غيّب الموت، رائدا من رواد الفن المعاصر، الفنان التشكيلي بشير يلس، مساء أمس الثلاثاء، عن عمر ناهز 100سنة.
يعتبر الفنان التشكيلي الراحل، بشير يلس واحدا من رواد الفن المعاصر في الجزائر، وأيقونة ورمزا للإبداع الفني التشكيلي والعمارة، ويعتبر أحد المساهمين في تطوير الحركة الفنية في البلاد على مدار عقود.
وتميز الراحل في تخصص المنمنمات “1962 – 1982″، كما أن تصميمه لطوابع بريدية عددية، جالت دول العالم و لازالت تؤرخ لفترة من حياته الفنية.
ويعد الفنان الراحل بشير يلس الرئيس المؤسس للاتحاد الوطني للفنون التشكيلية سنة 1970 ، ساهم في مجال المعمار فقد كان من بين الفنانين الجزائريين الذين تم الاستعانة بهم من أجل تصميم مقام الشهيد المستمد من جريد النخيل، وقام بزخرفة قصر الثقافة مفدي زكرياء الذي افتك الجائزة الأولى لمنظمة الدول العربية كأحسن معلم ثقافي في الوطن العربي سنة 1988 و معالم أخرى كمسجد الأمير عبد القادر بقسنطينة و المركز الوطني للأرشيف ، وله عدة جداريات في عواصم دول كثيرة كبيروت و باريس.
يذكر أن الفنان التشكيلي بشير يلس ولد في تلمسان يوم 12 سبتمبر 1921، وبعد دراسته الثانوية التحق في 1943 بمدرسة الفنون الجميلة بالجزائر العاصمة، حيث شارك بعد سنة في أول معرض للرسم والمنمنمات، وتحصل على الجائزة الفخرية للفنون الجميلة سنة 1947.
ونظم أول معرض شخصي له سنة 1948 بتلمسان، وتحصل الفنان في 1958 على دبلوم الفنون الجميلة بباريس.
بعد استرجاع السيادة الوطنية شارك بشير يلس سنة 1962 في أول معرض إثر الاستقلال وتولى إدارة المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية والفنون الجميلة، وترأس في السنة الموالية الاتحاد الوطني للفنون التشكيلية، وهو أحد مؤسسيه، ليعين مديرا للمتحف الوطني للفنون الجميلة سنة 1975.
ونال الرسام يلس تكريمات عديدة منها تكريمه سنة 2007 من قبل الاتحاد الوطني للفنون الثقافية ثم بالمدرسة العليا للفنون الجميلة سنة 2014، وفي سنة 2021 من طرف تلامذته القدامى من خلال معرض جماعي بمناسبة إحياء مئوية ميلاده بالمتحف الوطني للفنون الجميلة في الجزائر العاصمة.
وسيوارى جثمان الفقيد بشير يلس الثرى اليوم الأربعاء بمقبرة سيدي أمحمد (العاصمة) بعد صلاة الظهر.