وشروط حددتها وزارة التربية، كالإقامة في نفس البلدية التي تتوفر على منصب الشغل، وفي حالة ما إذا تجاوز عدد المترشحين من نفس البلدية، عدد المناصب المتوفرة، ستطبق وزارة التربية المعيار الثاني المتمثل في أقدمية الشهادة المتحصل عليها. ثم في حالة التساوي في المعايير السابقة، ستلجأ الوزارة إلى تطبيق معيار السن، حيث سيتم توظيف الأكبر سنّا.
وبالنسبة للحجم الساعي، يضيف نواري، أن تدريس الإنجليزية سيكون ابتداء من السنة الثالثة، بحجم ساعي يقدر بساعة ونصف، بمعدل حصتين ذات 45 دقيقة أسبوعيا. وبالتالي سيحصل الأستاذ المتعاقد نصاب الحجم الساعي الواجب تحصيله، وفق ما ينص عليه قانون العمل، في مدارس أخرى.
في هذا الصدد، قدمت مديريات التربية للوزارة الوصية إحصائيات حول عدد المناصب الذي سيكون أقل من عدد المدارس والمناصب التي توفرها، بحكم أستاذ لعدة مدارس من أجل تحصيل النصاب الساعي.
«كنابست»: إيلاء أهمية خاصة لمنظومة اللغات وفق نظرة استراتيجية
وتطرق المتحدث إلى مشكلة تكملة النصاب الساعي وتوفير أساتذة، بالأماكن النائية والمعزولة، كالمناطق الجبلية والجنوبية، التي تعاني نقصا في النقل والإيواء، خاصة على المناطق الحدودية، مثل تين زاواتين التي تبعد عن مقر الولاية تمنراست بـ600 كلم، داعيا القائمين على القطاع إلى التفكير في هذه النقطة، معتبرا أن تحصيل النصاب الساعي بين المدارس الابتدائية في الأماكن النائية، أمر صعب ويحتاج إلى التدبير الرزين، لأن الأمر يتعلق بسلامة أبنائنا من الأساتذة.
بالنسبة للكتاب المدرسي، يقول المتحدث، إنه سيكون جاهزا، دون أي عوائق، باعتبار أن عدد الكتب سيكون قليلا حسب عدد المدارس وعدد التلاميذ وكمية المادة.
وأوضح الناشط التربوي، التحضير لإعادة النظر بالنسبة للتقطيع الجغرافي، بهدف ضمان تكوين نوعي ومستمر للأساتذة الجدد، حيث سيتم إسناد مهام التكوين والمتابعة لمفتشي التربية الوطنية للتعليم الثانوي، في حين سيكلف مفتشو التربية لمرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط بمتابعة أساتذة اللغة الإنجليزية الجدد. كما سيتم تخصيص يوم في الأسبوع لتكوين هؤلاء الأساتذة.
من جهته، طالب الأمين العام لنقابة “كنابست” مسعود بوديبة، بإيلاء أهمية خاصة لمنظومة اللغات وفق نظرة استراتيجية محكمة، تعمل على تحفيز التلميذ للتحصيل العلمي وتحول دون نفوره من المدرسة. كما أقر بوديبة بعالمية الإنجليزية، كلغة أولى للغات والبحث العلمي، وجب الاهتمام بها، وهذا لا يكون، بحسبه، بإدراجها فقط في مرحلة التعليم الابتدائي بحجم ساعي يقدر بساعة ونصف أسبوعيا، وبأساتذة سيوظفون على أساس الاستخلاف أو التعاقد، بل لابد من إعادة النظر في منظومة التعليم الابتدائي، يضيف بوديبة، وتشريح مشكل التعلم واكتساب المعارف لدى الطفل من طرف الخبراء في المجال التربوي.
واقترح بوديبة الاستشراف لمرحلة التعليم الابتدائي من خلال منظومة واضحة المعالم مرتبطة بالأهداف المسطرة في هذه المرحلة ومخففة بمواد أقل ونشاطات لا صفّيّة لبناء الطفل بطريقة متوازنة. ودعا إلى إدراج منظومة تعليم اللغات وبنائها بناء سليما في إطار إعادة هيكلة منظومة التعليم الابتدائي، بصفة محفزة، مغرية ومخففة، تجعل تلامذتنا يتحكمون في أهم القواعد التي يستلزمها تعلم اللغات.
وأكد الأمين العام لنقابة كنابست، أن هذه الأخيرة لا تعارض تعليم اللغة الانجليزية، إلا أنها ترى أن تشخيص المنظومة التعليمية وتقييمها ضرورة ملحة، لما يعيشه التلميذ من ضغط يشمل ثقل المواد التعليمية، ثقل المعارف العلمية وثقل الحجم الساعي وثقل المحفظة، إلى جانب غياب الأنشطة اللاصفية ما يجعل التلميذ ينفر من التحصيل العلمي.